الإثنين 20 مايو 2024 06:18 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

فضيحة إرهاب قطر تهدد إدارة أوباما

يبدو أن السحر سينقلب على الساحر قريباً، حيث بدأت بعض وسائل الإعلام العالمية في الحديث عن علاقة إمارة قطر بالإرهاب بصورة مباشرة وأكثر جرأة من ذي قبل، حيث كان التناول سابقاً يتم على استحياء يصل إلى درجة التجاهل.
فقد نشرت صحيفة "الوول ستريت جورنال" الأمريكية تقريراً خطيراً اليوم الثلاثاء أبرزت فيه دور قطر في دعم حركات وجماعات إرهابية، وهو الأمر الذي أدى إلى انقسام شديد داخل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول التحالف الوثيق بين واشنطن والدوحة.
وقالت الصحيفة إن بعض أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي ضغطوا على أوباما، خلال ولايته الأولى التي انتهت عام 2012، من أجل سحب سرب الطائرات الأمريكية المقاتلة من قاعدة "العيديد" الجوية القطرية، وذلك احتجاجاً على دعم قطر لجماعات متطرفة في الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، رفضت الطلب وأكدت على أن وجود الطائرات الأمريكية في قطر أمر لا يمكن التفريط فيه، وفي نهاية المطاف تم تجديد العقد بين الطرفين والذي يقوم على استمرار التواجد العسكري الأمريكي في الدوحة عام 2013.

وأكدت الوول ستريت جورنال أن هذه الحلقة تعكس حقيقة الانقسامات في الإدارة الأمريكية حول التحالف مع قطر، حيث يرى كثيرون أن العلاقات بين قطر والجماعات المتطرفة مصدر قلق لواشنطن من وجهة النظر المعارضة للتحالف، كما أنها من وجهة النظر الأخرى تجعل من قطر حليفاً قيماً لواشنطن.
ونقلت عن مسئولين بارزين في وزارة الخارجية الأمريكية قولهم إن وزير الخارجية جون كيري استغل قطر كقناة لنقل رسائل إلى حركة حماس وطالبان وجماعات مسلحة في سوريا وليبيا، حيث أشاد كيري بدور قطر في اتفاق الهدنة الأخير بين حماس وإسرائيل، كما أشاد مسئولون أمريكيون بالدور الذي لعبته الدوحة في إطلاق سراح الجندي الأمريكي الأسير لدى طالبان "بو برجدال".
وكشفت الصحيفة الدور الذي لعبته قطر في دعم الجماعات المتمردة في سوريا وليبيا، وأشارت إلى أن متمردين سافروا إلى قطر وعادوا من هناك بحقائب مكتظة بالأموال، وذلك وفقاً لاعترافات المتمردين أنفسهم إضافة إلى تصريحات مسئولين حكوميين في الخليج.

وأشارت أيضاً إلى أن واشنطن كشفت علاقات وثيقة بين رجال أعمال قطريين إضافة إلى أكاديميين ورجال دين وبين حماس والقاعدة وداعش، حيث قام هؤلاء بتمويل تلك الحركات.
وقالت إن وزارة الخزانة الأمريكية كشفت في تقرير لها في سبتمبر الماضي أن رجل أعمال قطري منح مليوني دولار لقائد في داعش، وانتقدت واشنطن بعدها ما اعتبرته فشل قطر في التحرك ضد ممولي الحركات الإرهابية المقيمين في الإمارة الخليجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن اليوم الثلاثاء ولقائه بالرئيس الأمريكي أوباما ستكون فرصة لإثارة قضية تمويل قطر للإرهاب في الشرق الأوسط.
وكشفت الوول ستريت جورنال دعم قطر لجبهة النصرة الموالية للقاعدة في سوريا، حيث زار قادة من جبهة النصرة الدوحة في 2012 والتقوا بمسئولين عسكريين قطريين بارزين، إضافة إلى ممولين للحركة.
ونقلت عن مسئول حكومي خليجي بارز قوله إن فندق "شيراتون الدوحة" أصبح ملجاً للجماعات الإسلامية من سوريا وليبيا ومصر وفلسطين.
من جانبه، قال دينيس روس، كبير مستشاري أوباما سابقاً في ملف الشرق الأوسط، قوله "يجب على القطريين أن يعلموا أنهم لا يستطيعون لعب هذا الدور المزدوج، ولكن حتى الآن فهم يرون أنهم يستطيعون ذلك".