هل تكون مصر مقبرة لـ «داعش»؟
ثورات الربيع العربى هى القشة التى قصمت ظهر البعير فقد أحدثت صعودا فى مخططات الجماعات التكفيرية داخل الوطن العربى, فوجدنا الجهاديين يسعون إلى تدمير الأوطان, ومؤسسات الدولة ومحاولات لإقامة الولايات الإسلامية بدون الاعتراف بحدود وبنية الدولة الوطنية, ومعها انتشرت التنظيمات والجماعات الإرهابية من أنصار السنة, بيت المقدس, النصرة وأخيرا داعش.. من خلال السطور التالية نحاول الاقتراب من إمكانية تمدد وتوغل مثل هذه الجماعات داخل الوطن. وهل سيصبح لها مستقبل فى مصر بعد أن تغلغلت فى دول الجوار ؟! .
في البداية أكد اللواء مدحت حداد الخبير العسكرى، والإستراتيجى ورئيس جمعية العسكريين المتقاعدين، أن شعب مصر عظيم وقائد, وهو يدافع عن أرضه, فجيش مصر من أولاد مصر، وهم يدافعون عن إرادة الشعب أيا كانت، وعندما طلب الشعب طرد الإخوان من مصر قام وطردهم..
وأضاف أن الإرادة الصلبة التى يمتلكها الشعب المصرى لن تسمح لداعش بالتمدد فى أرض مصر، ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم , فعندما تخلص المصريون من حكم الإخوان لم يعد لهم أى مكان بينهم, وأخيرا انحسرت موجة الإرهاب الشرس فى سيناء نتيجة الضربات الموجعة من الجيش ووقوف شعب مصر مع جيشه .
فالشعب الذى نزل فى يونيو بمقدار فاق التصورات تعدى أكثر من 30 مليونا بإرادة شعبية ترعب أى معتد يفكر فى مصر .
وحذر حداد من أن تنظيم داعش يستغل الفقر والبطالة مثلما حدث فى سوريا والعراق من خلال تقديم الإغراءات والماديات, فلا يستطيع أن يتمدد فى أرض شعب إلا إذا رغب نتيجة الفقر وهو ما يبحث عنه داعش ورأينا كثيرين يمشون فى مسيرات نتيجة الإغراءات المادية التى تقدم لهم دون قناعة حقيقية.
وأضاف أن تنظيم داعش يمول بمليارات الدولارات من القوى الإوربية وإسرائيل وأمريكا وقطر وتركيا بهدف زعزعة الأمن والقضاء على الأمة العربية وتفتيتها .
فيما يرى العميد عز الدين فتحى المحلل الإستراتيجى فى الشئون العسكرية، أن تنظيم داعش يمكن القضاء عليه لو اتفقت الدول العربية على تكوين جيش عربى مشترك بقيادة مصر لمحاربة الجماعات الإرهابية.
وأضاف أن مصر قامت بضرب الجماعات المتطرفة فى ليبيا ومن ضمنها تنظيم داعش عندما قاموا بذبح 21 مصريا بليبيا ولم يجرؤ أحدهم على الاقتراب من مصر.
ولا بد على الشعب المصرى أن يكون يقظا ويبلغ الأجهزة الأمنية بأى شكوك يراها من حوله سواء فى مقر سكنه أو حتى فى الشارع الذى يسكن به, فالشعب هو الحماية الحقيقية لأمنه ولأرض مصر بالاتفاق مع جيشه وشرطته فكلنا رأينا فى 25 يناير 2011 عندما أرادوا أن يسقطوا الدولة المصرية لنشر الفوضى والإرهاب فهاجموا الشرطة لأن هؤلاء الإرهابيين أرادوا هدم الدولة بالتفريق بين الجيش والشرطة والشعب ولكن مخططهم سقط بتلاحم الشعب مع أجهزته الأمنية, وتساءل من يحمى الشعب عندما تسقط الأجهزة الأمنية, ومن هم أفراد الأجهزة الأمنية إلا أبناء وأولاد مصر فهؤلاء مكوِّن الجيش والشرطة وبقية أجهزة الدولة.
وأثنى عز الدين على قرار الرئيس السيسى وجهوده فيما يتعلق بتعمير سيناء وزيادة الكثافة السكانية للقضاء على الجماعات المتطرفة .
وأضاف أن الرسول عليه الصلاة والسلام وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب دافعوا عن الإسلام لنشر العدل والسماحة وكانوا يحاربون أعداء الله، مشيرا إلى أن مشاركة مصر فى عاصفة الحزم مع السعودية وبقية الدول العربية أنهت جماعة الحوثيين وأيضا حجمت وقضت على جماعة الإخون المسلمين والجماعات المتطرفة فى سيناء .
وطالب العراق وسوريا بتضافر, وترابط وتنسيق الجهود العسكرية بينهم للقضاء على عصابات داعش الذى يتغذى ويمول من أعداء الوطن العربى فخطورة هذة العصابات أنها تضرب وتختبئ فى الجبال والمدن شبه الخالية من السكان .
ويوضح كمال حبيب الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية
أن مصر عرفت إشكالية التكفير والهجرة من السجون الناصرية فى ستينيات القرن الماضى, وطرح فى المعتقلات جدل حول فكر التكفير وهو ما جعل جماعة الإخوان المسلمين تؤلف كتابا آئنذاك اسمه( دعاة لا قضاة ) بعدما انتشرت الاختلافات والمناقشات والجدل داخل السجون بين جماعة الإخوان المسلمين وهدف هذا الكتاب أن الدعوة وظيفة المسلم وليس الحكم على الناس فذلك شأن الله سبحانه وتعالى .
ويرى كمال حبيب أن الفكر التكفيرى والتعصب ينتشر فى السجون ولكن لا يعبر عن نفسه بشكل عنيف مثل انسحاب المتعصب وترك المجتمع وإدارته ويتجه إلى العزلة أو الاعتدال بعيدا عن العنف.
وينتشر أيضا فى أوقات الأزمات ففى زمن على ابن أبى طالب كانت هناك أزمة انتقال السلطة فى المجتمع الإسلامى وأزمة تحول المجتمع من مجتمع بسيط إلى مجتمع أكثر رفاهية وتركيبا وفى الفترة الناصرية وجدت أنه متصلة بطبيعة الدولة وموقفها من الإسلام وخاصة فى سياق التحول الفكرى الاشتراكى, وفى الفترة التى انتشر فيها فكر القاعدة ارتبطت بتحول من رؤية غربية تجاه العالم الإسلامى واعتباره عدوا ووجدنا فلسفة صدام الحضارات وتحولها إلى واقع سياسى على يد المحافظين الجدد فى إمريكا الذين احتلوا بلدانا فى العالم الاسلامى.
فالغرب يجرب أسلوب الجماعات الاسلامية لتأسيس شكل طائفى بالمنطقة العربية خصوصا فى منطقة المشرق العربى ويمكن تؤدى الى حروب أهلية واسعة فى سوريا ولبنان والأردن أيضا وهذا جزء فى زلزال وقع بالعراق فالتأثير السياسى والجغرافى انتقل إلى سوريا .
وأكد أن داعش موجودة فى سيناء ولكن لن يكون بمقدورها أن تتجاوز منطقة شرق القناة , لأن خط القناة حاجز عن تمددها إلى بقية الدلتا أو المدن الكبرى .
وأشار حبيب إلى أن الجماعات المتطرفة تختلف فى منهجية التفكير, فجماعات أجناد مصر التكفيرية لها منظور غير بيت المقدس الذى يعتمد على فكر السلفية الجهادية ولا تؤمن بالجهاد الأممى العالمى مثل القاعدة .
من جانبه أوضح على بكر الباحث المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية أن ثورة 25 يناير قلبت الخريطة السياسية فى مصر ومعها ظهرت أحزاب دينية وتيارات دينية من إنتاج نظام مبارك وخاصة السلفية وليس بالضرورى أنه صنعها, ولكن تسلط نظام مبارك دعم التيارات السلفية المخاصمة, ولوحظ مدى تأثير التيار السلفى فى الشارع المصرى عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية أيضا مع وجود التيارات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين وأنصار السنة والجمعية الشرعية والدعوة والتبليغ .
ويرى بكر أن التيارات التكفيرية تطل برأسها فى سيناء وهى مجموعة انشطارية كانت محلية وأصبحت دولية هذه التيارات تعتمد على القواسم المشتركة, وتكفر كل من لا يعتنق فكرها ويساعد فى انتشارها بقوة التمويل الخارجى سواء المالى أو بالسلاح .
وأكد أن ثوابت الجماعات الجهادية هو أن الجهاد هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهدافها المنشودة ضد الأنظمة الحاكمة الموجودة فى الدول العربية من أجل القضاء عليها وإقامة حكومة إسلامية وقد عادت التيارات الجهادية إلى حمل السلاح واستخدام العنف والدخول فى صراع مسلح ضد النظام المصرى .
وشدد بكر على أن الفكر التكفيرى ينتشر فى وجود مستوى تعليمى أقل من التعليم العالى وأن السبب الحقيقى لانتشار الجماعات التكفيرية فى سيناء هو الفقر والجهل وعدم وجود تنمية, فعلى مؤسسات الدولة أن تهتم بالتوعية والتنمية .
بينما يوضح الدكتور أحمد بدوى رئيس وحدة الإسلام السياسى بمركز الأهرام الاستراتيجى، أن هناك ثلاث تنظيمات اسلامية فى العالم العربى, منها الجبهة الاسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وحركة أحرار الشام, والنصرة الاسم الآخر للقاعدة, وأخيرا تنظيم داعش .
وأضاف أن داعش بدأ تمويلها من أموال أثرياء الخليج, ثم استولى هذا التنظيم على 225 مليون دولار من بنك الموصل بالعراق


.jpg)

.png)

.jpeg)


.jpg)



