الجمعة 17 مايو 2024 12:17 مـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

ننشر أسانيد "داعش" المزعومة لذبح المصريين بليبيا


نشر تنظيم "داعش" الإرهابي، ما وصفه بالأسانيد الشرعية لذبح المصريين الأقباط في ليبيا، حيث بدأ التنظيم بيانه بالتأكيد على أن الأصل في الدين هو أن دم ومال الكافر الأصلي هو الحِل، ولا ينتقل إلى العصمة والتحريم إلا بإيمان أو أمان وهو ما يتنافى في الأصل مع مبادئ الإسلام الصحيحة.

بدأ التنظيم تبريره بالاستدلال بالآية القرآنية: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ)، مصحوبًا بتفسير الإمام القرطبي قائلا: "قوله تعالى: (فَإِنِ انْتَهَوْا) أي: عن الكفر، إما بالإسلام كما تقدَّم في الآية قبل، أو بأداء الجزية في حقِّ أهل الكتاب، على ما يأتي بيانهُ في "براءة"، وإلا قوتلوا وهم الظالمون، لا عدوان إلا عليهم"، مشيرا إلى أن قول "فالظالمون في هذه الآية على القول الصحيح هم: "من بقي على كفر وفتنة".

وأضاف التنظيم: "عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويُؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عَصموا مني دماءَهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله ) [متفق عليه].

كما اعتمد التنظيم على عدد من الروايات من كبار العلماء المسلمين، وعلى رأسهم الإمام النووي في قوله، عن القاضي عياض رحمه الله أنه قال: "اختصاص عصمة النفس والمال بمن قال: لا إله إلا الله، تعبير عن الإجابة إلى الإيمان، وأن المراد بهذا مشركو العرب وأهل الأوثان ومن لا يوحد، وهم كانوا أول من دعا إلى الإسلام وقوتل عليه، فأما غيرهم ممن يقر بالتوحيد فلا يكتفى في عصمته بقوله: لا إله إلا الله، إذ كان يقولها في كفره، وهي من اعتقاده، فلذلك جاء في الحديث الآخر: (وأني رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة)".

وقول ابن كثير: "ولهذا اعتمد الصديق - رضي الله عنه - في قتال مانعي الزكاة على هذه الآية الكريمة وأمثالها، حيث حرمت قتالهم بشرط هذه الأفعال، وهي الدخول في الإسلام، والقيام بأداء واجباته، ونبه بأعلاها على أدناها، فإن أشرف الأركان بعد الشهادة الصلاة التي هي حق الله - عز وجل - وبعدها أداء الزكاة التي هي نفع متعد إلى الفقراء والمحاويج، وهي أشرف الأفعال المتعلقة بالمخلوقين؛ ولهذا كثيرا ما يقرن الله بين الصلاة والزكاة، وقد جاء في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة الحديث".

وتابع التنظيم في بيانه: "قال الإمام النووي: (وأما من لا عهد له، ولا أمان من الكفار: فلا ضمان في قتله على أي دين كان)، فيما قال الشافعي: "الله تبارك وتعالى أباح دم الكافر وماله إلا بأن يؤدي الجزية أو يستأمن إلى مدة"، أما الشوكاني: (أما الكفار فدماؤهم على أصل الإباحة كما في آية السيف؛ فكيف إذا نصبوا الحرب).

فيما طرح تنظيم داعش الإرهابي تساؤلا مفاده: "متى يكون الكافر معصوم المال والدم"، مؤكدين أنه إذا كان معاهدا والمعاهد الذي بيننا وبينه عهد بترك القتال لفترة معينة، كما عاهد النبي صلى الله عليه وسلم كفار مكة على ترك القتال عشر سنوات، في صلح الحديبية، فيما وصفوا الجميع بأنهم "كفار" ليس بهم ذميًا.

وزاد التنظيم في وصفه بالمختلفين عنه بالكفار وضرورة محاربتهم من أجل إحياء الحق بحد السيف، زاعما أن الأقباط ليس من بينهم "ذميون" ضاربا بعرض الحائط الآيات القرانية والأحاديث الشريفة حول وجوب التعايش مع الأقباط والمختلفين دينيا وهو ما يدلل على اختلاف هذا التنظيم وانحرافهم عن المسار الصحيح.