كارثة.. التهديدات الحوثية باستهداف مكة المكرمة تهدد رحلات الحج والعمرة

تسببت التهديدات التى أطلقتها جماعة الحوثى المدعومة ايرانيا باستهداف مدينة مكة المكرمة ردا على هجمات  "عاصفة الحزم"  التى شنتها  السعودية و9 دول أخرى ضد تجمعات الحوثيين باليمن ردا على الانقلاب الذى قاموا به ضد الرئيس الشرعى لليمن عبدربه هادى منصور مخاوف شركات السياحة المصرية التى تعمل بالحج والعمرة من تأثير تلك التهديدات على آلاف المصريين الذين يؤدون تلك المناسك سنويا .

وقال عبدالوهاب كرشة  صاحب شركة سياحية إن وصول أية صواريخ إلى مكة المكرمة من شأنه إلغاء موسم العمرة خلال أشهر رجب وشعبان ورمضان وهى اشهر الذروة  وربما يتم الغاء موسم الحج ايضا خلال شهر سبتمبر المقبل إذا ما تعرضت فعليا المملكة لهجوم من قبل الحوثيين، وأضاف ان أعداد المعتمرين المصريين منذ بداية الحرب الأسبوع الماضى تسير بشكل طبيعى ولا توجد إلغاءات للحجوزات بسبب عاصفة الحزم، موضحا أن ضرب المقدسات الاسلامية مستبعد حيث يعلم الحوثيون المدعومون إيرانيا جيدا ان أى مساس بمكة من شأنه اثارة مشاعر المسلمين فى العالم وتطور الحرب من حرب داخل اليمن إلى حرب إقليمية عقائدية قد تمتد آثارها إلى العالم كله.

من جانبه قال رضا زيدان صاحب شركة سياحة إنه من المستبعد أن يقوم الحوثيون بضرب مكة خاصة أن ايران التى تدعم الحوثيين تدرك أن تحول الحرب إلى حرب طائفية سنية وشيعية سيؤدى إلى تدمير المنطقة ، لافتا إلى ان تلك التهديدات لن تؤثر على اقبال المصريين على أداء العمرة خاصة ان المصريين واجهوا اكثر من تلك التهديدات ورغم ذلك ذهبوا لأداء العمرة والحج خلال السنوات الماضية حين انتشرت أنفلونزا الخنازير ومرض سارس وفيروس كورونا ورغم تحذيرات وزارة الصحة إلا أنهم أصروا على أداء تلك المناسك، لافتا إلى أن مصر جاءت فى المركز الأول عالميا فى تعداد معتمرى العالم منذ بداية موسم العمرة هذا العام بـ 621  ألفا و33 معتمرًا تلتها باكستان بـ455 ألفا و914 معتمرًا، واحتلت إندونيسيا المركز الثالث بـ424 ألفا و202 معتمر، وجاءت إيران في المركز الرابع بـ382 ألفا و466 معتمرًا، فيما حلت تركيا بالمركز الخامس بـ286 ألفا و146 معتمرًا، ما يعد مؤشرا على القيمة الروحانية التى تمثلها العمرة للمصريين .

وفى السياق ذاته كشف سامى محمود رئيس هيئة التنشيط السياحى أن الحجوزات الفندقية الحالية والمستقبلية للسياح الأجانب إلى مصر لم تشهد اية إلغاءات بسبب حرب اليمن، وأضاف أن مكاتب مصر  السياحية بالخارج تعمل على توضيح ان اليمن تبعد آلاف الكيلو مترات وان السياح بمصر بمنأى عن تداعيات هذه الحرب، مشيرا إلى ان الحملة الدعائية التى خصصتها مصر للسوق العربية "مصر قريبة" والمقرر انطلاقها مايو المقبل لم يطرأ أى تغيير على موعدها حتى الآن، لافتا إلى أنه حال تطورت الحرب فإن الحملة سيتم إرجاؤها أو إلغاؤها هذا العام .

وأشار إلى أن وزارة السياحة تعمل حاليا على التنسيق مع صناع القرار السياحى العالمى والوكلاء السياحيين العالميين للتقليل من الآثار السلبية التى قد تنتج عن الحرب اليمنية على القطاع السياحى المصرى .

من جهته قال الهامى الزيات عضو اتحاد الغرف السياحية إن إعلان مصر المشاركة بحرب "بعاصفة الحزم " ضمن قوات التحالف العربية والإسلامية ضد جماعة الحوثى اليمنية المدعومة إيرانيا لن يؤثر على الحركة السياحية الوافدة إلى مصر خلال الفترة الحالية كون اليمن دولة لا تشترك حدوديا مع مصر ولايمكن ان تؤثر الحرب الدائرة هناك على سلامة السائحين المتواجدين بمصر، وأضاف أن ردود الأفعال الأولية لوكلاء السياحة العالميين هو عدم تأثير تلك الحرب على تعاقداتهم الحالية بمصر واستمرارهم فى تسيير رحلاتهم إلى المقاصد السياحية المصرية، مشيرا إلى أن الحركة الوافدة من السوق الخليجى إلى مصر لن تتأثر بسبب مجريات الحرب لارتفاع المستوى المعيشى للأسر الخليجية وحاجتهم إلى قضاء اجازات قصيرة بمصر، لافتا إلى أنه حال دخول ايران رسميا كطرف فاعل فى الحرب وتحول الصراع إلى حرب اقليمية فإن الأعداد السياحية الوافدة إلى مصر ستتراجع بصورة غير مسبوقة حيث سيغلق المجال الجوى بالعديد من دول الشرق الأوسط، كما أن وجود السياح بتلك المنطقة سيحمل مخاطرة كبيرة .

فيما قالت المتحدثة الإعلامية باسم الوكالة الاتحادية الروسية للسياحة إيرينا شيجولكوفا، إن العمليات العسكرية في اليمن من قبل تحالف الدول العربية لن تؤثر على حركة السياح الروس، الذين يرغبون في قضاء عطلاتهم في مصر، وأضافت فى تصريحات صحفية أن تلك الأحداث معتادة بالنسبة للمواطنين الروس، مشيرة إلى أن أهم ما يشغل بال الروس حاليا هل سيتم تخفيض أسعار الاقامة بالفنادق فى ضوء التراجع المتوقع بأعداد السياح الوافدين من أوربا .

وفى السياق ذاته أوضح مصدر مسئول بوزارة الطيران المدنى أن الوزارة تنتظر فتح المجال الجوى اليمنى أمام حركة الطيران لاعادة العاملين المصريين الراغبين فى العودة من باليمن، مشيرا إلى أنه حال زادت الأعداد العائدة فإنه من المتوقع ان يتم تسيير أكثر من رحلة يومية حتى اعادة جميع المصريين، نافيا ما تردد عن نقل العمالة المصرية باليمن إلى دول مجاورة تمهيدا لنقلهم إلى مصر.