"محلب" في تقرير الأمن بالقمة الأفريقية: لا يوجد بلد آمن من شر الإرهاب

أجرى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، خلال مشاركته في أعمال القمة الأفريقية الخامسة والعشرين، المنعقدة بجنوب أفريقيا، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، مداخلة حول تقرير مجلس السلم والأمن عن أنشطته وحالة السلم والأمن في أفريقيا، بما في ذلك الإرهاب والتطرف الأصولى واستجابة أفريقيا.
وقال «محلب»: «تواجه حالة السلم والأمن في قارتنا الأفريقية تحديات عديدة لا تتصل فقط بالنمط التقليدى للنزاعات المسلحة، وإنما ترتبط بظهور تهديدات ناشئة تتمثل في مخاطر الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وذلك بالإضافة إلى التحديات التي ما زلنا نواجهها فيما يتعلق باستمرار النزاعات المسلحة في عدد من دول القارة، وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على الأوضاع الإنسانية، وإعاقة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية».
وأضاف: «يوم بعد يوم تتأكد حقيقة أنه ما من بلد آمن من مخاطر الإرهاب، حيث لا تعرف دعاوى وجرائم الجماعات الإرهابية حدودًا فاصلة، ولا تراعى حرمات أو مقدسات، وتتبع منهجًا مغلوطًا يستغل جهل البعض بجوهر الدين الإسلامى الحنيف وتعاليمه السمحة، ومن هنا يتعين أن تكون إدانتنا لهذه الأعمال مطلقة، فمن غير المقبول التسامح مع الإرهاب تحت أي ذريعة أو مبرر».
وأوضح: «في إطار ما تقدم، أود أن أعرب عن تضامن مصر حكومة وشعبًا مع جميع الدول والشعوب المتضررة من الإرهاب، وإدانتنا بأشد العبارات لجرائم الإرهاب الدنيئة بمختلف أشكالها أيا كان مرتكبوها».
وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء أهمية تبنى مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب لا تقتصر فقط على الجانب الأمني، وإنما تمتد لتشمل تجفيف منابع الإرهاب سواء من الجانب الفكري أو الاقتصادي، بزيادة التوعية المجتمعية خاصة في أوساط الشباب لمواجهة الفكر المتطرف، مضيفا: «أود أن أشير في هذا الصدد إلى الدور الذي يضطلع به الأزهر الشريف في العديد من دول قارتنا لنشر رسالة الإسلام السمحة ومواجهة الأفكار المتطرفة». 
ولفت المهندس إبراهيم محلب، إلى أن: «قارتنا الأفريقية من استمرار عدد من النزاعات في مختلف أرجائها، لا تدخر مصر جهدًا في مواصلة جهودها بالتعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة ومفوضية الاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين لتسوية هذه النزاعات، وذلك من منطلق مسئولية مصر في المساهمة في تحقيق الاستقرار والعمل على استتباب السلم والأمن في ربوع قارتنا،  ففي ليبيا الشقيقة تعمل مصر على دعم الحوار السياسي الجارى بين الفصائل الليبية، كما قامت مؤخرًا باستضافة مؤتمر موسع لشيوخ وأعيان القبائل الليبية في القاهرة، أخذًا في الاعتبار ما للقبائل من دور محوري في جهود التوصل لحل شامل للأزمة الليبية، وتواصل دعمها للمؤسسات الشرعية الليبية المتمثلة في الحكومة الشرعية، ومجلس النواب المنتخب والذي يعبر عن إرادة الشعب الليبي».
وذكر: «إن المسار السياسي في ليبيا يتعين أن يسير بالتوازي مع مجابهة ظاهرة الإرهاب فيها، وعبورها إلى دول الجوار، وفي هذا الصدد تُجدد مصر دعوتها لتقديم الدعم اللازم للقوات المسلحة الليبية في جهودها لمكافحة الإرهاب عن طريق تفعيل القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 2214، بشأن سرعة نظر لجنة العقوبات لطلبات التسليح المقدمة من الحكومة الليبية».
وفيما يتعلق بالأوضاع في جنوب السودان، أوضح المهندس إبراهيم محلب: «تعرب مصر عن قلقها لاستمرار الأزمة السياسية بعد مرور أكثر من عامين من اندلاعها، الأمر الذي تسبب في انعكاسات سلبية على الأوضاع الإنسانية والأمنية في البلاد، وبشكل بات يمثل تهديدًا لأمن واستقرار المنطقة بأكملها». 
واختتم «محلب»: «وفى هذا الإطار، تدعو مصر جميع الأطراف الجنوب سودانية إلى التعاطى مع جهود الوساطة الإقليمية والدولية القائمة، وأن يتم إعلاء المصلحة الوطنية فوق أية اعتبارات أخرى».