نساء «الإرهابية» يقدن حملة التحريض ضد مصر

يظل قسم الأخوات داخل جماعة الإخوان الإرهابية أحد أخطر الأقسام على الإطلاق، فعلى الرغم من أن هذا القسم خاص بسيدات الجماعة، والمعروف أنهن في الجماعات الإسلامية دورهن يقتصر على تربية الأبناء وإعداد النشء، إلا أنه في الإخوان الأمر مختلف تماما.
وظهر الآن ثنائي من أخطر نساء الجماعة على مصر؛ نظرا لدورهن الكبير في تغيير إستراتيجية التنظيم الدولي للجماعة، من مجرد التظاهر تارة والتحريض على العنف تارة أخرى، إلى خوض المعارك الدبلوماسية ضد الدولة المصرية مع دول وصفتها الجماعة في السابق بالغرب الكافر، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس ما يسمى بالمجلس الثوري، الذي ترأسه مها عزام، وتشغل رئيس مكتبه الإعلامي آيات عرابي، ولكل منهما دور أخطر من الأخرى.
آيات العرابي
وتعتبر آيات العرابي - رئيس المكتب الإعلامي لما يعرف بالمجلس الثوري - هي اللسان الرسمي الجديد لجماعة الإخوان الإرهابية للغرب، فاستغلت جمالها الكبير وأسلوبها الصحفي والإعلامي كونها رئيس تحرير عدة مواقع إخبارية ومذيعة سابقة في التليفزيون المصري، بجانب تمكنها من عدة لغات، في التحريض ضد مصر دوليا وبالتحديد من بريطانيا التي تملك فيها "العرابي" علاقات قوية جدا، مكنتها من الإساءة للنظام المصري الحالي وكسب دعم لنظام الرئيس المعزول محمد مرسي.
عقدت عرابي عدة جلسات سرية مع الخارجية البريطانية منذ 14 أغسطس الماضي، نجحت خلالها في منع حظر أنشطة الجماعة بلندن وكتبت الحياة لمقر التنظيم الدولي هناك، بعد أن طالبت مصر بريطانيا بوضع جماعة الإخوان على لائحة الإرهاب.
كما تعتبر آيات هي الإخوانية الوحيدة التي ظهرت على الشاشات البريطانية، وحرضت ضد مصر من خلالها، بجانب تنظيم أكثر من مؤتمر خاص بها هناك في واقعة لم تتم من قبل، ولم ينجح أي إخواني في الوصول إلى ما وصلت إليه حتى طارق رمضان - حفيد حسن البنا - أحد المقربين من النظام البريطاني وأحد أبرز مستشارينه.
وتمكنت من ذلك بمعاونة سامح العطيفي - أحد قيادات الجماعة الإسلامية والمسئول عن الجالية المصرية في بريطانيا - الذي نظم لها عدة مؤتمرات في لندن في أكتوبر الماضي، وبالتحديد بعد الاحتفالات بنصر أكتوبر العظيم.
كانت آيات أيضا على رأس وفد الإخوان الذي سافر إلى جنيف؛ لحضور اجتماع الأمم المتحدة الأخير، الذي حضره أيضا وفد مصري برئاسة المستشار إبراهيم الهنيدي وزير العدالة الانتقالية، وقدمت فيه تقريرا خطيرا ضد مصر بتهم كاذبة بشأن انتهاك حقوق الإنسان، في سياق التظاهرات أو في السجون.
كما عقدت أثناء تلك الزيارة عدة جلسات مع سفراء الكثير من دول العالم؛ للتحريض ضد مصر مثل سفراء النمسا وبلجيكا وإيطاليا وفرنسا، بجانب هولندا التي أقنعت عرابي سفيرها برفع دعوى قضائية ضد النظام المصري الحالي في محاكمها.
ووجهت لها اتهامات بعشق الجنس ووجود علاقات كثيرة محرمة لها، وأيضا بالعمالة للمخابرات الأمريكية، وخرجت على قناة الشرق وردت على تلك الاتهامات، لتؤكد أنها لا تهتم بها وتزيدها قوة على حد تعبيرها دون تنفي أو تؤكد.
وتستعد آيات العرابي الآن لرئاسة وفد إخواني جديد ينطلق إلى أفريقيا للتحريض ضد مصر، وعلمت "فيتو" أن هذا الوفد سيكون دوره لقاء ممثلي الاتحاد الأفريقي وعدد من الدول الأفريقية الكبرى وعلى رأسهم دولة أثيوبيا؛ لمواصلة التحريض ضد مصر هناك والإساءة للنظام المصري، كما سيتضمن اللقاء تحريض أثيوبيا على استمرار بناء السد.
وبعيدا عن الجانب التحريضي، تم تكليف آيات العرابي بصنع طفرة إعلامية في جماعة الإخوان الإرهابية، وتم تمويلها من أجل تأسيس كيان إعلامي جديد للجماعة يشمل قناة تليفزيونية تبث من لندن تكون مخصصة لأخبار الإخوان بجانب جريدتين أحدهما باللغة العربية والأخرى باللغة الإنجليزية، هذا بالإضافة إلى عدد من المواقع الإلكترونية التي بدأت بتأسيس موقع جورنال.
ومن المنتظر أن تشهد الفترة المقبلة زيادة عدد المواقع مع عمل مواقع متخصصة باللغة الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية؛ لنشر موقف الجماعة في جميع دول العالم.
مها عزام
أما مها عزام فكانت رأس حربة الإخوان في أمريكا، وقادت مؤخرا وفد الإخوان الذي عقد عدة جلسات مهمة مع مسئولية بوزارة الخارجية الأمريكية وممثلين عن الكونجرس والبيت الأبيض؛ للمطالبة بوقف الدعم الأمريكي للنظام المصري ودعم عودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم في مصر مرة أخرى.
وراسلت مها 19 دولة في العالم بخطابات رسمية بتوقيعها للتحريض ضد مصر، بجانب إرسال 4 رسائل أخرى لأربع منظمات دولية هامة على رأسهم الاتحاد الأفريقي الذي طالبته بتعليق عضوية مصر بالاتحاد وتجميد التعاون المصري الأفريقي حتى عودة المعزول مرسي إلى سدة الحكم، هذا بالإضافة إلى رسالة خاصة لـ "بان كي مون" الأمين العام للأمم المتحدة، الذي طالبته بضرورة التدخل في الشأن المصري وإنقاذ الإخوان سياسيا، ورسالة للاتحاد الأوربي كانت سببا في توتر العلاقات مع مصر بعد إصداره أكثر من بيان إدانة للأوضاع في مصر.
أما الآن فتقود رئيس المجلس الثوري تنظيم مؤتمرا للإخوان بالخارج ونجحت في عقد مؤتمرين للجماعة يومي 6 و7 فبراير الماضيين بأمريكا، وتحدث في المؤتمرين كل من جمال حشمت وعبد الموجود الدرديري ووليد شرابي، وهاجموا النظام المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل ضراوة، مطالبين بالتدخل الأمريكي في الشأن المصري.
لم تظهر مها عزام كثيرا في المشهد الإخواني ولكنها تقود أكبر حرب دبلوماسية على مصر من خلف الستار بتوجيه شخصي من قريبها أيمن الظواهري الذي يقود تنظيم القاعدة.
وتشمل الإستراتيجية الجديدة لمها عزام في التصعيد، تشكيل حكومة كاملة جديدة يرأسها أحد قيادات المجلس الثوري، إما وليد شرابي أمين عام المجلس أو عمرو دراج رئيس المكتب السياسي، ومن ثم السفر بتلك الحكومة لكل دول العالم وذلك من أجل الحصول على اعترافات دولية تقوي موقف جماعة الإخوان الإرهابية في حربها على النظام المصري.
جيل جديد من النساء لا يقود فقط القسم النسائي بجماعة الإخوان الإرهابية، بل يقود الجماعة ككل وتنظيمها الدولي، وأصبح ليس بالبعيد أن يتم اختيار ولأول مرة في عصر الإخوان مرشد من النساء في حال نجاح مهمة آيات العرابي ومها عزام اللائي تولى خلافة زينب الغزالي أحد أخطر نساء الإخوان على مر التاريخ، التي قامت بنفسها بالإشراف على تشكيل تنظيم الفنية العسكرية بالتعاون مع الفلسطيني صالح سرية، كما أنهن الوجه الآخر لجيل نساء الإخوان الذي ظهر بعد ثورة يناير.
أم أيمن
وبدأ ظهور الجيل الجديد من نساء الجماعة عقب ثورة يناير 2011 وبالتحديد في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي دفعت فيها الجماعة بعدد كبير من نسائها اللائي كان أبرزهن عزة الجرف الشهيرة بـ "أم أيمن" التي نزعت وباقتدار لقب المرأة الحديدية من زينب الغزالي بعد دورها في البرلمان وطلباتها الغريبة فيه كإصرارها على استمرار ختان الإناث ورفضها لتحديد سن الزواج والسماح به بمجرد بلوغ الفتاة فقط عند سن الـ 12 أو أقل.
كانت الجرف محل جدل واسعا داخل برلمان الإخوان المنحل واللجنة التأسيسية لوضع الدستور الذي اختارها المعزول محمد مرسي، فقد كانت أشد عداءا للمرأة من أكثر الرجال تطرفا، وأثارت أم أيمن الجدل أكثر بعد ثورة 30 يونيو وعزل مرسي، وأكدت أنه تم اغتصابها من قبل قوات الحرس الجمهوري عدة مرات، كما أنها ادعت أثناء اعتصامها في رابعة أنها رأت مرسي وهو يصلي بالرسول صلى الله عليه إماما داخل المسجد في منام لها، كما زعمت أيضا أن جبريل كان موجودا أثناء اعتصام رابعة وغيرها من الأكاذيب.
وقادت "أم أيمن" تظاهرات الإخوان بعد عزل مرسي مباشرة بعد أن تم القبض على معظم قيادات الإخوان، وكانت هي من تحرض على التظاهر، وكانت السبب الأول في ظهور تظاهرات نساء الإخوان في مصر بصورة مكثفة لأول مرة منذ تأسيس الجماعة، كما أنها كانت لسان حال المدرسة القطبية بجماعة الإخوان الإرهابية، وطالبت مرارا وتكرارا بما طالب به الثنائي أحمد المغير وعبد الرحمن عز القياديين الإخوانيين بضرورة إعلان الجهاد المسلح ضد الدولة المصرية.
وتواصل أم أيمن تحريضها ضد الجيش والشرطة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ولم تكل من ذلك إلا أن التنظيم الدولي حجم دورها في الفترة الأخيرة بسبب إخلالها بالإستراتيجية الجديدة للتنظيم، التي تعتمد على تصدير فكر ومنهج خاص يخدم مصالحه مع الغرب كأمريكا وبريطانيا.
عائشة الشاطر
وظهرت في فترة "أم أيمن"، وبقوة أيضا وبالتحديد في تظاهرات الإخوان عائشة محمد خيرت الشاطر - نجلة نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المقبوض عليه خيرت الشاطر- الذي يعتبر رائدا للمدرسة القطبية وممول الجماعة.
قيل عن عائشة الشاطر إنها القائمة بأعمال مكتب الإرشاد في غياب محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، وأثارت زيارات عائشة لوالدها في السجن الجدل كونها تأخذ التعليمات المباشرة من مكتب الإرشاد وتسلمها لشباب الإخوان.
اتهامات كثيرة حول عائشة خيرت الشاطر وتحريض وتشفي منها في مسلسل لم ينقطع حتى اختفت هي الأخرى وخفتت الأضواء حولها مثلها مثل عزة الجرف حتى انطلقت ثورة داخل نساء الإخوان وصنع شكلا جديدا لهذا القسم يختلف كثيرا عن القسم الذي قادته زينب الغزالي بإرهابها وأم أيمن بتحريضها على الدم والعنف وعائشة الشاطر بقيادتها للتظاهرات.