الجمعة 19 أبريل 2024 10:14 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوادث

القصة الكاملة لتظاهرات ميت سلسيل للدفاع عن «قاتل طفليه»


شهدت مدينة ميت سلسيل التابعة لمحافظة الدقهلية على مدار 8 ساعات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، حالة من التوتر والقلق، ونشوب حالة من الكر والفر بين عدد من الأهالي وقوات الشرطة، عقب تنظيم مظاهرة «دون تصريح» احتج الأهالي خلالها على اعترافات «محمود نظمي السيد»، والد الطفلين المتهم بقتلهما في مياه بحر مدينة فراسكور بمحافظة دمياط. كما اندس بها بعض الأشخاص لتحريض الأهالي على مهاجمة قسم الشرطة.

وتجمهر العشرات من أهالي مدينة ميت سلسيل، أمس الثلاثاء، أمام منزل الأب المتهم بقتل نجليه «محمد وريان»، متضامنين معه ومطالبين بإعادة التحقيق مرة أخرى في الاتهامات المنسوبة إليه.

وفضّت قوات الأمن تجمهر الأهالي باستخدام الغاز المسيل للدموع، بعد أن حاول الأهالي التوجه إلى مركز الشرطة وقطع الطريق الرئيسي.

وانتقل اللواء محمد حجي مدير أمن الدقهلية، واللواء محمد شرباش مدير المباحث، وقيادات المديرية إلى المدينة للسيطرة على الأهالي ومنعهم من التوجه إلى مركز الشرطة.

• بداية الأحداث:

بدأت الأحداث عقب صلاة المغرب أمس الثلاثاء، بتجمع عدد من أهالي القرية أمام منزل الوالد المتهم بقتل أبناءه، وبدأ العدد في التزايد مع حلول الليل، مرددين هتافات بإعادة التحقيقات.

ووفقا لعدد من الأهالي، أكدوا أن الوقفة كانت بسبب ظهور «توكتوك» و«منتقبة» في عدد من الصور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أمام منزل والد الأطفال، فضلا عن وقوف الوالد في أحد الصور بصحبة أصدقائه وخلفهم تمثال يشبه التماثيل الفرعونية في أرض زراعية، وتم وضعه على عمارة تحت الإنشاء، وهو ما أكده البعض أنه تمثال ضخم مصنوع من الجبس؛ كديكور وليس حقيقي، ولكن روج البعض أن «محمود» كان يتاجر في الآثار، وأن وراء مقتل الأطفال مسؤلين مستعينين بأقوال محمود الأولى.

وعقب تجمع عدد من الأهالي أمام منزل والد الطفلين -وفقا لشهود عيان من القرية- اندس بعض الأشخاص -لا يعرفونهم- وحاولوا جذب أكبر عدد من الأهالي بهتافاتهم وتوجيههم نحو مركز الشرطة، ولكن الأهالي امتنعوا حتى تدخلت الشرطة.

وذكرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ناقلة للحدث بشكل مباشر، أن بعض الأشخاص المجهولين حاولوا إشعال الفتنة بإلقاء الحجارة على الشرطة لزيادة حدة الموقف «دون مبرر» لوقفة الأهالي السلمية.

• الأجهزة الأمنية والسيطرة على الشغب:

وقالت مصادر أمنية إنه تم ترك الأهالي دون التعرض لهم في البداية، وبعد ذلك بدأت بعض العناصر في الظهور، كانت تريد التصعيد والتوجه إلى مركز الشرطة وقطع الطريق الرئيسي، فتدخلت القوات بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، بعد اندساس عناصر مثيرة للشغب ألقت حجارة بشكل مفاجىء على قوات الشرطة المتواجدة لحمايتهم وحماية الأهالي من أي أعمال شغب وتخريب.

وأكدت المصادر، أن فض التجمهر لم ينجم عنه أي إصابات، لا في صفوف الشرطة ولا الأهالي، مشيرًا إلى تحديد بعض المحرضين وجاري استصدار إذن من النيابة لضبطهم وإحضارهم، كما تم القبض على بعض مثيري الشغب مع بدء تطور الأحداث.

• صفحات محرضة ومضللة:

مع بداية أحداث القبض على المتهم واعترافه بقتل أطفاله، ظهرت عدة صفحات محرضة على تجمهر الأهالي والزج بمعلومات مغلوطة، فضلا عن ظهور حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدس معلومات مضللة ثم غلقها مرة أخرى، حيث أكدت بعضها وجود فيديوهات لبراءة محمود.

• وقائع القضية:

ترجع الواقعة إلى أول أيام عيد الأضحى، حيث تلقى اللواء محمد حجي مدير أمن الدقهلية إخطارا بورود بلاغ من «محمود نظمي السيد» من مدينة ميت سلسيل باختطاف طفليه «ريان ومحمد»، أثناء وجودهما معه في الملاهي بالمدينة، وادعائه مشاهدة رواد الملاهي لهما مع سيدة منتقبة، وأثناء البحث عن الطفلين ظهرت جثتهما في ترعة بفراسكور وتعرف الأب عليهما.

وحاول الأب تضليل المباحث بادعاء خطفهما وقتلهما من قبل تجار آثار على خلاف معه، ومرة أخرى بسبب خلافه مع سيدة صوّرها عارية، إلا أنه بمواجهته بمقاطع الفيديو من كاميرات المراقبة اعترف بقتله لأولاده.

• والدة القاتل تبث فيديوهات على مواقع التواصل:

وبثت عفاف محمود، والدة قاتل طفليه، فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي قالت فيها إن محمود قبل الحادث توجه إليها مع أطفاله لتقديم تهنئة العيد، وأخبرته أن يأخذ «لحمة العيد» إلى منزله، فرفض بحجة ذهابه بصحبة أطفاله للتنزه، وبعد ساعة من الزمن؛ اتصلت زوجته تخبرني بأن محمود اتصل يخبرها باختفاء الطفلين.

وتابعت عفاف: «فتوجهنا ناحية البحر بصحبة الأهالي بالسيارات والمتوسيكلات للبحث عن الأطفال في جميع البلاد المجاورة، وكان محمود -طوال الوقت حتى بحضور الشرطة- يبحث معنا بصحبة زوجته، وفي حالة انهيار، فتوجهت إلى المنزل للجلوس بجوار الهاتف لعل أحد خاطفيه يتصل لطلب فدية مالية، ولكن لم يتصل أحد.

وأضافت عفاف: «عرفنا بخبر وفاة الأطفال من الإنترنت؛ فانهار الجميع، وعقب الدفنة انهار والدهم وفوجئنا ثاني يوم الوفاة باختفاء محمود تاركا خلفه رسالة في المنزل كتب عليها: «يجيب حقهم يموت زيهم»، وهذا يدل على أنه مهدد بأسرته، مشيرة إلى أنه لا يتناول المخدرات ولكن فقط «الحشيش».

• زوجة المتهم: كان زوجي في حالة طبيعية يوم وفاة الطفلين

ودخلت سماح طارق الشافعي، زوجة المتهم، في حالة إعياء شديد منذ وفاة طفليها، وقالت إن زوجها كان بحالة طبيعية يوم العيد، وتابعت: «صومنا يوم وقفة عرفات، وفطرنا مع بعض في بيت والدي، وفي يوم العيد زار أخواته وراح البيت، وحضر بصحبة الأطفال ذبح الأضحية، والأمور فضلت هادية لحد ما جالي تليفون منه الساعة 7:12 مساء يخبرني أنه لا يجد الطفلين».

• شائعات بمحاولة انتحار والد الطفلين:

وسرعان ما انتشرت الشائعات، التي وصفتها الأجهزة الأمنية بـ«الفريدة من نوعها»، حيث خرجت شائعة «هروبه ومحاولة انتحاره»، كما انتشر بين الأهالي أن «الأمن يريد قتله»، لتخرج مديرية أمن الدقهلية ببيان إعلامي لها نافية فيه محاولة انتحار وهروب والد طفلي ميت سلسيل بعد فك الكلبشات ومحاولة الانتحار من نافذة المحكمة.

وقالت المديرية في بيانها، إنه لا أساس من الصحة لما تردد، مناشدين بالتحقق من صحة الأخبار المتداولة.

• تضليل الأب في البداية أثار الفتن:

حاول الأب تضليل المباحث بادعاء خطف الطفلين وقتلهما من قبل تجار آثار على خلاف معه، ومرة أخرى بسبب خلافه مع سيدة صورها عارية، إلا أنه بمواجهته بمقاطع الفيديو من كاميرات المراقبة اعترف بقتله لأولاده، ما أثار حفيظة الأهالي معتقدين أنه «تم الضغط على محمود».

• الأهالي: «محمود قالنا إنه ماقتلش أولاده»

وقال أحمد فاروق، جار وابن خالة الأب المتهم، إن محمود كان «بيدور معانا» على الطفلين، وبعد أن تم اقتياده إلى المركز لم نعلم عنه شيئا سوى الشائعات، وعندما توجه له أحد أهالي القرية قال له محمود إنه لم يقتل أولاده تحت أي ظرف، متابعا: «أنا عايز أقعد هنا، لو خرجت هيحصل أكتر من كده».

كما أكد أحد الجيران أن محمود كان حسن الخلق ولم يظهر عليه أي اضراب نفسي أو سلوك عدواني.