النهار
الإثنين 27 أكتوبر 2025 09:38 صـ 5 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أعرف طقس اليوم فى القاهرة والمحافظات صفعة على الوجه.. حكاية «مسن السويس» التي اشعلت الرأي العام عمرو أديب: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث ثقافي عالمي يعكس عبقرية المصريين وحضارتهم العريقة رئيس جهاز العبور بين المواطنين.. حلول فورية لمطالب السكان وتطوير شامل للأحياء خلاف على جنيهات يتحول لواقعة اعتداء بالقليوبية.. الأمن يكشف ملابسات الفيديو ويضبط المتهم انطلاق المبادرة الرئاسية ”تمكين” لدعم الطلاب ذوي الإعاقة بجامعة المنوفية وسط تحركات عسكرية مكثفة .. إسرائيل تتوغل قرب الجولان المحتلة 5 مليون جنية حجم خسائر حريق مخزن قطع غيار السيارات بالفراهدة بياخدوا المعدات من داخل المحل.. شكاوى من تجاوزات موظفي حي بولاق الدكرور ومحافظ الجيزة يوجه بفتح تحقيق عاجل غارة إسرائيلية .. أسفرت عن استشهاد مواطن لبناني وإصابة آخرين في حفل ختام مبهر.. تعرف على نتائج بطولة مصر الدولية للناشئين والسيدات للجولف صحفية إسرائيلية تسلط الضوء على أسباب تمسك مصر بتثبيت وقف إطلاق النار في غزة

مقالات

ربيع عبد الحميد يكتب:فتوى الشيخ المراغى للملك فاروق

لا أحد يستطيع أن ينكر أن لكل تخصص رجاله الذين يجيدون ويبدعون فى تخصصهم، فلا الطبيب يستطيع أن يشيد العمارة ولا المهندس يستطيع أن يطبب المريض.. هكذا تكون الصراحة التى يجب ألا يرفضها المجتمع، وقد حان وقت رفع العصابة من على العيون لنرى الحقيقة كاملة وعندما نستقرئ التاريخ يجب أن نعرف من يكتب ومن يقرأ المكتوب، فلو كان الكاتب مختصا، فالتاريخ ناصع غير مغلوط، أما إذا كان صاحب رأى أو هوى فاقلب الصفحة وأغلق الكتاب فورا فلا العلم ينفع ولا العقل يستطيع أن يبنى وينهض.
عندما زار الملك فاروق الشيخ المراغى، العالم الجليل رحمة الله عليه، وهو مريض بالمستشفى بمدينة الإسكندرية، وكان الملك فاروق وقتها قد طلق زوجته فريدة فطلب من الشيخ المراغى أن يفتى يتحريم زواج فريدة من أحد غير الملك، فرفض الشيخ الاستجابة لطلب الملك واغتاظ فاروق لهدا الرفض واحتدم النقاش طويلا بينهما، وهدد فاروق وتوعد فقال المراغى للملك (أما الطلاق فلا أرضاه وأما التحريم فلا أملكه) هنا شاط فاروق لكن الشيخ المراغى صاح بأعلى صوته (إن المراغى لا يستطيع أن يحرم ما أحله الله)، ثم هدأ وقال (عند الحساب أمام الله سأقف بمفردى لا يساندنى ملك أو خفير).
أسوق هدا المشهد الرائع بمناسبة ما سمعته من تصريحات لوزير الثقافة الجديد حلمى النمنم الدى صرح بأن تصحيح الخطاب الدينى واجب مجتمعى يناقشه الجميع.. فقد ترك مشاكل الوزارة المزمنة وأولها مراكز الثقافة التى أصبحت وكرا للعابثين وأغلق أكثرها، ايضا مشكلة القراءة التى عزف عنها الشباب وأصبح عرضة للأفكار المتطرفة.
ليعلم الجميع أن روافد الفكر فى مراكز الثقافة فى كافة المحافظات والنجوع بعضها تم إغلاقه وانتهت رسالته فأصبحت العقول خاوية ومستعدة لتلقى الأفكار الهدامة الداعية الى العنف والهدم والتدمير وايضا اشتقنا الى الفكر الهادف الدى يتبعه الفن الراقى حتى لا نرى العبث والقرف مثلما حدث فى مسلسلات شهر رمضان وقد وصفها أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، بأنها وقحة.
أود أن أقول إن لكل علم رجاله هم الأحق بمناقشته وتعديله حتى لا تختلط الأوراق؛ فهم أدرى بشعاب ومقاصد الخطاب الدينى يصححون الأخطاء ويقومون من يخطئ؛ فهم علماء الازهر الأجلاء الذين لهم الباع الطولى فى التقويم والاعتدال حتى لا نفسد الخلطة، ونأتى بعكس ما نريد، ولكى نصحح حقا ما نتج من فوضى وانفلات اخلاقى ولنعود لنغرس قيمنا الرفيعة التى تتسم بالرحمة والتسامح والتنوير.