النهار
الأربعاء 29 أكتوبر 2025 08:53 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
النيابة الإدارية تجري معاينة لموقع حادث إندلاع حريق بأحد المخابز بمدينة أسوان رئيس جامعة المنصورة يستقبل وفدَ الاتحاد الأفروآسيوي لتسليم جائزة ”الأكاديمي الأكثر تأثيرًا” لعميد كلية السياحة والفنادق محافظ الدقهلية في جولة بشوارع مدينة المنصورة: - تكثيف أعمال رفع الإشغالات بالشارع العام أكلوا كشري.. إصابة 5 أشخاص باشتباه حالة تسمم غذائي في قنا الصحة العالمية: مقتل 460 شخصا في مستشفي بمدينة الفاشر السودانية بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها وزيرة التضامن الاجتماعي ومحافظ جنوب سيناء يتفقدان القرية التراثية بمدينة شرم الشيخ بلومبرج تكشف موعد ومكان لقاء ترامب مع أوربان الكنيست الصهيوني يوافق علي مشروع قانون فصل المستشارة القانونية المناهضة لنيتنياهو الذهب يلمع من جديد.. ارتفاع الأسعار عالميًا ومحليًا قبل قرارات الفيدرالي الأمريكي مصطفى قمر يطرح ”اللي كبرناه” أولى أغاني ألبومه الجديد ”قمر 25” ..فيديو وزيرة التضامن تتفقد جناح معرض ”ديارنا للحرف اليدوية والتراثية” بمطار شرم الشيخ الدولي مؤسسة المصريين لدعم مؤسسات الدولة تختتم احتفالها بذكرى انتصارات أكتوبر بتكريم عدد من أبطال الحرب و الدبلوماسيين تقديرا لعطاءاتهم

عربي ودولي

دبلوماسيون وأبطال النصر يؤكدون: انتصار اكتوبر معجزة بكل المقاييس قهرت العدو.. ونساند بلادنا في مسيرة البناء وصون الأمن القومي

بين استلهام البطولات والانتصارات وحشد الدعم لمؤسسات الدولة وبناء الوطن وتعزيز التوعية وبناء نشء يفخر بعزة وكرامة بلاده مصر الرائدة اقليميا ودوليا وبين تحديات راهنة تواجه مصر على كافة الاصعدة جاء تنظيم الاحتفالية الوطنية التي نظمتها مؤسسة "المصريين لدعم مؤسسات الدولة"، بمشاركة نخبة من الدبلوماسيين والقيادات والمسؤولين والخبراء والأكاديميين وممثلي الدبلوماسية الشعبية ، تأكيداً على أهمية الاصطفاف الوطني خلف الدولة ومؤسساتها في مواجهة التحديات الراهنة ونشر الوعي لدى الشباب بالانتصارات التي حققتها مصر وضرورة الاعتزاز والفخر بمكانتها الرائدة على مستوى العالم .

واستهلت الاحتفالية بعزف النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية في أجواء يسودها الفخر والاعتزاز بتاريخ الوطن وإنجازاته، ثم تتابعت فقرات الحفل الذي أقيم تحت شعار "الاصطفاف خلف الدولة ومواجهة التحديات الراهنة"، بمشاركة عدد كبير من المسؤولين والمفكرين والخبراء الاستراتيجيين، بينهم اللواء حسين مسعود وزير الطيران المدني الأسبق، والنائب السابق راشد السبع عضو مجلس النواب السابق، والسفير شريف شاهين مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى جانب عدد من السفراء العرب والأكاديميين والإعلاميين.

وجاء تنظيم هذه الاحتفالية التي أدارها الإعلامي الدكتور حامد محمود الباحث في العلاقات الدولية، في إطار التأكيد على الدعم المطلق لجهود الدولة المصرية في مسيرة التنمية والازدهار، ومساندة كافة مؤسساتها الوطنية التي تعمل على حماية الوطن وتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري.

و أكد النائب السابق راشد السبع ،أن المؤسسات الوطنية هي ركيزة الوطن الأساسية وتعمل بكل قوة وإخلاص لصالحه، مشدداً على أن قوة الوطن تكمن في قوة مؤسساته، وأن دعمها واجب وطني ومسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.

وأضاف أن القطاع الخاص والمجتمع المدني شركاء أساسيون في البناء، وأن المؤسسة ملتزمة بدعم مؤسسات الدولة في تنفيذ المشروعات الوطنية ودعم جهودها في مجالات التنمية المستدامة وخدمة المواطن.

وأوضح السبع أن المؤسسة تدعم كذلك جهود الدولة في حماية الامن القومي ونشر الوعي والتثقيف لدى المواطنين، مؤكداً اهمية الاستمرار في نهج العطاء والتعاون بين مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني والدولة لتحقيق التنمية الشاملة.

وأشار إلى أن نصر أكتوبر تحقق بفضل الالتفاف الشعبي خلف القيادة والقوات المسلحة، وخاصة أبطال القوات المرابطين على الحدود الذين جسّدوا روح التضحية والفداء

مذاق النصر فخر للمصريين :

من جانبه، أكد اللواء حسين مسعود وزير الطيران المدني الأسبق أهمية هذه الندوة التي تأتي في شهر أكتوبر العظيم لدعم مؤسسات الدولة، مستعرضاً مسيرته الوطنية قائلاً إنه عاصر الهزيمة والنصر، حيث شعر بطعم الهزيمة في حرب الاستنزاف، مما جعل مذاق نصر أكتوبر أكثر عظمة وتأثيراً.

وأضاف أن هزيمة عام 1967 كانت صدمة قاسية إذ أخذت إسرائيل مصر غدراً، ولم تكن القوات المسلحة مستعدة بشكل كافٍ، فاستنزفت 80% من معداتها، وتأثرت الحالة النفسية للجيش والشعب معاً. ومن هنا كان الهدف إعادة بناء القوات المسلحة والمواطن المصري معاً.

وأوضح أنه عاصر تلك الفترة كنقيب مهندس، مشيراً إلى أن حرب الاستنزاف لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر، إذ شهدت بطولات خالدة مثل معركة رأس العش وتدمير ميناء إيلات.

كما استعرض أساليب التعامل مع العدو من خلال القوات الخاصة والصاعقة في مناطق العمليات الوعرة في سيناء، مؤكداً أن المهمة كانت مليئة بالتحديات الجسيمة.

وأشار الوزير الأسبق إلى تفاصيل الضربة الجوية الأولى التي فتحت الطريق أمام المدفعية وعبور المشاة، لافتاً إلى دور الكتيبة 143 صاعقة في ممر سدر جنوب شرق قناة السويس، وكيف نجحت القوات المصرية في التعامل مع المقاتلات الإسرائيلية ومنع أي مدرعة إسرائيلية من دخول سيناء حتى عام 1973.

وأكد مسعود أن ما تم كان واجباً وطنياً مقدساً، موجهاً رسالة إلى الشباب المصري بضرورة استلهام روح أكتوبر والوعي بالمخاطر التي تواجه الوطن اليوم، قائلاً إن الوضع الحالي أكثر تعقيداً من 1973 لأن العدو الآن متغير وغير واضح، وهناك تهديدات في الشمال الشرقي والجنوب إلى جانب تحديات كبرى مثل سد النهضة.

وأضاف أن العدو اليوم يستهدف الشباب بالتشكيك في مؤسسات الدولة وإشاعة القلق الداخلي، مؤكداً أن الوعي والانتماء هما السلاح الحقيقي لمواجهة هذه التحديات.

وتابع الوزير الأسبق: "أيام الحرب لم تُسجّل جريمة واحدة أو حالة سرقة، لأن كل بيت كان فيه عسكري، وكان الشعب كله يشارك في المجهود الحربي بروح الانتماء، ولهذا انتصرنا".

ودعا إلى رصد المخاطر ومواجهتها بالوعي والانتماء الوطني، مؤكداً أن الشباب هم وقود الدولة ومستقبلها.

تعميق روح الانتماء الوطني:

من جهته أكد السفير شريف شاهين، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هذه الندوة تعمّق روح الانتماء الوطني وتعرّف الأجيال الجديدة على قصة حرب أكتوبر وما سبقها من معاناة بعد نكسة 1967 التي ظلم فيها الجيش والشعب معاً.

وأوضح أن مصر تتمتع بمكانة إقليمية ودولية متميزة مدعومة بجغرافيتها وموقعها الاستراتيجي عند قناة السويس، مشيراً إلى أن البلاد تعرضت لمؤامرة دولية لإسقاط مشروع النهضة الذي قاده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثم تسلم الرئيس أنور السادات دولةً منهكة عسكرياً واقتصادياً بعد الهزيمة.

وتحدث شاهين عن سياسة الوفاق الدولي التي قادها الرئيس الأمريكي نيكسون لتخفيف التوتر بين الشرق والغرب أثناء الحرب الباردة، مشيراً إلى أن السادات عمل على تحريك الموقف السياسي بحكمة بعد وقف حرب الاستنزاف التي كانت نتيجة ضغوط إسرائيلية على الولايات المتحدة، ومهّدت الطريق لحرب أكتوبر المجيدة.

وأشار إلى أن مصر أعادت بناء قواتها المسلحة، وأن الرئيس السادات قدّم مبادرة للسلام عام 1972 تتضمن شروطاً محددة للتفاوض، إلا أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لسيناء فرض حتمية العمل العسكري لاستعادة الأرض، إيماناً بمقولة عبد الناصر الشهيرة: "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة."

وأكد السفير شاهين أن قرار السادات بالاستغناء عن الخبراء العسكريين السوفييت كان قراراً شجاعاً ومدروساً، وأن التخطيط لحرب أكتوبر كان مصرياً خالصاً، مثنياً على دور قادة القوات المسلحة ومنهم الرئيس الراحل حسني مبارك واللواء سعد الشاذلي واللواء الجمسي، معتبراً أن نصر أكتوبر معجزة بكل المقاييس أعادت الكرامة والثقة للشعب المصري بعد سنوات من الانكسار.

وأضاف أن حرب أكتوبر هزّت المجتمع الإسرائيلي وكسرت أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تكن لتصمد لولا الدعم الغربي والسلاح الأمريكي المتطور.

وأوضح أن السادات خاض بعد النصر حرباً دبلوماسية ناجحة، حيث قاد وزير الخارجية حسن الزيات جهوداً مكثفة أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وصولاً إلى اتفاق فض الاشتباك الأول الذي ضَمِن انسحاب القوات الإسرائيلية وتأمين قناة السويس، ممهداً الطريق أمام عملية سلام متكاملة.

وأشار شاهين إلى أن الرئيس السادات أعاد فتح قناة السويس للملاحة الدولية في 5 يونيو 1975 كجزء من مسار سياسي ناجح أدى إلى توقيع أول معاهدة سلام مصرية–إسرائيلية استعادت مصر بموجبها كامل أراضيها في سيناء.

كما أكد أن استرداد طابا عبر التحكيم الدولي كان تتويجاً لروح أكتوبر، إذ أثبتت مصر بالوثائق حقها الكامل في الأرض.

واختتم السفير كلمته قائلاً:

"إن حرب أكتوبر فتحت الباب لاستعادة الحق، وأعادت الثقة في قواتنا المسلحة وقيادتنا السياسية. تحيةً خالصةً لكل شهدائنا وأبطالنا الذين صنعوا النصر بدمائهم، وأعادوا لمصر عزتها وكرامتها."

محطة فاصلة في تاريخ الوطن :

وفي إطار الاحتفالات بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، استعرض اللواء عادل مسعود – أحد أبطال قوات الصاعقة – خلال كلمته جانبًا من بطولاته وتجربته في الحرب، مؤكدًا أن نصر أكتوبر كان معجزة بكل المقاييس، وأنه شكّل محطة فاصلة في تاريخ الوطن وبدايةً لمرحلة البناء والتطور.

وقال اللواء مسعود: "تخرّجت في الكلية الحربية عام 1967 والتحقت بالكتيبة 13 صاعقة على الفور، وكنت حديث التخرج عندما توجهنا إلى الجبهة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء.

وقد انطلقت كتائب الصاعقة بتوجيهات من القادة الكبار، وعلى رأسهم الرئيس الراحل أنور السادات والفريق محمد أحمد صادق والفريق محمد فوزي، وكانت بقيادة الفريق سعد الدين الشاذلي."

وأضاف أن حرب الاستنزاف كانت محطة إعداد حقيقية للجيش المصري، إذ رسّخت لمفاهيم جديدة في القتال والبناء العسكري، فيما عُرف وقتها بـ "تطعيم المعركة"، وصولًا إلى نصر أكتوبر الذي أعاد لمصر كرامتها وهيبتها.

وتحدّث اللواء مسعود عن قصص بطولية وتضحيات رجال الصاعقة في مواجهة العدو والتصدي للجواسيس الإسرائيليين، مشيرًا إلى أنه تم تكريمه من الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات تقديرًا لدوره في المعركة.

وفي ختام كلمته، أشاد بالنائب الوطني راشد السبع على دوره في تنظيم هذه الفعالية الوطنية التي تعكس روح الانتماء وتعزز قيم الولاء للوطن بين الأجيال الجديدة.