النهار
الأحد 16 يونيو 2024 07:27 صـ 10 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

ننشر نص كلمة "محلب" في اجتماعات "الكوميسا"


يترأس المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء وفد مصر المشارك في اجتماعات الدورة الثامنة عشرة لقمة الكوميسا، المقامة حاليا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ويضم الوفد وزراء التجارة والصناعة، والإسكان، والكهرباء، والتخطيط.

وألقى رئيس مجلس الوزراء صباح اليوم الإثنين، كلمة مصر خلال القمة، و أعرب في بداية حديثه عن سعادته بوجوده في أديس أبابا، عقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إليها منذ أيام قليلة، وقدم الشكر لرئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية للاستضافة الكريمة لهذه القمة، وحفاوة الاستقبال، ولما بذلته إثيوبيا من جهد في سبيل الإعداد لها، ووجه له التهنئة لتولي إثيوبيا رئاسة الكوميسا خلال هذه المرحلة المهمة والحاسمة في تاريخ القارة الأفريقية.

كما وجه رئيس الوزراء الشكر والتقدير للرئيس جوزيف كابيلا، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، على رئاسته الحكيمة للكوميسا خلال العام الماضى، وأشار إلى أن فترة قيادته شهدت العديد من النجاحات والإنجازات.

وقال رئيس الوزراء خلال كلمته: "لقد انضمت مصر إلى اتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي (الكوميسا) في يونيو 1998، كما انضمت إلى منطقة التجارة الحرة للكوميسا منذ إنشائها في أكتوبر سنة 2000..

وقد أدى ذلك إلى تحقيق الاستفادة المتبادلة والمصالح المشتركة لكل من مصر والدول الأخرى الشقيقة أعضاء التجمع، حيث زاد حجم التجارة البينية، فبلغت قيمة واردات مصر من دول الكوميسا 154 مليون دولار عام 1998، وزادت إلى 730 مليون دولار عام 2013، في حين زادت الصادرات المصرية بما فيها صادراتنا إلى كل من ليبيا والسودان من 46 مليون دولار عام 1998 إلى 2 مليار ونصف المليار عام 2013. كذلك أصبحت مصر أكبر مستورد للشاي من كينيا، وكذلك من أكبر الدول المستوردة للحوم من كل من السودان وإثيوبيا".

وأضاف المهندس إبراهيم محلب: "كما أصبح لمصر استثمارات متزايدة في عدد من الدول أعضاء الكوميسا، وعقدت مؤتمرًا ناجحًا لدعم وتنمية الاقتصاد المصري خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015 في مدينة شرم الشيخ، بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية، ودعت عددًا من دول الكوميسا والدول الأفريقية للمشاركة في ذلك الحدث، بهدف الاستفادة من التواجد فيه تأكيدا للترابط بين اقتصاديات دولنا، حيث ضم كبار المستثمرين على المستويين الإقليمي والعالمي".

وذكر أيضا خلال الكلمة: "تقوم مصر حاليا بحفر قناة جديدة موازية لقناة السويس الحالية، وذلك بهدف تسهيل التجارة العالمية، وهى إضافة كبيرة لقارتنا، ولتجارتنا البينية مع دول العالم، وسيتم افتتاح هذه القناة الجديدة في شهر أغسطس القادم بإذن الله. وسيسعد أشقاؤكم في مصر وجودكم في الاحتفال بافتتاح هذه القناة الجديدة".

وأضاف: "إن تجربتنا معا توضح أن الفائدة الأساسية من إقامة منطقة تجارية حرة هي توسيع نطاق السوق، وهو شرط أساسي ليتمكن منتجونا الصناعيون من التمتع بوفورات الإنتاج الكبير، وهو ما يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم وقدراتهم على المنافسة، وزيادة صادراتهم، بل والاحتفاظ بحصتهم في أسواقهم المحلية في مواجهة منافسة الواردات".

كما أوضح محلب: "لكن التنمية الصناعية تتطلب أيضا الاهتمام بالتعليم خاصة الفني منه، وبالتدريب المهنى، لرفع كفاءة الأيدي العاملة، وكذا الاهتمام بمستوي المواصفات القياسية لتقترب بل وتتطابق مع المواصفات القياسية في الدول المتقدمة، وترتفع جودة منتجاتنا، إن التنمية الصناعية تتطلب أيضا توفير البيئة الملائمة لجذب الاستثمارات والتكنولوجيات الحديثة، لإنتاج السلع ذات المكون التكنولوجي المرتفع، ذات القيمة المضافة العالية".

وأضاف: "بالإضافة إلى كل ذلك فيتعين ألا ننسي أن بلادنا كلها تعاني من ارتفاع معدلات البطالة، لذلك يجب أن نهتم أيضا بالصناعات الصغيرة والمتوسطة كثيفة العمالة، التي تتيح فرص عمل أمام الشباب، ونعمل على خلق علاقات تشابكية بينها وبين الصناعات الكبيرة، لضمان نجاحها واستدامتها وهو ما يؤدي إلى تعميق الصناعة".

وذكر محلب أيضا: " إن فوائد منطقة التجارة الحرة عديدة لذلك نتطلع إلى تحقيق مزيد من الاندماج لاقتصاديات دول تجمعنا، ونتطلع إلى اندماج التكتلات الثلاثة لشرق وجنوب أفريقيا على أمل أن نري في الأجل القريب اندماج القارة كلها في سوق واحدة في مواجهة تكتلات الشمال المتقدم".

وقال محلب خلال الكلمة: " نجتمع اليوم في ظل العديد من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، حيث تهدد تلك التحديات مساعينا من أجل الارتقاء بأهدافنا نحو تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة لمنطقتنا، وفقًا لما أرساه لنا وتطلع إليه الرعيل الأول والآباء المؤسسون مــــــــن قادتـــــنا وزعمائنا واضعـي حجر الأســـاس للمعاهــــدة المنشئة لهـــــذا التجمع المهم".

وذكر أيضا: "إن تقويض السلم والأمن في المنطقة من شأنه أن يقوض جهودنا الاقتصادية والتنموية، فبدون تحقيق السلم والأمن لن يتحقق الاستقرار الاقتصادي والرخاء والتنمية لشعوبنا، وكذلك بدون الاستقرار الاقتصادي والوفاء بمتطلبات شعوبنا التنموية لن يتحقق الاستقرار الأمني والسلم في منطقتنا".

وتابع:"وفي هذا الإطار، فقد إطلعت باهتمام على ما أسفرت عنه الاجتماعات التي تمت خلال الأيام الماضية على مختلف مستويات وفعاليات تجمعنا، وإني أتطلع لما ستسفر عنه نتائج هذه القمة من توصيات من شأنها أن تدعم جهودنا من أجل مواصلة خطواتنا التنموية".

وأضاف رئيس الوزراء: "أتقدم بشكرى لمشاعركم النبيلة والطيبة لما قدمتموه لنا خلال الاجتماعات الحالية من رسائل تضامن ومؤازرة، وتعازي لأســـر المصرييـن مــــن ضحايــــا العمليات الإرهابية".

وأوضح أيضا أن تجمع الكوميسا قد شهد خلال السنوات القليلة الماضية تطورًا مهما وحيويًا في تطوير آلياته من أجل العمل على تطوير البنية التحتية للمنطقة، قائلا: "أنتهز هذه المناسبة لكي أشيد بالجهود التي قامت بها الكوميسا وبالتنسيق مع الـ NEPAD من أجل العمل على تنفيذ الطريق البري الذي يربط القاهرة بكيب تاون، والخط الملاحي النهري الذي سيربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، ويوفر منفذًا إضافيًا لعدد من الدول الحبيسة الأعضاء في الكوميسا". 

وأضاف:"لقد أعلنت مصر التزامها برعايتها لهذا المشروع وتضافر جهود الحكومة المصرية للقيام بالمتابعة الدقيقة والمباشرة، وأن تعمل على توفير أقصى ما يتوافر لديهـــــا مــــــن إمكانيـــات فنية ومادية لاستكمال دراسات ما قبل الجدوى الخاصة بالمشروع".

وتابع:"كما أنتهز هذه الفرصة لدعوتكم جميعًا كأصدقاء وأخوة وأخوات أعزاء، وشركاء في تنمية قارتنا الحبيبة، إلى زيارة وطنكم الثاني مصر، للمشاركة في مؤتمر قمة التكتلات الثلاثة الاقتصادية الأفريقية الكبرى، التي تستضيفها بلادى بمدينة شرم الشيخ في 10 يونيو 2015، ويسبقها الاجتماعات التحضيرية المتعلقة بذلك، لإعلان اندماج التكتلات الاقتصادية الثلاثة، لتكون خطوة مهمة نحو إنشاء منطقة التجارة الأفريقية الحرة المأمول لها تحقيق معاهدة أبوجا وإعلان أروشا".

واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا: " إن قارتنا الأفريقية تمتلك الطاقات والقدرات والثروات، كما تمتلك الإرادة السياسية كي تنطلق نحو صنع المستقبل الأفضل الذي تستحقه شعوبنا وأجيالنا القادمة، وهو ما سنعمل معا على تحقيقه في القريب العاجل".

من ناحية أخرى، أشاد سينديسو نجوينا سكرتير عام الكوميسا خلال كلمته أمام القمة بجمع المصريين ما يقرب من 9 مليارات دولار في 9 أيام لتنفيذ أحد المشروعات القومية الكبرى، وهو مشروع قناة السويس الجديدة، وهو ما يؤكد عزم المصريين على تحقيق التقدم الاقتصادي والازدهار لدولتهم.

ومن جانبها، أشادت "دلاميني زوما" رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي بجهود مصر في العمل على وضع أسس إنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية خلال قمة شرم الشيخ يونيو المقبل، كما اثنت على مقترح تنفيذ طريق بري للربط بين القاهرة كيب تاون.