النهار
الثلاثاء 19 أغسطس 2025 09:42 صـ 24 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

امام المؤتمر الاقليمي حول تداعيات الأزمة النفطية على ادارة الاقتصاديات العربية

الجامعة العربية : الهزة القوية لانخفاض سعر البترول تستدعي اعادة النظر في السياسات التنموية العربية

الملا : توقعات باستمرار اضطراب السوق النفطية بسبب الاسعار العالمية و الصراعات السياسية والداخلية بالدول النفطية 

 

اكدت الجامعة العربية على ضرورة وحدة الموقف العربي في المجال النفطي لمواجهة تداعيات تراجع أسعار البترول على الاقتصاديات العربية  ،داعية الى اهمية تنسيق السياسية العربية على المستوى الإقليمي والدولي والعمل ككتلة عربية واحدة أسوة بالتكتلات الاخرى وذلك للحد من التأثيرات السلبية للصناعة البترولية العربية .

 واعتبرت الجامعة ان الهزة القوية لانخفاض سعر البترول ربما تكون بمثابة صحوة تفرض  على الدول العربية المنتجة للنفط اعادة تنظيم اقتصادياتها وخططه التنموية حسب مفهوم جديد ومصادر متنوعة للاقتصاد وتهيىء نفسها بكل جدية لمرحلة مابعد النفط وعدم الاعتماد الكلي على ريع البترول.


واكد الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية -في كلمته التي القاها نيابة عنه نائبه السفير احمد بن حلي  امام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر تداعيات الأزمة النفطية على ادارة  الاقتصاديات العربية الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية  اليوم بالجامعة العربية-اهمية الاجتماع وذلك لتدارس  تداعيات الأزمة النفطية على إدارة الاقتصاديات العربية وخطط ومشاريع التنمية في البلدان العربية بشكل عام.


واشار العربي  في كلمته الى هناك مؤشرات واعدة في هذا الاتجاه تبرز خاصة من خلال المشاريع الجديدة التي اعلنتها دولة الامارات العربية المتحدة عن إنجازها والتي تعمل على تنويع مداخل ثروتها ودخلها وايضاً رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ التي طرحتها مؤخرا،موضحا انها تشكل مشروعا نهضويا شاملا  وتحظى بالمتابعة والاهتمام منقبل جامعة الدول العربية ومؤسساتها المتخصصة ...معربا عن تطلع الجامعة للتعرف على خطط ومشاريع بقية الدول العربية المستقبلية لمرحلة ما بعد البترول.

وشدد العربي على ان التغيرات والتطورات العميقة التي تعيشها المنطقة العربية فرضت واقعا جديدا وأملت تحديات تستوجب و مؤسسات العمل العربي المشترك التفاعل معهاوتطوير أنشطتها وأهدافها لمواكبة هذه المستجدات.

وطالب الامين العام ايضا بضرورة ان تقوم مؤسسات العمل العربي المشترك بالمساهمة في وضع تصوراتها وتكييف برامج عملها لمواجهة تأثيرات هذه التحولات والتغيرات خاصة وان هناك مشروعا قيد البحث من عدد من فرق العمل للدول الاعضاء في الجامعة والامانة العامة لتطوير جامعة الدول العربية ومنظماتها وهيئاتها المتخصصة للارتقاءبعملها الى مستوى حجم التحولات التي تجري داخل المجتمعات العربية.

كما طالب العربي بضرورة الاستجابة لمشاغل واحتياجات وهموم المواطن العربي مثل الحد من الفقر والبطالة ومحاربة الفساد وتحسين النظام الصحي والتعليمي والحد منهجرة الأموال والكفاءات العربية والتغلب على شُح المياه والانكماش الاقتصادي ودحر جرائم التنظيمات الارهابية والايدلوجيات المتطرفة التي تعمل على التخريب والهدم والقتل وتهديد السلم الاجتماعي وإعادة وتيرة التنمية ومقومات الحياة.

واشار العربي الى ان هذه الأمور مجتمعة قد اثرت على عمليات التنمية بالمنطقة العربية وبالتالي لابد من اعادة النظر في سياسات وآليات واهداف منظمات العمل العربي المشترك لتسهم في تدارك هذه النواقص وكسب رهان التنمية المستدامة ببعديها الاقتصادي والاجتماعي وبناء القاعدة العلمية العربية وتوطين التكنولوجيا المتطورة في المنطقةالعربية.

ومن جانبه توقع  المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بجمهورية مصر العربية استمرار اضطراب السوق النفطية خلال الفترة المقبلة في ظل عدم استقرار اسعارالنفط العالمية لتأثرها بعوامل من الصعب توقعها ومنها ما يتصل بالصراعات الدولية والمشكلات الداخلية في بعض الدول النفطية مثل ليبيا ونيجيريا والعراق .

وكشف الملا -في كلمته امام اعمال المؤتمر والتي القاها نيابة عنه المهندس محمد طاهر وكيل وزارة البترول -عن وجود تأثيرات سلبية واخرى ايجابية لانخفاض اسعار النفطبالنسبة لمصر لافتا الى ان التاثير السلبي يتمثل في احتمال انخفاض تدفقات الاستثمارات الاجنبية في مجال البحث والانتاج. 

وقال  الملا انه في هذا الاطار شهدت الشهور الماضية توقيع عدد من الاتفاقيات لتنمية بعض حقول الغاز الطبيعي في مصر ، من اهمها حقل ظهر وشمال الاسكندرية واتول باستثمارات هائلة تصل الى اكثر من ٢٥ مليار دولار متوقع انفاقها على مدار الاربع سنوات المقبلة .

ولفت الى   ان التأثير الايجابي لانخفاض اسعار النفط يتمثل في انخفاض قيمة الواردات من البترول والغاز وبالتالي انخفاض قيمة الدعم الذي تتحمله الدولة ، موضحا انالمحصلة النهائية المتوقعة بالنسبة لقطاع البترول في مصر هي وجود توازن بين الجوانب السلبية والايجابية .

واكد الملا اهمية المؤتمر حيث ياتي في وقت يشهد فيه العالم العديد من التحديات الاقتصادية والتحولات السياسية التي اثرت بشكل كبير على التمو الاقتصادي العالميوتطلعات الشعوب نحو مستقبل افضل 

وقال ان انخفاض اسعار النفط ادى الى تباطؤ الاستثمارات البترولية والغاء او تأجيل العديد من المشروعات مما سوف يؤثر على امدادات النفط العالمية ويؤدي الى حدوث عجز في العرض في في حالة تعافي الاقتصاد العالمي ومعاودة نمو الطلب على النفط في الارتفاع .

واوضح ان الانتاج العربي من النفط يبلغ نحو 24.2 مليون برميل يوميا بما يعادل 32بالمائة من الانتاج العالمي ، كما ان الدول العربية مجتمعة تحتوي على ما يقرب من ثلثيالاحتياطي النفطي العالمي وبشكل خاص الدول العربية المطلة على الخليج العربي وشمال افريقيا .

من جانبه اكد الدكتور ناصر القحطاني مدير عام المنظمة العربية للتنمية الادارية  اهمية هذا المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين بمشاركة واسعة .

ولفت الى ان جلسات  المؤتمر تتناول أسباب الأزمة النفطية، والنفط ما بعد أزمة 2016، ومستقبل أسعار النفط في السوق العالمي، والنفط الصخري، وآثار الأزمة النفطية على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والعالم، موضحا أن المؤتمر سيخرج بتوصيات وخطة عمل للحد من أزمة النفط وتلافي انعكاساتها السلبية على اقتصادات المنطقة.