فواتير مياه بدون عدادات وطلمبات بلدى فى ”بشتيل لعبة” بالجيزة

في الوقت الذي حققت فيه الدول المتقدمة طفرات علمية وعملية، لتحقيق الرفاهية ورغد العيش لمواطنيها، في شتى المجالات، يعانى قطاع كبير من الشعب المصري، من نقص شديد في أبسط مقومات الحياة اليومية "مياه الشرب".
وأشارت العديد من التقارير، إلى أن الغالبية العظمى من الشعب المصري، تعانى من مشكلات تلوث مياه الشرب، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، منطقة "بشتيل لعبة" التابعة لمدينة أوسيم بالجيزة، ففي هذه المنطقة، يعانى الأهالي من تعدد حالات الإصابة بمرض الفشل الكلوى، بسبب اعتمادهم على مياه الطلمبات "مياه جوفية" فى الشرب، نظرًا لعدم توصيل خطوط مياه نقية لتغذية المنطقة التى يقطنها ما يزيد على 15 ألف نسمة.
وتتمثل المشكلة فى تقاعس شركة مياه الشرب بالوراق، عن توصيل خط مياه تغذية لمنطقة بشتيل لعبة، على الرغم من وصول المياه النقية للمناطق المجاورة، وعلى الرغم من شكاوى الأهالى المتعددة إلا أنهم ما زالوا يعانون الإهمال والتقصير.
أهالى منطقة بشتيل لعبة، أكدوا أن المنطقة محرومة من مياه الشرب منذ أكثر من 15 سنة، حيث تم توصيل خطوط المياه إلى المناطق المجاورة ولم يتم توصيلها إليهم حتى الآن، على الرغم من اكتمال كردون المبانى بالمنطقة وتزايد عدد السكان الذى تجاوز 15 ألف نسمة، وأشار محمود عليوة أبوزيد، إلى أن الإهمال فى توفير مياه الشرب، أصاب الأهالى بحالة من اليأس، والشعور بالدونية، مقارنة بباقي المناطق.
ولم يكن أهالى المنطقة غافلين عن تقاعس شركة مياه الشرب الرئيسية بالوراق، فى توصيل المياه لمنطقهم "بشتيل لعبة"، حيث أكد شعبان شعيب جاد، من أهالى المنطقة، أن الشركة تكتفى بإعطاء وعود زائفة للمواطنين، ولا توجد حلول على أرض الواقع، على الرغم من أن حل المشكلة لا يتطلب سوى مد خط تغذية رئيسى للمنطقة، علمًا بأن الأهالى أكدوا استعدادهم لتوصيل الخطوط للشوارع الجانبية على حسابهم الشخصي، على أن تقوم الشركة بتركيب الخطوط الرئيسية.
وما كان من أهالى المنطقة، إلا أنهم لجأوا إلى استخدام المياه الجوفية المالحة والمختلطة بالصرف الصحى، لاستخدامها فى الشرب والأعمال المنزلية، وهو ما أكده إبراهيم حمدى، من أهالى المنطقة، وأشار إلى أن معظم الأهالى أصيبوا بالأمراض والأوبئة بسبب استخدام مياه لا تصلح للآدميين، ولكنهم مضطرون إلى ذلك لعدم وجود بديل.
والطامة الكبرى، كما يؤكد جمال فرغلى محمد، أن شركة مياه الشرب والصرف الصحى، تطالب الأهالى بدفع فواتير المياه المستحقه لها، على الرغم من عدم وجود مياه، فبعد انقطاع أمل الأهالى فى وصول مياه الشرب، اضطروا إلى فصل العدادات ودق طلمبات بلدية للحصول على المياه، وتم إبلاغ الشركة بذلك، وهو ما يؤكد أن الشركة تقوم بطبع الإيصالات بشكل عشوائى وعدم المطابقة على أرض الواقع.
وتوضح رانيا السيد الطوخى، من أهالى المنطقة، أن والدها أصيب بالفشل الكلوى بسبب المياه الجوفية الملوثة، مما تسبب فى وفاته، وهناك العديد من الحالات الأخرى المصابة، سواء رجال أو سيدات أو أطفال، فالأهالى يعانون أمراض الفشل الكلوى والحصوى وارتفاع نسب الصديد والأملاح.
كما أكدت بسمة محمد عبدالقادر، أن زوجها أصيب بحالة إعياء شديدة، وبعد إجراء الفحوصات الطبية، تبينت إصابته بحصوى الكلى، بسبب تلوث المياه، وقام بإجراء العملية، وهو الآن أصبح لا يتحمل شرب الامياه الجوفية، ولابد له من مياه نظيفة حسب طلب الطبيب المعالج، ونحن لا نملك المقدرة المادية لشراء المياه المعدنية.
كان الدكتور خالد زكريا العادلي، محافظ الجيزة، بحث موقف تنفيذ الأعمال بشبكات المياه في المناطق المحرومة، والتي بها قصور أو ضعف فى الضغوط، خاصة مع دخول فصل الصيف، وزيادة الإستهلاك المتوقعة خلال شهر رمضان.
وأكد الدكتور العادلي، أنه تم تقسيم المحافظة إلي 3 قطاعات شمالي وأوسط وجنوبي، لافتًا إلي أن القطاع الأوسط "الحضري" لا توجد به انقطاعات مياه، وذلك بعد تنفيذ وتشغيل خط المياه الـ500 مم من حي الأشجار لخدمة حدائق الأهرام بطول 5.6 كم وطاقة 35 ألف م3، وبالتالي تحسن مياه الشرب بمناطق فيصل والكوم الأخضر والهرم.
كما تم البدء في العديد من محطات الشرب، منها محطة مياه منشأة القناطر بطاقه 80 ألف م3/ يوم لخدمة القطاع الشمالي بالكامل، كما تم تغذيه 21 قرية من خلال الخط 900 مم من محطة مياه إمبابه لخدمة أوسيم وكرداسة ومنشأة القناطر، وأكد أن المشكلة كلها تنحصر في القطاع الجنوبي للمحافظة.
كما كلّف المحافظ، بإعداد خطة عاجلة لتطبيق نظام المناوبات بالقطاع الجنوبي وتوفير سيارات نقل المياه بعدد كافٍ لاستيعاب متطلبات المواطنين من المياه في الأماكن المحتاجة علي مدار اليوم.
ولفت المحافظ، إلي أهمية توافر الشفافية بين المواطنين والأجهزه الحكومية ومصارحتهم بالامكانات المتاحة وإشراكهم فيها لتذليل الصعاب، وأكد المحافظ، حرصه الشديد علي عدم تجميل الأمور ووضعها في سياقها الحقيقي، وأن المشاكل المتراكمة علي مدى السنين الماضية، لا يمكن أن تحل في وقت قصير، وأن المحافظه تبذل كل ما لديها من إمكانات لتذليل العقبات من لتوفير سُبل الحياة الكريمة للمواطن الجيزاوى.