شيخ الأزهر ينتقد حضارة الغرب ويدعو لمواجهة الإلحاد

كتب : السيد زايدقال الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر إن الحضارات الغربية أوجدت صراعًا محتدمًا وعداوات كثيرة بينها وبين حضارات الشرق؛ ما أدى إلى توتر وسوء العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن الحضارة الغربية خلقت نظرياتٍ فلسفيةً استعماريةً قائمةً على التسلط على الآخر.جاء ذلك خلال لقاء الطيب بـفرح بانديث المندوب الخاص للولايات المتحدة الأمريكية للمجتمعات الإسلامية الثلاثاء 16 يونيو 2010 موضحا أنه لم يكن في السابق أي صدام أو نزاع أو خلاف بين حضارتي الشرق والغرب، موضحًا أن تأييد الغرب لإسرائيل تسبب في هذا الصدام.وقال الطيب إن لغة المصالح الشخصية هي التي تحكم صنَّاع القرار في الغرب وأمريكا، مطالبًا بالضغط والتحرك نحو تطبيق قوانين حقوق الإنسان في الدول العربية. وأشار إلى أن الأزهر يفتح بابه للدارسين من الغرب، من خلال اللقاءات بين أئمة وعلماء المسلمين في المراكز الإسلامية من دول أوروبا وأمريكا.كما استقبل فضيلة الإمام الأكبر وفدا من جامعة ييل الأمريكية وتم الاتفاق على تبادل المبعوثين بين جامعة الأزهر وجامعة ييل. وقدم الوفد التهنئة لفضيلة الإمام وكرروا دعوتهم لفضيلة الإمام لزيارة جامعة ييل وهى واحدة من أبرز الجامعات الأمريكية، ويرجع إنشاؤها إلى عام 1701 وهى تعد جامعة شابة مقارنة بجامعة الأزهر التي يربوا عمرها على ألف عام.وعلى صعيد آخر استقبل الشيخ الطيب أمس المطران جون سنتامو أسقف يورك وعضو مجلس اللوردات البريطاني والدكتور منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا، وقد انصب الحديث على أهمية التعاون بين المؤمنين بالأديان السماوية في مواجهة دعاوى الإلحاد والتنكر للقيم الدينية والأخلاقية.وذكر رئيس أساقفة يورك أن الصحوة التي يشهدها الشباب المسلم في أوروبا أوجدت رد فعل إيجابيا لدى الشباب البريطاني وحثهم على أن يعودوا إلى الاهتمام بدينهم والقيم الأخلاقية. مؤكدا على العلاقة الوطيدة بين المسلمين فى بريطانيا وإخوانهم من المسيحيين.وقد أثار فضيلة الإمام الأكبر مسألة ما تشهده الحضارة الأوروبية من تقدم مادي وعلمي يصاحبه في نفس الوقت تراجع القيم الدينية الأخلاقية، وأن كثيرا من المفكرين يرون أن الحضارة الأوروبية حصرت الذكاء الإنساني فيما هو مادي متنكرة لما هو روحي ومعنوي، وأنه لابد من جهد مشترك بين أصحاب الديانات السماوية لإعادة التوازن بين ما هو مادي وما هو روحي.وقد تم الاتفاق خلال اللقاء على تفعيل الحوار بين الأزهر الشريف والكنيسة الأسقفية وهو الحوار الذي بدأ عام 2000، ومن المقرر عقد الجلسة القادمة في نوفمبر المقبل بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة التي يمكن أن تكون لدى الأوروبيين تجاه الأقليات المسلمة في أوروبا ولتأكيد أن المسيحيين في الشرق هم جزء أصيل وفاعل في المجتمع.