الجمعة 19 أبريل 2024 12:04 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب عن تفكيك سوريا

الكاتب الصحفى أسامة شرشر
الكاتب الصحفى أسامة شرشر

سقط القناع الأمريكي بعد إعلانها تكليف مبعوث أمريكي لحماية الأقليات في سوريا، فالمطلوب هو تفكيك سوريا، ووضعها تحت الوصاية الأجنبية وبيت الطاعة الأمريكي.. هل ذلك لمصلحة الشعب السوري؟ لا، وألف لا، هو لمصلحة إسرائيل والمخطط الصهيوني لتنفيذ ما يسمي بالشرق الأوسط الجديد، ودخول سوريا في حرب أهلية تحت ورقة الطائفية وحماية الأقليات.نحن مع مطالب الشعب السوري والإرادة الشعبية، والسيادة والقرار للشعب السوري، ونرفض استخدام كل صور العنف والقمع وإراقة الدماء واستخدام الآلة الأمنية لفض وضرب التظاهرات السلمية التي تطالب بالحريات والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وإلغاء حالة الطوارئ ووضع دستور جديد للبلاد والتعددية الحزبية ووضع صلاحيات ومدد للرئيس، كل ذلك لن يتأتي إلا بتوحيد الهدف للشعب السوري، وأن يرفض دخول أدوات لجهات خارجية تريد أن تدمر هذا البلد. فسوريا دائماً ودوما كانت حاضنة لحركات المقاومة الشعبية، وتقف ضد تنفيذ المخطط الأمريكي، واتهمت بأنها دولة مارقة ومن دول محور الشر لأنها كانت تدعم حركات حماس وحزب الله ضد الغزو الإسرائيلي والآلة القمعية التي دكت غزة أمام الصمت الدولي المأجور والمريب.واليوم تهب أمريكا وتدعم كاميرون رئيس الوزراء الإنجليزي بالخبراء الأمريكان لوقف انتفاضة الشعب الإنجليزي الذي يطالب بالمساواة والعدالة في توزيع فرص العمل وحرية التعبير فيتهمهم كاميرون بأنهم عناصر تخريبية ويهدد بقطع الاتصالات واستدعاء الاحتياطي لقوات الأمن، بل وطالب بنزول الجيش لدك وضرب المتظاهرين في بلد يدعي الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان.. كل هذا يجعلنا نلجأ إلي التفكير الواقعي والقومي والعروبي، فماذا لو تم تفكيك سوريا؟ ولمصلحة من؟ ومن المستفيد من هذا؟ وأعتقد أن هناك نموذجاً عملياً بما يجري في العراق التي أصبحت مستنقعاً للأمريكان لأنهم كانوا يخشون علي إسرائيل من العلماء العراقيين الذين يمثلون القنابل الموقوتة لمواجهة المخطط الصهيوني. فكان المطلوب الإجهاز علي العراق وعلمائها وشعبها، ولذا ما يجري الآن في الجنوب السوداني وأغلب الظن أنهم سيفتعلون حرباً مع شمال السودان من أجل اليورانيوم والبترول السوداني.. لصالح من؟ لإسرائيل.فعمليات ومحاولات تقسيم العالم العربي مازالت مستمرة، وسيتم تقسيم اليمن إلي شمال وجنوب، ولن يسمحوا بتوحيد اليمن مرة أخري. وما يجري في ليبيا والناتو الذي يدمر الأخضر واليابس من أجل تقسيمها إلي غرب وشرق ليبيا، ومحاولات تفريغ الثورة المصرية التي كانت مفاجأة لأي جهاز استخباراتي في العالم.. فالأمريكان في حالة ذهول من تركيبة وسلمية وحضارة الثورة المصرية فهم يقومون بعمليات تمويل لأحزاب وجماعات وأفراد حتي يحدثوا فتنة بين الشعب المصري بين إسلامي وقومي وقبطي حتي تهدأ إسرائيل وتشعر أنه لا تغير في الموقف المصري الذي يمثل لهم قنبلة قد تنفجر في أي لحظة، بعد أن استعادت مصر -بثورتها- وجودها الإقليمي الطبيعي المناوئ لإيران وتركيا، ويريدون أن تصبح مصر الثورة لاعباً أصلياً إقليمياً في الشأن الخارجي.. كل هذه السيناريوهات تحلل وتقاس داخل أجهزة ولجان الكونجرس الأمريكي وأجهزة الاستخبارات الأمريكية والأوروبية لوضع السيناريو الأخير لتفكيك سوريا تحت بند الطائفية ونبذ العنف، فيجب علي الشعب السوري والعربي أن ينتفض ويرفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي لأن أهل سوريا أدري بشعابها. فالمطلوب هو زيارات ميدانية علي أرض الواقع للصحفيين والمفكرين والمثقفين للمدن والقري السورية ليروا علي الطبعية ماذا يجري في هذا البلد الصامد دوماً لكشف الدور التحريضي والتعتيمي لبعض الفضائيات التي تلعب لأجندات خارجية.وأكرر: نحن مع الشعب السوري ومطالبه وحرياته، لأن إرادة الشعوب هي الباقية. ورمضان كريم.رسالة المشيرزيارة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي العسكري، لميدان التحرير في عز النهار في شهر رمضان لها مغزي ومدلول شعبي وسياسي في هذا التوقيت. والأهم هو عدم وجود فضائيات ولا صحفيين ولا شو إعلامي. رسالة إلي الجميع بأن الزيارات الميدانية علي أرض الواقع -بعيداً عن التقارير والجواسيس- هي أفضل طريقة للتعامل مع الواقع.فما أحوجنا اليوم لمسئولين يعملون في صمت بعيداً عن لغة الإعلام والإعلان، وأن يكون تداول المعلومات والشفافية والمصداقية أمام الله والشعب هي ميثاق شرفهم، وليسوا علي طريقة شرف. فكفانا نفاق إعلامي الناس زهقت.. برافو المشير طنطاوي.. والبقية تأتي