الأربعاء 15 مايو 2024 09:42 مـ 7 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوادث

قاتل ابنته بعد تعذيبها وتقييدها بالسلاسل: ظننت أنه إغماء كما يحدث كل مرة لكنها ماتت

 

لم تختلف كثيرًا نهاية حياة نورهان ذات الـ13 ربيعًا عما لاقته خلال تلك الحياة، فقد رافقها الألم في كل أيامها، لم تجد من ينقذها من المعاناة رغم بحثها الدائم، فإذا كان والدها هو جلادها مستخدما كل ما أوتي من القسوة والوحشية فمن يجيرها منه!!؟، حتي انتهي بها الحال جثة هامدة مقيدة بسلاسل حديدية، بعد وصلة عنيفة من الضرب والتعذيب علي يد الأب.
  بدأت معاناة الطفلة "نورهان.أ" بعدما انفصل والداها، لم تستطع الأم الاحتفاظ بها بسبب رغبة زوجها الجديد، فاضطرت إلي العيش مع والدها وزوجته وتحملت في سبيل ذلك كل أنواع المعاناة، لم تجد زوجة الأب أي غضاضة في اعتبار الطفلة هي خادمتها بكل الأشكال، تقوم بكافة الأعمال المنزلية، وكل ما يطلب منها، وإذا ما خالفت أي أمر لها كانت تدفع والدها لضربها وأهانتها، ولم يفكر الأب أيضا في وسوسة زوجته ولو لمرة بل كان ينفذ مهمته في افتراس المسكينة ابنته بلا أي وعي، بل واعتاد أن يربطها بالسلاسل في غرفة مغلقة ويمنع عنها الطعام والشراب، مع وصلات متعددة من الضرب والركل والتعذيب.

استمرت حياة نورهان علي هذا النهج القاسي فترة من الزمن، تعاني وكأنها في أحد معسكرات التعذيب، حاولت الاستغاثة بأمها عدة مرات لكن الأم لم تملك إلا أن تواسيها فيما يحدث لها، ومع مرور الوقت تزداد أيام الطفلة صعوبة ويزداد قلب والدها وزوجته تحجرا، فكرت الطفلة في الهروب من معاناتها وترك منزل الأب والبحث عن أي مكان للإقامة، فأيا كان ما ستلاقيه لن يكون بصعوبة ما يحدث لها، وبالفعل في أحد الأيام وبعد وصلة ضرب وإهانة من الأب تركت المنزل وهربت تبحث عن ملجأ.

طال بحث الفتاة لكنها لم تجد بدا من أن ترجع مرة أخرى لنار والدها، وكأن الدنيا كلها تأبي أن تساعدها في محنتها، وفور عودتها استقبلها الأب بوصلة تعذيب وركل مستخدما عصا غليظة، وقام بربطها بالسلاسل الحديدية في غرفة مغلقة وتابع تعذيبها، لم تمنعه توسلاتها ولا صراخها، إلي أن أنهار جسدها النحيل ولفظت أنفاسها الأخيرة بسبب وحشية والدها.

وفور علم الأم "حنان.ف" بما حدث أبلغت قسم كرداسة بقيام طليقها "اسامة .أ" 35 سنة عامل، بالتعدي المبرح علي ابنتهما حتي لقت مصرعها من أثر الضرب، وتحرر محضر بالواقعة وأحيل للنيابة العامة التي تولت التحقيق.

وجاء التقرير المبدئي من مستشفي قصر العيني يفيد بأن الفتاة وصلت جثة هامدة ومصابة بكدمات وجروح فى أماكن متفرقة بأنحاء جسدها.

وفي التحقيقات أفادت والدة الطفلة أنها تركتها للعيش مع طليقها في بيته بناءً علي رغبة زوجها والذي رفض أن تقيم معها، وأن ابنتها كانت تزورها كثيرا خفية ودون علم طليقها، وكانت دائمة الشكوي منه ومن زوجته وأنهما يعاملانها كخادمة ويتعديان عليها بكافة أنواع السب والضرب والإهانة، وأن زوجة طليقها كانت دائما تحرضه علي ضرب الفتاة حتي لا تعصي أوامرها.

واعترف المتهم بقتل ابنته في التحقيقات بارتكابه الواقعة، وأنه لم يقصد أبدا ذلك فهو قيدها بالسلاسل، وتعدى عليها بالضرب لتأديبها بعدما هربت من المنزل، وأنها معتادة على الهرب من المنزل دون أن يعرف وجهتها، وأضاف أنه اعتقد بأنه أثناء ضربها سقطت فاقدة الوعي كما يحدث دائما عندما يضربها، لكنها كانت قد فارقت الحياة مضيفا "أنا قتلت بنتي بأيدي".

وتابع المتهم أن زوجته كانت تشتكى من المجني عليها وأنها "لا تسمع الكلام"كما أنها ترد بطريقة غير لائقة لذلك كان يعاقبها محاولا تقويم سلوكها إلي أن انهارت بين يديه.

وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، ودفن جثة الطفلة بعد تشريحها للوقوف علي أسباب وملابسات الوفاة.