الصراعي الإيراني الداخلي يضع الجمهورية الإسلامية على المحك
قدّمت الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشأن الإيراني، تحليلاً للمشهد الإيراني الحالي الذي يعاني من صراع داخلي، موضحة أنه يتسم بتنوع التيارات وانقساماتها داخل كل جبهة رئيسية، ففي صفوف المحافظين، يبرز الانقسام بين المتشددين، الذين يلتزمون بروح الثورة بحرفية صارمة ويرفضون أي شكل من أشكال الانفتاح أو التنازل، وبين المعتدلين، الساعين إلى الحفاظ على ثوابت الثورة وإدارة دبلوماسية متوازنة، توازن بين الاستقلال الوطني والتفاعل الذكي مع العالم.
أما الإصلاحيون، بحسب تحليل «المرسي» لـ «النهار»، فيتوزعون بين المعتدلين الراغبين في إصلاح تدريجي وتوسيع الحريات، وبين الثوريين الباحثين عن تغييرات أكثر جرأة ضمن خط الثورة الإسلامية، مؤكدة أن هذا التباين يعكس صراعًا أعمق بين العقلانية والتشدد، التقليد والطموح، والحذر والاستجابة لتحديات العصر، حيث تتقاطع بعض التيارات مؤقتًا لإحداث تأثير متوازن دون المساس بأسس الدولة أو استقرارها.
بعد حرب الإثني عشر يومًا، صدرت ثلاثة بيانات من شخصيات أكاديمية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية داخل إيران بمختلف توجهاتها السياسية، لمناقشة مستقبل البلاد، لكن لم يلقَ أي منها تفاعلًا واسعًا مثل بيان جبهة الإصلاح الإيرانية، الذي دعا إلى المصالحة الوطنية، والمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين، ورفع الإقامة الجبرية، وتعليق تخصيب اليورانيوم، بحسب الدكتورة شيماء المرسي.
وأوضحت الخبيرة في الشأن الإيراني، أن المشهد السياسي الإيراني لم يعد صراعًا تقليديًا بين المتشددين والإصلاحيين، بل أصبح أكثر ديناميكية وتعقيدًا فقد نجح المعتدلون الثوريون في أن يكونوا قوة موازنة تجمع بين صلابة المبادئ الثورية، وبين مرونة التكيف الاستراتيجي، محولين تصلب المتشددين إلى تكيفٍ عقلاني، وتمرد بعض الإصلاحيين إلى التزام واقعي بالممكن السياسي، وقد جاء هذا التحول بدعمٍ وتوجيهٍ من القيادة الإيرانية، التي تدرك أن التطورات الإقليمية الأخيرة تهدف إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة، وإحياء الاتفاقات الإبراهيمية بعد أن تجمدت إثر حرب غزة، في محاولةٍ لإجهاض المشروع الإيراني الإقليمي.


.jpg)



.jpg)


.jpg)

.jpg)
