النهار
الإثنين 28 يوليو 2025 09:19 مـ 2 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

صحافة عالمية

”ناشيونال انتريست” تكشف تفاصيل الدعم العسكري التركي للجهاديين في ليبيا

نشرت مجلة "ناشيونال انتريست" الأمريكية المهتمة بالأمن القومي العالمي، تقريرا مفصلا حول دعم تركيا وشقيقتها الصغرى قطر للجهاديين في ليبيا، واصفه إياه بـ "المثير للقلق"، خاصة أنها تدعم الفصائل الجهادية الأخرى في المنطقة.
ويقول جوناثان سكانزير كاتب التقرير الباحث في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، أن الحرب الأهلية الليبية التي بدأت بعد سقوط القذافي توصف غالبا باعتبارها حربا بالوكالة، تدعم مصر والإمارات حكومة عبدالله الثني المعترف بها رسميا في طبرق، بينما تدعم قطر وتركيا الإسلاميين وقبائل معارضة أخرى".
وأضافت المجلة: تركيا دعمت علنا الإسلاميين الجهاديين بعد سقوط القذافي في 2011، ونسقت بشكل علني مع الحكومة الإسلامية في طرابلس، إلى الدرجة التي قال فيها مبعوث الدولة الليبية آنذاك في تركيا أن هذه المزاعم "تشوه" الإسلاميين".
وشن خليفة حفتر قائد الميليشيات الموالية لحكومة طبرق في عملية الكرامة في أغسطس 2014، حملة عسكرية على سفينة متجهة إلى الميناء الليبي في درنة، وكانت تحمل أسلحة قادمة من تركيا، في حين ادعت وسائل الإعلام التركية في نوفمبر 2014 أن السلطات اليونانية وجدت ذخائر أسلحة على سفن متجهة من أوكرانيا إلى ليبيا. 
ولكن القبطان التركي قال أن السفينة متجهة إلى جنوب تركيا في ميناء هاتاي، بينما ذكرت السلطات الليبية في بيانات حركة المراحة البحرية أنها كانت متجهة إلى ليبيا.
وفي الشهر التالي، اعترضت السلطات الليبية باخرة كورية توجهت إلى مدينة مصراتة الساحلية المحاصرة، السفينة كانت تحمل حاويات أسلحة وذخائر إلى الميليشيات الإسلامية.
في يناير الماضي ذكر مسؤول عسكري ليبي أن تركيا وقطر وردتا أسلحة لعملية فجر ليبيا وجماعات متطرفة عبر الشرق الأوسط، ومن الأمور المثيرة للتساؤلات أن الحكومة الليبية عندما حظرت الطائرات التركية من المجال الجوي الليبي في يناير، كانت الطائرات السودانية محظورة أيضا كما جاء في الإعلان الرسمي.
وتعتبر المساعدات المميتة "العسكرية" انتهاكا لحظر الأمم المتحدة على السلاح، وقد ذكر تقرير تابع للأمم المتحدة أن تركيا تعتبر احدى أكبر عشر دول متورطة في شحن الأسلحة إلى الفصائل العسكرية إلى ليبيا على الرغم من الحظر، ومن بين تلك الدول بيلاروسيا، اليونان، المجر، أوكرانيا.
وأشار التقرير ذاته إلى أن انتهاك حظر الأسلحة لا يهدد أمن ليبيا فقط، ولكن يمثل تحديا أمنيا كبيرا للدول الأخرى في المنطقة، خاصة من زاوية الإرهاب.
تركيا تعالج الجرحى 
ولا توفر تركيا فقط السلاح للإسلاميين، ولكنها تأوي الجهاديين القادمين من ليبيا، وأكد أنصار الشريعة وفاة زعيمها محمد الزهاوي في مستشفى تركي، بعد أن تلقى علاجه بعد إصابته في معارك بنغازي، وأرسلت تركيا جسده إلى مصراتة لدفنه.
ولا يبدو الدعم التركي المادي للإسلاميين في ليبيا واضحا للمسؤولين الأمريكيين، حيث صرح اثنان من مسؤولي الحكومة الأمريكية لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أن هذا الدعم "مثير لقلق حقيقي"، وأشار أحد المسؤولين السابقين الأمريكيين إلى أن المساعدة العسكرية التركية للفصائل الإسلامية "مفترضة" ومتصورة.
كل ما تفعله تركيا في دعم الإسلاميين رفع حالة التأهب القصوى في طبرق، حيث حذرت القوات الجوية الليبية في يناير أنها ستهاجم أي طائرة تركية تخترق مجالها الجوي، وأعلنت الحكومة الليبية في وقت سابق استبعادها الشركات التركية من العمل في ليبيا، وهو "إجراء عقابي" وفقا للمجلة الأمريكية.
ويذكر أن حجم التجارة الثنائية بين تركيا وليبيا في عام 2014 بلغ 203 مليارات دولار.
ويحذر التقرير الأمريكي الاستراتيجي من أن تركيا لا يقتصر دعمها على الجهاديين في ليبيا، إذ يشمل جميع الجهات الجهادية المسلحة المتطرفة الفاعلة في المنطقة مثل داعش في سوريا.