اغتصاب الأطفال كــــارثة أخــــلاقــية تهـــدد المجتمع

زادادت فى الآونة الأخيرة حوادث التحرش واغتصاب الأطفال فى مصر، سواء فى المدارس أو فى الشارع.. وهذا النوع من الجرائم اللا أخلاقية غريب على مجتمعاتنا، ولأن الامر تحول من حوادث فردية الى ظاهرة مجتمعية حاولنا مناقشة القضية مع متخصصين من علماء النفس والقانونيين.
قال دكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى جامعة القاهرة، إن سبب كثرة حالات الاغتصاب يرجع إلى كمية العرى التى يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعى وبما أننا فى الأساس مجتمع متدين فعند النظر إلى العرى والأفلام الإباحية يصبح لدى الشخص حالة من حالات الكبت الجنسى فيعوض هذا الكبت فى الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون الدفاع وحماية أنفسهم، كما أن بعض الأدوية المخدرة المنتشرة التى يتعاطاها الكثير من الشباب والعمال من الحشيش وأقراص الترامادول ويريدون عملية تفريغ جنسى لا يمارسها فى بيته حتى لا تعلم زوجته وهو عليه علامات الدواء فيفعل هذا الفعل القبيح فى الأطفال الصغار, وجاءتنى حالات كثيرة مثل هذه النوعية فى جميع مستويات وطبقات المجتمع, وتم إلقاء الضوء على هذه الظاهرة فى العديد من البرامج والصحف، خاصة أنها أصبحت منتشرة فى مدارس لغات رفيعة المستوى من أفراد الأمن أو غير ذلك أو مدارس الطبقة الوسطى والأدنى مستوى, وآخر ما سمعناه هو أن عاملا انتهك عرض طفل فى دورة مياه مسجد, فهذا موضوع أصبح فى غاية الخطورة وغير مرتبط بتدين لأن مثل هذه النوعية مثل الشواذ يفلون هذا مع الطفل غصبا عنه نتيجة حالة من حالات الكبت يريد التخلص منها وهذا فى حد ذاته مرض ويقولون لى أثناء علاجهم إنهم متدينون ويخجلون من أنفسهم عند هذا الفعل ولكنه أصبح داء لديهم.
وأشار فرويز إلى أنه لو تم معالجة الطفل المغتصب بسرعة وإنهاء هذا الموضوع تماما فسوف تنجح عملية العلاج, أما اذا تحدثنا فيها كثيرا وظهر هذا الطفل فى وسائل الاعلام كما رأينا من يستضيفون الطفل وأهله فسوف يترسخ هذا الفعل فى ذاكرة الطفل ولا يستطيع اكمال العلاج وقد يمتلئ صدره بالحقد ضد المجتمع ويتمنى أن يكون كل الأطفال مثله وبالتالى يتحول من مجنى عليه إلى جان.
من جانبها، قالت الدكتورة سهير عبدالمنعم، استاذ القانون الجنائى، رئيس قسم المعامل الجنائية بالمعهد القومى للبحوث، إن مثل هذه الظاهرة ناتجة عن تفسخ وتآكل الطبقة الوسطى وضعفها لحساب الطبقة الأدنى، لأن الطبقة الوسطى يكون فيها أناس متعلمون وقادرون على المشاركة وكلما اتسعت الطبقة الوسطى أعطت حماية للأركان الأساسية للمجتمع وكلما تآكلت الطبقة الوسطى ارتفعت الطبقة الأدنى فى المجتمع والسياسات كلها موجهة لمصلحة الصفوة وبالتالى كثرة التفاوت الاجتماعى فى المجتمع أدى إلى التهاون فى القيم وهذا نتيجة التربية غير السليمة والأخلاقيات غير المنضبطة مع مؤسسات التنشئة التى لا تقوم بدورها, مع انعدام القيم والحديث عنها والتنويه لها من خلال وسائل الاعلام, فالموجود الآن فى المجتمع قيم المال وقيم السطوة وقيم القوة والسير على عبارة (اللى تغلب به العب به).
وأشارت استاذة القانون الجنائى إلى أنه يجب أن تطبق عقوبة الاعدام على مرتكب هذه الأفعال سواء على الأطفال الذكور أو الأطفال الإناث لأن خطورة هذا الفعل سواء على الولد أو البنت واحدة لأنها تقضى على مستقبلهما معا سواء على المستوى النفسى أو المستوى المهنى.