امام اجتماع آلية الامم المتحدة للتنسيق الإقليمي
العربي يطالب بتضافر الجهود العربية والدولية لدحر الاٍرهاب وانهاء الصراعات بالمنطقة

طالب الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بضرورة تضافر كافة الجهود العربية والدولية والأممية لدحر الاٍرهاب وانهاء الصراعات، خاصة في ظل ما يشهده العالم العربي من تطورات وتحديات غير مسبوقة.
واكد العربي في كلمته -امام الاجتماع الحادي والعشرين لآلية الامم المتحدة للتنسيق الإقليمي الذي عقد اليوم بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية -ان ازدياد ظاهرةالاٍرهاب بهذه الصورة يشكل خطورة ليس فقط على الأمن والسلم العربي بل على المستوى الدولي فضلا عن التأثير السلبي لتلك التطورات على المكتسبات التنموية ووقوف ذلك كعقبة امام استكمال مسيرة التنمية في الدول العربية.
وقال العربي -في كلمته التي القاها نيابة عنه السفير فاضل جواد الامين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية-ان هذا الامر يستلزم مواجهة شاملة لهذه الموجةالإرهابية الكبيرة التي لايجب ان تقتصر فقط على المقاربة الأمنية والعسكرية بل تمتد لتشمل النواحي الاجتماعية والثقافية والفكرية والإعلامية.
واضاف العربي :ان تحقيق تلك المقاربات لن تأتى الا بتضافر الجهود ومواجهة التحديات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي نواصل سعينا بالتنسيق مع كافة الأطرافوالشركاء لتحقيق حل شامل ودائم وعادل لها مستندا على القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدد العربي على اجتماع اليوم يكتسب اهمية كبيرة لدعم مسيرة التنمية العربية خاصة بعد ان أطلقت الامم المتحدة سبتمبر الماضي اجندة التنمية المستدامة ٢٠٣٠ ،مشيراالى ان تلك الاجندة الطموحة تتمحور حول القضاء على الفقر والجوع وتحقيق العيش بكرامة .....منوها في الإطار ذاته الى ان الجامعة العربية ومجالسها الوزارية كان لها منخلال التنسيق مع وكالات الامم المتحدة جهود هامة لإعداد الموقف العربي من تلك الاجندة وتحديد أولويات المنطقة ضمن السبعة عشر هدفا التي أقرتهم الامم المتحدة.
وقال العربي :ان القمة العربية الاخيرة في شرم الشيخ رحبت في قرار لها بتلك الجهود ووجهت بمواصلة التنسيق والتعاون مع وكالات الامم المتحدة لوضع خطة عمل لتنفيذ هذه الاجندة ،مشيرا الى انه في هذا الإطار تنظم الجامعة العربية من خلال قطاعيها الاقتصادي والاجتماعي بالتعاون مع برنامج الانمائي للأمم المتحدة بوصفه رئيس مجموعةالامم المتحدة للتنمية في الدول العربية اول مؤتمر إقليمي وزاري حول تنفيذ اجندة التنمية المستدامة ٢٠٣٠ في الدول العربية من اجل وضع خطة التحرك العربي المطلوبةلتنفيذ تلك الاجندة.
وشدد العربي على انه لاتزال النزاعات المسلحة التي تشهدها بعض دول المنطقة تلقي بظلالها السلبية على الاوضاع الاجتماعية والتنموية في المنطقة ،مشيرا الى ان تفاقم الوضع الإنساني واستمرار نزيف الدم يشكل احد التحديات الرئيسية في المنطقة ولهذا فكانت ولاتزال هذه الازمات مركز اهتمام الجامعة العربية منذ اندلاعها وتقوم بجهودكثيرة على مختلف الاصعدة السياسية والإنسانية والاجتماعية لحلها.
وقال العربي انه في ظل الحديث عن تنفيذ الالتزام الدولي الخاص باجندة التنمية المستدامة ٢٠٣٠ لابد وان يأخذ العالم في الاعتبار التداعيات الانسانية الكبرى للنزاعاتالمسلحة ،داعيا الى ضرورة تكثيف الجهود لحلها خاصة الوضع الإنساني المتفاقم وموجة النزوح واللجوء ليس فقط في دول الجوار بل الى دول العالم.
ومن جانبه أكد عَبَد الله الدردري نائب الامين التنفيذي للاسكوا اهمية الاجتماع لتعزيز اواصر التعاون والعلاقات الوطيدة والعريقة بين الامم المتحدة والجامعة العربية لدعمالمنطقة وشعوبها فيما تواجهه من تحديات كثيرة وما لديها من فرص متاحة لحلها.
وقال الدردري -في كلمته التي القاها نيابة عن الدكتورة ريما خلف وكيل الامين العام للأمم المتحدة والامين التنفيذي للاسكوا-ونحن نركز اليوم. مناقشتنا على خطة إنمائيةجديدة تغرق بلدان عديدة في حالات نزاع منها سوريا وليبيا واليمن والعراق ،موضحا ان هذا يمثل التحدي وهو كيفية تحقيق التنمية في قلب النزاعات التي تسلب المنطقةماحققته من مكاسب إنمائية.
واكد انه في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات واضطرابات تنتقل من بقعة لأخرى بسرعة البرق تبقى حالة فلسطين ماثلة منذ أعوام طويلة باحتلال ينتهك القانون الدولي وقمعلشعب بأكمله دون رادع وممارسة همجية تأتي كل يوم بشاهد جديد على هذا الواقع الاليم .
وقال الدردري انه اذا توقفنا عند فصول هذه المأساة سوف نعترف بالإخفاق في وضع حد لهذا الظلم وإعطاء هذه القضية السياسية والإنسانية حقها.
واضاف الدردري انه الى جانب النزاعات التي تشهدها المنطقة فهى تواجه تحديات خطيرة ايضا أمنها الغذائي والمائي فضلا عن التدهور في الاراضي وتغير المناخ وعدمتكافؤ الفرص وارتفاع معدلات البطالة خاصة بين صفوف الشباب ،مشددا على انه لايمكن التصدي لهذه التحديات في كل قطاع على حدة بل يجب معالجتها بنهج متكاملتشارك فيه الدول والامم المتحدة وجامعة الدول العربية.
شارك في الاجتماع ممثلو وكالات الأمم المتحدة المتخصصة أعضاء آلية التنسيق الإقليمي، والمنظمات العربية المتخصصة، والإدارات المعنية فى الامانة العامة للجامعة العربية.