السبت 20 أبريل 2024 01:17 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة الأهلي ومازيمبي بأبطال إفريقيا «رجال سلة الأهلي» يفوز على أويلرز الأوغندي في أولى مبارياته ببطولة الـ«bal» وزارة التربية والتعليم تعقد التصفيات النهائية لمسابقة ”تحدي القراءة العربي” للعام الثامن بالتعاون مع دولة الإمارات الشقيقة المئات يشاركون تشييع جثمان الطفل ”أحمد” أثر العثور عليه مذبوح بشبرا الخيمة سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين تفاصيل إصابة عمر جابر وغيابه عن الزمالك أمام دريمز الغاني قطر تعرب عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة تفاصيل... العثور على جثة طفل مذبوح بكامل الجسد بشبرا الخيمة بسبب مشادة كلامية..سائق ميكروباص يمزق جسد طالب بسوهاج طالب يمزق جسد آخر بمطواة بسوهاج والسبب ”مشادة كلامية” بسبب النباشين .. الأهالي تشعل النيران في مقلب قمامة بمنطقة الثلاثيني بالإسماعيلية أربعيني يُنهي حياته بقرص الغلال السامة بسوهاج

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: منتدى الشباب بـ«المصرى»

الكاتب الصحفى أسامة شرشر
الكاتب الصحفى أسامة شرشر

أثبتت فعاليات الأيام الأولى من منتدى شباب العالم أن مصر ستظل دائماً بلد الأمن والأمان وراعية السلام والحوار فى العالم. 
فالحضور الشبابى الضخم الذى شهده المنتدى من مختلف الجنسيات والأعراق والديانات، بالإضافة للوفود الرسمية للعديد من دول العالم- أكد أن الضربة الاستباقية من جانب القوات المسلحة والشرطة للعناصر الإرهابية- أحدثت نوعاً من الطمأنينة لدى الشارع المصرى والعربى والعالمى، وأثبتت قدرة الأمن المصرى على حماية ضيوفه قبل انطلاق فعاليات منتدى شباب العالم المقام فى مدينة شرم الشيخ.
والحقيقة أنه ليس من الغريب قدرة مصر على تنظيم مؤتمر عالمى للشباب يضم حوالى 3200 شاب وفتاة من أكثر من 60 دولة، للحوار والنقاش حول كافة القضايا التى تهم هؤلاء الشباب، فمصر هى التى استضافت العائلة المقدسة على أرضها، وكانت دائما ملجأ لكل مظلوم وكل ساعٍ للبحث عن الأمان والسلام. 
إن أخطر ما فى هذا المؤتمر تفكيك ودحض كافة الأكاذيب حول غضب الشباب المصرى وابتعاده عن المشاركة فى الفعاليات المختلفة، فقد شاهدنا بأعيننا نماذج رائعة لشباب من كافة الاتجاهات والشرائح الاجتماعية يلتقون مع شباب من نفس أعمارهم من دول مختلفة، يشاركونهم أفكارهم ويحاولون الوصول لحلول لقضايا تهم العالم بأسره، فى جو من الطمأنينة والأمان وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصياً، فهذه رسالة رائعة وواقعية وعملية بعيداً عن ادعاءات وأكاذيب منظمات حقوق الإنسان والحيوان عن واقع الشباب المصرى.
وهناك نقطة أخرى هامة وهى أن شرم الشيخ أصبحت قبلة المؤتمرات العالمية، بمعنى أن هذا المنتدى يمكن أن يصبح بداية لـ«سياحة المؤتمرات» فى مصر، وهو ما سيكون له مردود اقتصادى خطير إذا استثمره رجال الأعمال وكبرى الشركات والحكومة المصرية لتكون سيناء مهبط الأنبياء والرسل مهبطاً لأى استثمارات حقيقية، خاصة أن هذا الشعب العظيم ينتفض وقت الألم للدفاع عن نفسه.. فمصر- كغيرها من الدول- مثل البشر تمر بوعكة أو ألم، ولكنها تعود مرة أخرى، والبعض كان يراهن على سقوط الدولة المصرية إلا أنهم للأسف الشديد لا يعرفون شفرات هذا الوطن وشفرات وجينات الأرض المصرية.
 والنقطة الثانية أننا نريد أن نقول للعالم إن مصر، وهى تواجه الإرهاب بقوة وحزم، تعقد مؤتمرات عالمية ولا تنحنى لأى تهديدات.
وأخطر ما فى هذا المؤتمر هو المشاركة الحقيقية للشباب سواء شباب الأحزاب أو المستقلين أو اختيار نوعيات مبدعة ومبتكرة أو شباب وفتيات الجامعات الذين نراهن عليهم دائماً، ما يمهد لإعداد صف ثان حقيقى ليس بناء على الشعارات والكلمات الرنانة، بل على المشاركة الفعلية، وتبادل الرؤى.. فهذه المؤتمرات كسرت حاجز العزلة الذى ظهر فى العهود البالية بين الشباب ورأس الدولة، وهى الورقة التى حاولت جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانهم أن يلعبوا بها إلا أن مؤتمرات الشباب التى جمعت الرئيس السيسى بفئات مختلفة من الشباب أفسدت عليهم مخططاتهم، فالرئيس يتابع عن كثب ويستمع لآراء الشباب، بل يتبناها لتكوين مجموعة كوادر شبابية صاحبة رؤية وفكر وتواجد وتواصل مع العالم، وأعتقد أن هدف الرئيس من عقد مثل هذه المؤتمرات أن يكونوا نواة لتولى المسئولية فى المرحلة القادمة.
أما عن واجبنا كبرلمان فيجب أن تكون هناك تشريعات حقيقية تتلاءم مع الشباب وطموحاتهم وقدراتهم، حتى يصبح هؤلاء الشباب حائط صد أمام أى تيارات فكرية دخيلة أو أى محاولات اختراق أو أى أفكار ظلامية تحاول أن تسقط الدولة المصرية. 
كما يجب تدعيم الشباب وإعداد الكوادر من خلال التدريب والتوعية والتثقيف السياسى، فنحن لدينا نماذج وزارية بعيدة تماماً عن الاعتماد على الشباب وإعدادهم اللهم إلا فى حالات نادرة مثل المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة.. والعام الماضى كان لدينا منظمات شبابية تخرج مسئولين ذوى كفاءات وخبرات ووعى وقدرة على التواصل الجماهيرى لأننا فى توقيت لا نريد فيه وزراء مرتعشين، بل مسئولين يمتلكون حساً سياسياً قوياً مرتبطين بالشارع المصرى ويستطيعون نقل الصورة الحقيقية والتجاوب معها.
وأقترح أن يكون هناك منتدى للشباب العربى، خاصة أن محاولات التعكير والتضليل والتعتيم والأفكار المتطرفة تأتى إلى كثير من شباب المنطقة العربية، وأن يضم المنتدى خبراء فى مختلف المجالات على المستوى الثقافى والنفسى والدينى، لنتمكن من القضاء على محاولات تعكير الصفوف العربية وتقسيم المنطقة، وهذا لن يتحقق إلا إذا اعتبرنا التعليم أمناً قومياً، خاصة بالنسبة للمرأة المصرية والعربية التى تعتبر العمود الفقرى للمجتمع.

النقطة الثالثة أعتقد أن هذا المؤتمر هو رسالة لروسيا وبريطانيا بأنه آن الأوان لتعود السياحة الروسية والبريطانية لأن مصر ومقاصدها السياحية وآثارها لا مثيل لها فى العالم، وعلى ذكر ذلك، فيجب أن أتوقف عند جزئية خطيرة لها دلالة من حاكم الشارقة أنه أعاد لمصر 435 قطعة أثرية تم تهريبها أيام حكم الإخوان.
أما من الناحية الاقتصادية، فإنه حان الوقت لتفعيل قانون الاستثمار ولائحته التنفيذية، وأعتقد أن الشباب المشارك فى هذه المؤتمرات بكل توجهاته لابد من توفير فرص عمل حقيقية للشباب، وأعتبر أن هذا جزء من العدالة الاجتماعية التى نادينا بها خلال ثورتين، فالعدالة الاجتماعية تبدأ بالعدالة الوظيفية من خلال خلق فرص عمل حقيقية.. والمؤتمرات العالمية التى يقيمها الرئيس عبدالفتاح السيسى تجتذب اهتمام رجال الأعمال من كافة دول العالم، إلا أنهم يقابلون ببيروقراطية حكومية يجب أن يتم القضاء عليها.  
النقطة الأخطر والأهم أن الشباب والإعلام هما حائط الصد أمام حروب الجيلين الرابع والخامس وغيرها من حروب التكنولوجيا والإنترنت، لأن الآلة الإعلامية أصبحت نوعاً جديداً من الغزو وأكثر تأثيراً من الآلة العسكرية.
وأخيراً.. فإن الحرية والحوار هما أنسب الوسائل للتواصل مع الشباب، فلابد أن نعطيه الفرصة لكى يصبح صاحب قرار، ونريد استغلال هذا المنتدى العالمى لتوجيه رسالة إلى العالم بأن شباب مصر قادم وبقوة، وقادر على استعادة مكانة مصر التى قادت العالم وعلمته معنى أن تكون هناك دولة وأن يكون هناك وطن.