مصر وموريتانيا تدشنان لعلاقات استراتيجية جديدة.. ومباحثات حول قمة نواكشوط

جاءت زيارة الرئيس الموريتانى للقاهرة، وهى الاولى منذ أربعين عاما، لتشكل انطلاقة جديدة فى العلاقات مع مصر فى المجالات المختلفة خاصة أن موريتانيا ستتسلم رئاسة القمة الجديدة من مصر فى 25 يوليو المقبل.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية محمد ولد عبدالعزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر، وعقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين.
وقام الرئيس بمنح ولد عبدالعزيز قلادة النيل التى تعد أرفع وسام مصرى، وذلك تقديراً للعلاقات الوطيدة والمتميزة التى تجمع بين البلدين، بالإضافة إلى المواقف المُقدّرة التى اتخذها الرئيس الموريتانى إزاء مصر.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسى عبر عن التقدير لمواقف الرئيس الموريتانى المُشرفة إزاء مصر ومساندته لإرادة شعبها، فضلاً عن دوره الفاعل والمؤثر الذى قام به اثناء توليه رئاسة الاتحاد الافريقى.
وأضاف يوسف: أكد الرئيس حرص مصر على الدفع قدماً بالتعاون الثنائى بين البلدين فى جميع المجالات وتعزيز التنسيق فى القضايا الإقليمية بالنظر إلى ما تشهده المنطقة من تحديات نتيجة لتعدد الأزمات القائمة وانتشار الفكر المتطرف والارهاب.
كما أشاد باستضافة موريتانيا القمة العربية المقبلة يومى 25 و26 يوليو المقبل، معرباً عن استعداد مصر التام للتعاون مع موريتانيا فى إنجاح القمة بما يسهم فى تعزيز العمل العربى المشترك.
وتابع المتحدث أن الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز عبر عن اعتزازه وامتنانه لمصر قيادةً وشعباً لمنحه قلادة النيل لما يحمله ذلك من معانٍ سامية وما يعكسه من عُمق ومتانة العلاقات التاريخية التى تجمع بين البلدين.
كما عبر الرئيس الموريتانى عن ارتياحه لاستعادة مصر لمكانتها ودورها الريادى باعتبارها ركيزة للأمن والاستقرار بالوطن العربى، مشيداً بالخطوات التى تتخذها مصر لتحقيق نهضتها الاقتصادية والمشروعات الكبرى التى دشنتها، ومن بينها مشروع قناة السويس الجديدة.
وأكد تطلع بلاده للاستفادة من الخبرة المصرية فى عدد من المجالات التنموية بالنظر إلى ما يتوافر لدى مصر من إمكانيات وخبرات متعددة.
وأكد الرئيس "محمد ولد عبدالعزيز" على اهتمام بلاده بتعزيز التواصل والتنسيق مع مصر بما يمكنهما من مواجهة التحديات المشتركة.
وذكر يوسف أن الجانبين اتفقا على أهمية تبادل زيارات الوفود وقيامهم بجولات ميدانية من أجل بلورة خطة عمل مشتركة لدفع التعاون الاقتصادى قدماً فى مختلف القطاعات.
وشملت المباحثات التنسيق والتشاور حول أهم القضايا والتطورات على الساحة العربية وأهمية تعزيز العمل العربى المشترك فى مواجهة التحديات المختلفة بما يحفظ وحدة الدول العربية ويصون مقدرات شعوبها.
وتطرق اللقاء كذلك إلى مكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيسان على ضرورة تضافر الجهود الاقليمية والدولية لمواجهة التنظيمات الإرهابية والحد من انتشار الفكر المتطرف، وأكد الرئيس فى هذا السياق حرص مصر على تطوير الخطاب الدينى بما يساهم فى تقديم الصورة الحقيقية للإسلام وتنقيتها مما علق بها من شوائب بسبب ممارسات تجافى صحيح الدين.
وأوضح أن الرئيسين شهدا عقب انتهاء جلسة المباحثات التوقيع على ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم، وهى مذكرة تفاهم بين وزارتى الصحة والسكان بشأن التعاون فى مجال الصحة والدواء وقعها وزير الصحة الموريتاني ووزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد راضى، وبرنامج تنفيذى للتعاون فى مجال الثقافة للأعوام 2016 – 2019، وبروتوكول للتعاون الثنائى فى مجال النفط والمعادن، ومذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالإضافة إلى اتفاقية تعاون فى مجال الثورة الحيوانية، واتفاق ثنائى فى مجال النقل البحرى.
ووقع الجانبان أيضا بروتوكولا للتعاون الثنائى فى مجال النفط والمعادن، وقع الاتفاق عن الجانب المصرى وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا وعن الجانب الموريتانى وزير البترول والطاقة والمعادن.