الجمعة 26 أبريل 2024 06:24 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
رئيس مركز تغير المناخ: تأثيرات الشتاء على الزراعة غير واضحة حتى الآن (خاص) الزراعة: نتوسع في زيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية لتقليل فاتورة الاستيراد (خاص) زيادات مبالغ فيها والمواطن الضحية.. تحركات عاجلة بسبب ارتفاع أسعار البنج في مصر توريد ٢١ ألف طن قمح إلى شون وصوامع البحيرة بسبب تطبيق إلكتروني.. الاقتصاد الإسرائيلي على حافة الهاوية وزير الرى يجعل هدفه جولات وزيارات ميدانية اسبوعيه ولا مانع من تغيير قيادات الوزارة كل فترة وزير الرى يكلف بضرورة تطوير كفاءة العاملين والموارد البشرية بالوزارة ”محافظ القاهرة ونائبه ” يرسخان مبدأ الإزالة من المهد والقضاء على الاشغالات والتعديات بالمنطقة الشرقية مناقشة أحدث الاتجاهات في الاستزراع السمكي ضمن فعاليات مؤتمر الطب البيطري بجامعة كفر الشيخ التربية للطفولة المبكرة بأسيوط تنظم مؤتمرها الدولي عن ”الموهبة والإبداع والذكاء الاصطناعي وزارة التنمية المحلية: تنشر مواعيد العمل بالمحليات وما يتبعها بعد تعديل التوقيت الصيفي بياض البطيخ يثير الجدل.. الزراعة ترد.. ونقيب الفلاحين: «بلاش تشتروا دلوقتي»

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: رسالة إلى السيسى

هناك حالة من الغموض والارتياب في قضية تقسيم الدوائر الانتخابية لإجراء انتخابات مجلس النواب المقبلة، فبعد تصريحات إبراهيم محلب رئيس الحكومة شخصيا بأن ماراثون الانتخابات ستجرى المرحلة الأولى منه قبل شهر رمضان المقبل فوجئنا بأن الحكومة تعلن أن الانتخابات ستجرى بعد شهر رمضان.

هذا التضارب في التصريحات الحكومية يؤكد نظرية البعض بأنه لن تجرى الانتخابات خلال العام 2015 ، وهذا بكل المقاييس السياسية فضيحة وكارثة أمام العالم الذي ينتظر تشكيل البرلمان القادم لأن كل الاتفاقيات والاستثمارات متوقفة تماما لحين انتخاب مجلس النواب المقبل... والتساؤل المطروح لدى الرأي العام هو: إذا كانت الحكومة غير جادة وتتلاعب بالألفاظ والتصريحات على الشعب، فلماذا تم فتح باب الترشح للانتخابات من أصله لأنه للأسف الشديد لا أحدا يحاسبها أو يراقبها على كل تصريحاتها "الفشنك" واللعب على ورقة الانتخابات ...وللأسف الشديد الإخوان وميليشياتهم الإخوانية يصرخون ويهللون بأن الانتخابات البرلمانية لن تجرى هذا العام وهذا في حد ذاته كارثة وأن الحكومة تريد أن تبقى في السلطة أكبر فترة ممكنة لأن إجراء الانتخابات وتشكيل برلمان جديد يعني أن تتقدم الحكومة باستقالتها.

ورغم تصريحات رئيس الجمهورية اليوم بصعوبة إجراء الانتخابات البرلمانية قبل شهر رمضان نتيجة امتحانات الثانوية العامة والجامعات، فإننا نطالب السيد الرئيس بأن يكون هناك برنامج زمني محدد لإجراء الانتخابات بعد شهر رمضان مباشرة وألا نترك الحكومة تعبث بالمقدرات السياسية للشعب ومرشحيه في أهم خطوة لاتمام خارطة الطريق وهي إجراء الانتخابات البرلمانية ولأن الشعب والرأي العام يثق في الرئيس عبدالفتاح السيسي يجب أن تخرج علينا مؤسسة الرئاسة ببيان للشعب توضح فيه الظروف والملابسات الحقيقية وراء تأجيل الانتخابات البرلمانية للمرة الثانية وتريح الناس إذا ما كانت هناك انتخابات ستجرى هذا العام من عدمها حتى لا تحدث بلبلة وشائعات واتهامات بأن الدولة غير قادرة على إجراء الانتخابات وحتى نخرس كل الأصوات بداية من ميليشيات الإخوان أو المدعين الجدد في محاولة هدم الدولة المصرية، فأعتقد أن الرئيس السيسي لا يمكن أن يحتفل بافتتاح قناة السويس في أغسطس المقبل ويتم دعوة رؤساء الدول والعالم كله لهذا الحدث التاريخي دون أن تكون هناك خطوات عملية وفعلية في إجراء المرحلة الأولى على الأقل من انتخابات مجلس النواب.

فبعيدا عن شماعة تقسيم الدوائر غير المقنعة، يجب تنقية العقول والنفوس التي تستخدم كل الأدوات المشروعة من طعن واستئناف والأدوات غير المشروعة من خلال قوى الظلام من الإخوان وتوابعهم حتى نعبر بمصر إلى شاطئ البرلمان الجديد الذي سيكون أخطر برلمان في تاريخ مصر لأنه سيكون رسالة لشياطين الداخل والخارج أن مصر عادت بقوة من خلال برلمانها ونوابها الذين يعبرون عن مصر الجديدة ويكونون قوة ردع لميليشيات الإخوان ودرعا سياسيا وحصنا شعبيا وظهيرا للرئيس السيسي.

حقيقة بيان وزير الدفاع السعودى

أخطر ما في قضية التواصل الاجتماعي أنها تطبق حرب الجيل الرابع باستخدام أدوات إلكترونية، وتحدث بلبلة وشائعات ومحاولات إفساد العلاقات بين الدول والأفراد.

والدليل على ذلك هو البيان المفبرك للأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، الذي روج له الإخوان بغبائهم وفهمهم الضيق وقدرتهم على خلط الأوراق والحقائق، والكذب حتى يصدقوا أنفسهم، والذي حاولوا من خلاله النيل من العلاقة المصرية السعودية وخاصة التطاول على شخص السيسي الذي يسبب لهم عقدا في الليل والنهار وفي أحلامهم وتخاريفهم.

فلذلك حاولوا أن يسقطوا عبارات الذم على شخص الرئيس السيسي من خلال فبركة بيان للأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، ونسوا أو تناسوا أو تجاهلوا أن الأمير كان في القاهرة منذ أيام والتقى وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقى صبحي، والرئيس عبد الفتاح السيسي.

ومهما حاولوا الإيقاع بين مصر والسعودية من خلال أكاذيبهم وعملياتهم الإرهابية فلن ينجحوا..

هذا هو رأي جريدة النهار لأن ما بني على باطل فهو باطل ولا يستحق الحديث كثيرا عنه.

عندما بكت السماء

كان المشهد رهيبا في مدينة منوف، هذه البلدة الآمن أهلها التي قدمت الأفذاذ والعباقرة والشهداء لهذا الوطن

ولا أعرف لماذا تذكرت الشهيد شاكر القارح الذي فجر المدمرة إيلات بعد أن سمعت نبأ استشهاد النقيب أحمد سلامة على مدرعته في رفح بسيناء الحبيبة، هذه الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء ودعوات الأنبياء.

نبكي وتبكي السماء على هذا الشهيد الذي دفع حياته ثمنا للغدر والإرهاب.. ولأننا فقدنا كل المعاني والأحاسيس، حتى الدموع، انفجر بركان الشعب بمدينة منوف ليعبر عن رفضه لهذا القتل العبثي لضباط القوات المسلحة الذين هم خير أجناد الأرض.

فنحن نعزى أنفسنا، ولا نعزيه، لأنه من الشهداء الذين يتربعون على مقاعد الجنة بجانب الأنبياء والصابرين.

فالمشهد في مدينة منوف كان رهيبا وخرج أكثر من 20 ألفا من أبناء المدينة الشرفاء يعلنون رفضهم للإخوان والميليشيات التي قتلت الشهيد أحمد عبد السلام سلامة ، هذا الضابط الذي سعى وتمنى الشهادة ليأخذ القصاص لزملائه من الذين سبقوه في الاستشهاد على أرض سيناء الحبيبة، ولأن شهداء القوات المسلحة يتعاملون مع هذه العصابات الإجرامية من خلال ميثاق الشرف العسكري فهم كانوا قادرين على إبادة كل الخلايا العنقودية في شبه جزيرة سيناء خلال ساعات، ولكنهم يتعاملون بأخلاقيات الأبطال ويراعون الأبرياء من المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ ولذلك يحاولون قدر الإمكان وهم يحاصرون هذه العناصر الإرهابية ألا يقتلوا أحدا من الأبرياء.

وهذه هي المعادلة الصعبة التي يتمسك بها رجال القوات المسلحة من شرف المواجهة ومراعاة الجوانب الإنسانية حتى لو تطلب ذلك مزيدا من التضحيات بخير أجناد الأرض.

ولكن الذي هزني عندما شاهدت والد الشهيد أحمد عبد السلام سلامة هذا الرجل الذي يجلس على كرسي متحرك منذ 12 عاما وتشعر وأنت تقابله أنه على استعداد أن يقدم نفسه فداء لتراب هذا الوطن، والشيء الذي جعلني أتأمل في هذا الرجل الصابر والمكلوم أن اختطاف الموت لابنه جعله أكثر إصرارا على تقديم نجله الثاني للقوات المسلحة، وتعجبت من هذا الرجل الذي مازالت قسوة المرض تسيطر عليه ورغم ذلك هو يتكلم ويطالب بأن يتم تكريم ابنه الذي اختطفه الموت كشهيد من خلال أجهزة الدولة المعنية.

وازداد حزن الرجل أن أحدا من المسئولين لم يشارك في عزاء النقيب أحمد سلامة وأن الإعلام لم يوف هذا الشهيد حقه رغم أنه كان وراء اكتشاف أطول نفق للإرهابيين في رفح.

كل هذا السيناريو جعلني أرفع رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية متسائلا ...إذا لم تكرم الدولة هذا الشهيد وأسرته فمن تكرم؟!.

فلذلك يجب على الدولة أن تطلق اسم الشهيد أحمد سلامة على مدرسة منوف الثانوية العسكرية، وعلى الشارع الذي يسكن فيه بالإضافة إلى ضرورة علاج والده المريض منذ 12 عاما في أحد مستشفيات القوات المسلحة بالإضافة إلى ضرورة تكريم والديه بفريضة الحج هذا العام وأن يتم تعيين شقيق الشهيد الأصغر مصطفي في إحدى الوظائف بمدينة منوف لأنه أصبح العائل الوحيد لهذه الأسرة العظيمة.. وإنني متأكد أن الفريق صدقي صبحي وزير الدفاع لن يتأخر كعادة المؤسسة العسكرية المصرية في أن تشمل هذه الأسرة برعايتها وعلاجها وتكريمها، فلذلك أطالب وزير الدفاع بأن يلتقي والديه وشقيقه ليرى نموذجا فريدا للأسرة المصرية العظيمة والوطنية.

وإنني أبلغت اللواء محسن عبد النبي مدير الشئون المعنوية الكفء والذي يتواصل معنا، برسالة أسرة الشهيد التي تشعر بداخلها بنوع من الحساسية لعدم تكريم ابنها الشهيد النقيب أحمد سلامة أحد ضباط قوات حرس الحدود تكريما بشكل لائق، فهم لا يطلبون شيئا لأن كنوز الدنيا لا تساوي نقطة دم لهذا الشهيد الذي سعى إلى الشهادة والاستشهاد والثأر من ميليشيات الإخوان والجماعات الإرهابية.. فهنيئا لهذا الشهيد وأسرته التي بكت السماء عند استشهاده على أرض سيناء الطاهرة.

وأخيرا " لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" وصدق رسولنا الكريم فيما قال"عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين بات تحرس في سبيله" .. فالكلمات لا يمكن أن تعبر عن بركان الغضب والحزن على فقدان شهيد الوطن وشهيد مدينة منوف أحمد سلامة ....ولا عزاء في الشهداء ...وشكر الله سعيكم