الفيلم البريطانى يفضح ”خيبة” المصريين فى استغلال آثارهم فنيا

أثار خبر تصوير فيلم بريطانى إباحى بمنطقة الأهرامات العديد من ردود الأفعال السيئة، سواء من صحيفة الديلى نيوز او من بطلة الفيلم او منتجته، كما وجدته بطلة الفيلم الروسية وسيلة للشهرة وهى تسخر من الآثار المصرية، لكن لم يفطن احد من الفنانين المصريين للدور الذى قامت به الاهرامات للدعاية لهذا الفيلم ليعتبر اشهر فيلم جماهيري فى فترة قليلة، فكل من شاهد الفيلم تأكد انه دعاية لانه فى الأساس لم يعرض مشاهد إباحية امام الهرم لكنه فى اماكن اخرى وكانت لعبة حقيقية، أظهرت خيبة الفنانين المصريين الذين لم يفطنوا إلى أهمية الأهرامات فى دولتهم وابتعادهم عن التصوير فيها والانشغال فقط فى فضح الواقع السيئ، ولم يفهم المنتجون والمخرجون المصريون أن الجمهور الغربى والعربى لن يعرف عنا سوى ما نصدره له، فاذا كانت صورتنا دائما تعكس مشاهد واقعية مؤلمة وأماكن مدمرة ومشاهد قميئة سيعزف الجميع عن الحضور الى مصر وهو ما يسبب طامة كبيرة للسياحة فاذا كانت وزارة الداخلية والفنانون منشغلين بتصوير اغانى تدعو للسياحة العربية والاجنبيه لمصر وآخرها كليب " مصر قريبة" فكان الأولى ان يتم تصوير افلام للتعريف بآثار مصر بدلا من اقتصار الأمر على الافلام الوثائقية التى لا يشاهدها احد أو حصرها فى افلام حب فوق هضبة الهرم الذى استغل الهرم لقضاء وقت مع زوجته التى لا يجد شقة تجمعهم أو فيلم عريس من جهة امنية الذى استغل الأهرامات فى استقطاب السائحات أو حتى عندما قررت ماجدة الصباحى أن تستغل الهرم لنشر صورتها وهى تنتحر من قمته فى فيلم الحقيقة العارية، وأبو الهول الذى يسب فى فيلم الحرب العالمية الثالثة.
"الاسبوع" تفتح ملف ضرورة البحث عن فرصة جديدة للآثار المصرية فى السينما والدراما..
المخرج على عبد الخالق اعترف أن هناك استغلالا سيئا للآثار المصرية فى الأفلام والمسلسلات، وقال: هذا اعتراف منى كمخرج ولكن للأسف التصوير فى الأماكن السياحية يقتضى أموالا طائلة فالمنتج احيانا يضطر لبناء ديكور حتى يتفادى دفع المبالغ الطائلة فالساعة احيانا تصل لـ200 ألف جنيه للتصوير فى أي من الأماكن الاثرية والدولة اذا كانت تهتم بذلك فلتخفض قيمة التصوير حماية للوطن ودعاية حقيقية له، وأعتقد أن المخرجين إذا وجدوا هذه الفرصة سيتهافتون على تصوير الأهرامات وجميع الآثار المصرية فى الأقصر وأسوان.
أما المخرج خالد يوسف فقال إن الدول العربية مثل المغرب ودبى تدفع أموالا للفنانين المصريين والأجانب فى مقابل التصوير فى مناطقهم السياحية، وللاسف وزارة الثقافة مع وزارة السياحة المصريتين لم تفكرا ابدا فى هذه الوسيلة للدعاية بل تفرض مبالغ طائلة، وأضاف: أتذكر وقت تصويرى لفيلم "انت عمرى"، أنني فوجئت بان التصوير فى مدينة الأقصر يصل لأكثر من 100 الف جنيه مقابل التصوير فى معبد ابو سنبل فمن يستطيع ان يتكلف ذلك، لذلك اطالب الوزارة بان تضع حدا لهذه المهزلة.
ومن جانبه أكد المنتج فاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما، أنه تقدم بقانون لوزارة الثقافة لخفض اجر التصوير في الأماكن السياحية، مطالبا نقابة السينمائيين أن تتدخل أيضا فى هذا الامر من اجل تخفيض أجر التصوير هناك، واشار إلى ان القانون كان يمنح للافلام المصرية حق تصوير هذه الاماكن باسعار مخفضة جدا بشرط أن يكون السيناريو فى مصلحة العمل وهذا ما كان يحدث مثلا فى افلام مثل "غرام في الكرنك" او غيره الذى يقدم عروضا راقصة هناك، لكن حتى هذه اللحظة لم يتم استغلال هذا القانون.
فيا أشارت الفنانة إسعاد يونس إلى أن هناك استغلالا سيئا للآثار المصرية فى السينما والدراما، وقالت إنه للأسف الحكومة لا تتيح الفرصة للتصوير هناك فى حين انها تعطى الفرصة للأفلام الأجنبية للتصوير بأموال أقل وهو ما حدث مثلا مع فيلم "أحلام الحب" الهندى والذى عرض رقصة كاملة فى الأهرامات مقابل مبلغ زهيد فى حين أن الأفلام المصرية لا يمكنها أن تصور هذا العمل بهذه السهولة.