الجمعة 17 مايو 2024 07:47 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

ننشر التفاصيل الكاملة لصراع الحرس القديم وشباب الجماعة

خلافات حاولت جماعة الإخوان لفترات طويلة إخفاءها عن أعين متابعيها إلا انها لم تتمكن في النهاية وسط الضغوط الهائلة التي تعيش عليها والتي اجرت تغييرات كبيرة في بداية عام 2014 بعد فشل قيادات مكتب الإرشاد وكانت النتيجة سقوطهم بعد ثورة شعبية ،وهو ما رفضه قيادات الإخوان واعتبروه إنقلابا على رأسهم محمود حسين عبدالرحمن البر ومحمود غزلان محمود عزت نائب المرشد.

لكن مع مرور الوقت وإحساس هذه القيادات بالتهميش بالإضافة لفضائح ماليه كان طرفها محمود حسين الأمين العام للجماعة كان الأوان قد حان للإنفجار.

القبض على محمد وهدان القائم بأعمال مرشد الجماعة أمس الخميس كان نقطة إحتدام الصراع والتي سبقها مقال لمحمود غزلان المتحدث باسم الجماعة سابقا معلنا رفضه للسياسة التي يتبعها شباب الجماعة والمعتمدة على عنف وتكوين خلايا إرهابية مفضلا طرح الجماعة امام الغرب كممثل للإسلام الوسطى للحصول على مزيد من الدعم والضغط على النظام السياسي في مصر، السياستان التي يتحدث بهما قيادات الإخوان خلقت حالة من الرفض دفعت شباب الجماعة للرد على غزلان ومعلنين صراحة أنه لم يعد عضوا بمكتب الإرشاد وهو ما أغضب القيادات التاريخية للجماعة فقرروا رفض أي تغيير معتبرينه إنقلابا عليهم.

بداية التغيير في الإرشاد

فشل وراء فشل منذ كانت الجماعة في الحكم وحتى سقوطها بعد ثورة 30 يونيو كل هذه الأسباب كانت كفيلة بضرورة إحداث تغييرات جذرية في صفوف جماعة الإخوان رغم رفض قيادات التنظيم في السجون هذا التغيير ورفض قيادات مكتب الإرشاد وعلى رأسهم محمود حسين ومحمود عزت والذى تولى مسئولية المرشد وفقا للائحة التي تنص على قيام نائب المرشد بمهامه لكن امام رفض الشباب وحالة الغضب والسخط اضطرت الجماعة لقبول قليل من التغييرات حتى تستطيع إدارة شئونها فحاول قيادات مكتب الإرشاد، خارج السجن، ممثلين في محمود حسن ومحمود عزت وعبدالرحمن البر ومحمود غزلان، احتواء الشباب، وبالفعل تعيين مجموعة من الشباب، إلى جانب ضم عدد من قيادات الجماعة، الذين كانوا يعملون في الحزب مثل حسين إبراهيم نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وشكلوا خلية للأزمة، دون إجراء انتخابات، ما يعني أن من تم ضمهم، لتشكيل لجنة لإدارة الأزمة، تم اختيارهم من قبل مكتب الإرشاد القديم.

بعد هذه التغييرات تولى محمد وهدان العمل كمرشد فعلى على الأرض ومسئول عن العمل التنظيمى مع بقاء القيادات التاريخية في مكانها وبشكل طبيعى لكن مع استمرار حالة الشد والجذب بين المجموعة الجديدة من الشباب، والمجموعة القديمة، حتى تم تعيين الإعلان أن محمد منتصر متحدثا باسم الجماعة، وأصبح المتحكم في كل وسائل إعلام التنظيم، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو موقع "إخوان أون لاين"، في يناير 2015 وخلال هذه الفترة، عمدت هذه المجموعات، على تسريب معلومات عن إقالة محمود حسين، وتعيين آخر، إلا أن حسين، كان ينفي في كل مرة، واستطاع الشباب، ضم عدد من قيادات مكتب الإرشاد لصفهم، مثل محمد طه وهدان، حتى قويت شوكتهم، وأعلنوا صراحة أن محمود حسين، لم يعد أمينا عاما للجماعة.

ومن هنا بدأت الخلافات تظهر ليس على أنه تغيير بل محاولات للإطاحة بجيل قديم واضطر قيادات الإخوان في الخارج عمرو دراج وجمال حشمت واحمد عبدالرحمن الذى أصبح مسئول المكتب في الخارج للتدخل في محاولة للتهدئة.

خلافات المالية تضرب الجماعة

كل هذه التغيرات لم تأت فقط مع حجج الصراع بين جيل يؤمن بالسلمية وجيل يؤمن بالعنف أو صراع جيلين فقط بل أتت محملة بروائح فساد مالى كادت تهز الجماعة لولا تدخل أطراف خارجية مثل قطر وتركيا ويفسر ذلك تشكيل جماعة الإخوان المكتب الإدارى في الخارج وتحميله مسئولية الإدارة المالية بعدما اتهم شباب الجماعة محمود حسين ومحمود غزلان وقيادات اخرين من الجماعة بإختلاس أموال الجماعة ،وهذا ما عبر عنه عمرو فراج مؤسس شبكة رصد حين اكد ان محمود حسين يواجه شبهات فساد مالى كبيرة داخل الجماعة.

في هذا الشأن يقول الباحث في شئون الجماعات الإسلامية احمد بان، ان "الجماعة خلال الفترة الماضية شهدت خلافات كبيرة بين قياداتها بسبب بعض شبهات الفساد المالى وغياب الشفافيه في التعامل مع التبرعات التي تاتى للجماعة لذلك كان حل المكتب هو الأنسب لمعالجة الازمة قبل تفاقمها داخل التنظيم.

واكد ان الصراعات التي تحدث بين قيادات مكتب الإرشاد السابقين والحاليين طبيعية ومتوقعة خاصة بعد محاولات الجيل القديم العودة والسيطرة بعدما شعر بإلإنقلاب عليه والإطاحة به مضيفا ان شباب الجماعة اتهم محمود حسني وقيادات أخرى بسرقة أموال التبرعات وودائع الجماعة.

صراع الأجيال "يطيح بوهدان"

تولى محمد وهدان "القطبى "خليفة الشاطر وتلميذ بديع مسئولية الجماعة في نوفمبر من العام الماضى كنوع من التغيير والإحلال والتجديد في صفوف الجماعة وإدارة العمل على الأرض خاصة وانهم معروفة بقربة من الشباب بحكم عملة سابقا كمسئول التربية في الجماعة وكان الإختيار من الشاطر وبموافقة بديع نفسه ومن هنا بدات التهميش لقيادات مكتب الإرشاد وعدم تنفيذ تعليماتهم او إطلاعهم على أي تغييرات تحدث داخل الجماعة ،وبدأ وهدان ومحمود منتصر وعلى بطيخ مسئولية إدارة مكتب الإرشاد مع أيمن عبدالغنى صهر خيرت الشاطر وبدأ احمد عبدالرحمن وجمال حشمت مسئولية إدارة مكتب الخارج وأداروا ظهورهم تمام للقيادات التاريخية التي بدات تشعر بأنهم يسحبوا البساط منهم وحاول محمود حسين جاهدا إثبات انهم يديروا الجماعة لكنه فشل.

مقال محمود غزلان وحده كان قادرا على إظهار الصراع من جديد حين اعلن رفضه لسياسة الشباب وإتجاههم للعنف بدلا من طرح الجماعة كبديل للإسلام الوسطى وهو ما جذب الدعم الدولى لها ليخرج بعدها عصام المصرى وحمزة محمد أحد القيادات الشباب في صفوف الجماعة موجهين رسالة له بالا يتحدث بصفته لم يعد عضوا في مكتب الإرشاد ثم كان بعدها خبر القبض على محمد وهدان وسط إتهام لقيادات الجماعة بالإبلاغ عنه.

وأنس حسن مؤسس شبكة رصد السابق إتهم محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان بانه سبب القبض على محمد وهدان و7 آخرين من قيادات الجماعة انه قدم معلومات حول إختفائهم بشكل غير مباشر للجهات الأمنية التي فشلت على مدار عامين في القبض على وهدان.

وقال حسن إن الخط القديم يتمثل في (محمود حسين) ممثل مصر في التنظيم الدولي والمسؤول عن التدفق المالي من الخارج إلي الداخل ومحمود غزلان ومحمود عزت والذين يحاولون الإلتفاف على التقدم الحاصل في رؤية اخوان الداخل والتغييرات التي تتم حاليا.

وأوضح ان النظام دخل على الخط واعتقل أمس من يعتبر "مرشد" لإخوان الداخل وراعي التحولات الحالية وهو "وهدان" والامر يحتاج لتفسير كبير ويوضح في أي اتجاه يسعى النظام لترجيح الدفة ولاستعادة الخط القديم الذي كان من الممكن التفاهم معه كما اعتاد والذي تفضل دول اقليمية راعية للاخوان التعامل معه بديلا عن جيل الشباب الذي يضع الخيارات "الثورية" فوق كل شيء.

انقلاب محمود حسين

لم تمض ساعات على القبض على وهدان ومع إستمرار وابل الإتهامات على رأس محمود حسين لم يجد الرجل حلا إلا الخروج والكتابة على صفحته الشخصية نظرا لان موقع رصد وإخوان أون لاين والحسابات الخاصة بالجماعة في يد المتحدث الجديد محمد منتصر معلنا إن الجماعة تعمل بأجهزتها ومؤسساتها وفقا للوائحها وبأعضاء مكتب الإرشاد ودعمت عملها بعدد من المعاونين وفقا للوائح والقرارات.

وأضاف حسين في بيان له أن نائب المرشد وفقا للائحة يقوم بمهام المرشد العام وأن مكتب الإرشاد هو الذي يدير عمل الجماعة والتي أكدت على ثوابتها وأنه لا تفاوض ولا تنازل عن عودة مرسى.

ونفى حسين ما أثير حول الإطاحة به من مكتب الإرشاد مؤكدا انه ومحمود عزت ومحمود حسين ومحمد غزلان لا يزالون في مناصبهم وأى تغييرات حدثت لا قيمة لها من الأساس.

المتحدث باسم الإخوان يرد

تصريحات حسين والتي اعتبرها قيادات مكتب الإرشد الجدد إنقلابا على ما تم الاتفاق عليه دفعت محمد منتصر المتحدث باسم الجماعة لإصدار بيان رسمي اكد فيه أن الجماعة مرت بظروف قاسية بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى وهو ما دفعها إلى تطوير هياكلها وآليات عملها للتناسب مع العمل الثوري للقضاء على الانقلاب، حيث أجرت الجماعة انتخابات داخلية في فبراير 2014 وقامت بانتخاب لجنة لإدارة الأزمة، مارست مهامها وقادت الجماعة حتى الآن.

وأضاف منتصر في تصريحات صحفية له أن نتيجة هذه الانتخابات كانت استمرار الدكتور محمد بديع في منصب المرشد العام للجماعة وتعيين رئيس للجنة إدارة الأزمة وتعيين أمين عام للجماعة من داخل مصر لتسيير أمورها.

واكد منتصر أن الجماعة قامت بانتخاب مكتب إداري لإدارة شؤون الإخوان في الخارج برئاسة الدكتور أحمد عبد الرحمن، وقامت الجماعة بتصعيد قيادات شابة في هياكلها ولجان عملها الثورية ليتصدروا إدارة العمل الميداني للجماعة، مواكبة للروح الثورية، واعتمادا على حماسة وقوة الشباب وقدراتهم الميدانية المتقدمة.

وأوضح منتصر أن الجماعة اجرت تلك الانتخابات – برغم الملاحقات الأمنية – بمشاركة وعلم جميع أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام للجماعة دون استبعاد أحد، التزامًا باللوائح المنظمة لعمل الجماعة ومؤسسية اتخاذ القرار، والعمل على بناء جسم وتشكيل ثوري قوي للجماعة لتحقيق الهدف.

وأكد منتصر أن مؤسسات الجماعة التي انتخبتها قواعدها في فبراير العام الماضي تدير شؤونها، وأن المتحدث باسم الجماعة ونوافذها الرسمية فقط هم الذين يعبرون عن الجماعة ورأيها.

إتهامات شباب الجماعة

لم تتوقف حالات الجدل داخل الإخوان بعد بيان منتصر ومحمود حسين وسط إتهامات كبيرة للقيادات بأنهم فشلوا في إدارة الازمة قبل 30يونيو وبعد 30يونيو ،وقال أحمد عقيل، وهو قيادي بارز من الشباب: "لست مضطرا أن أختار بين خيارين سيئين، ولست مضطرا أن استبدل فاشلا بفاشل آخر، نحن في حاجة إلى طليعة جديدة تبني المستقبل وتتخذ مسار الثورة الراشدة في إطار مؤسسي وبشفافية ومحاسبة ومسؤولية".

فيما علق على خفاجى أمين شباب الحرية والعدالة الجيزة والهارب لقطر قائلا "سكوتنا على الغلط تطبيلنا على كلام ملوش اي معني ولا لازمة بس خارج من بوق قيادي تكرارنا لنفس الخطوات الغلط بتودي لنفس النتائج خوفنا من اننا نقول الحقيقة للناس بحجة وحدة الصف تعظيمنا لبعض القيادات وكأنها رسل من عند الرب . هذه فرصه جيل جديد من غير هذه الوجوه لتصحيح كل هذه الاخطاء.

اما عز الدين دويدرا أحد شباب الجماعة فقال أن ما يحدث أقل ما يوصف هو أنه خيانة وتسلط واستبداد وانقلاب حتى على ثوابتهم هم وما كانوا يرددونه طوال سنين حتى خربوها أين العمل بمبدأ الشوری، ناس ليس لهم أي صفة حالياً وتم تنحيتهم لسوء إدارتهم للمشهد طوال اﻷربع سنين بإنتخابات داخلية جديدة.

وأضاف قائلا" طب بأي صفة يعيدوا أنفسهم للمشهد بهذا التسلط والتجبر والإستكبار والاستهتار حتى بأبسط الحقوق والقيم والأعراف .. ترى هل الأمر مدفوع من جهات خارجية تريد فرض رؤيتها على الواقع المصري ..  أم أن الأمر مجرد مرض وحب للتسلط والسيطرة واحتكار للحقيقة والقيادة.