أسر على هامش الحياة.

هيام محمديعيشون حياتهم كاملة على اكوام الزبالة يشتغلون بها ويتعايشون معها فأصبحت الزبالة مصدر رزقهم ومصدر مرضهم . استبدلوا حياتهم بحياة الحيوانات الضالة ، يأكلون من بينها ويتعايشوا مع الحشرات والزواحف يصابون بالأمراض التى قد تودى بحياتهم ، فيولد أطفال لتفتتح أعينهم على المناظر القبيحة التى يتضجر وينفر منها كل انسان تلك هى حياة عشرات بل مئات من الاسر التى تعمل داخل مقالب القمامة ويقومون بحرقها ويعيشون على اكوامها.تقول الحاجة سيدة : بقالنا سبع سنين مرميين على اكوام الزبالة وهى دى العيشة اللى ادينا ساكنين فيها ولما الشتا بيدخل بنبقى فى بحر من الزبالة وفى الصيف هاجين فى الشوارع طول النهار نلم الزبالة ونحرقها عشان نسترزق و نلاقى لقمة العيش هنعمل ايه غصب عنا.و يقول سعيد : انا بشتغل فى الزبالة من زمان عشان اصرف على أمى واخواتى واحنا ماعندناش حد يصرف علينا فملقتش شغل غير دة وانا مدخلتش مدارس عشان اعرف اصرف على اخواتى وأمى وكمان اللى يجى على اد اللى بيروح هنتعمل ازاى ؟!اما سمير -12سنة - انا اتولدت لقيت نفسى عايش وسط الزبالة لا عندى اب ولا أم ومحدش بيسأل فينا وانتوا عاملينا زى فيران التجارب بتيجوا تتفرجوا وتمشوا ومبتعملوش حاجة.اما صفاء 14سنة- انا بشتغل هنا من وانا عندى 8سنين اشتغلت عشان أمى تعبت وكان لازم اساعدها عشان العلاج هنعمل ايه ما هى العيشة صعبة جدا وهدخل مدارس منين وهو احنا لاقيين ناكل عشان نتعلم.وتقول ام محمود : انا قاعدة هنا انا واولادى منعرفش عيشة غير هنا . جوزى تعب وجاله مرض فى صدره وابنى عنده شلل أطفال وانا اما هشتغل خدامة او اشحت مانا معيش شهادة فشتغلت فى جمع الزبالة ودورنا اننا بعد ما بييجى الزيالين يرموا الزبالة على الكوم بيجى احنا نصنف الزبالة الكرتون لوحده والورق لوحده والبلاستيك والازاز كل حاجة منهم لوحدها وبعد كدة الحاجات التانية نحرقها فى المحارق.اما الحاج رجب 50 عام- يقول : انا بشتغل هنا من يوم ماتولدت لا لقيت لى اب ولا ام ومرضيتش اتجوز عشان ماجيبش عيال يشوفوا الذل اللى احنا شايفينه احنا هنا بنقعد وسط الكلاب و التعابين وكتير مننا بيجيلهم امراض فى صدرهم وناس كتير بتموت ومحدش سأل فينا واحنا بنشتغل وبنستحمل ارف الناس احسن ما نسرق.وتوجهنا للاطباء لمعرفة آثار المحارق على صحة الطفال فيقول د/هشام ابوالنصر طبيب امراض صدرية - : ان هؤلاء الاطفال يصابون بامراض صدرية خطيرة تؤذيهم وتتسبب فى كثير من الاحيان فى الوفاة وذكر ان الامراض الصدرية كثيرة ومنها الربو والتهاب الرئة والحساسية والذبحة الصدرية وان هذه الامراض خطيرة وخاصة عندما تهمل هؤلاء الاطفال لانهم لا يملكون رعاية كافية من شتى الجوانب سواء كانت رعاية اسرية او صحية وما الى ذلك.اما الدكتور سيد عبدالمجيد استاذ علم النفس يقول : ان هؤلاء الاطفال والا سر تخرج خارج نطاق اهتمامات المجتمع ولا يضعهم فى اولوياته بل وينظر اليهم نظرة دونية ويعاملهم على اعتبار انهم مصدر لانتشار الاوبئة والامراض وقد يصابوا هؤلاء الاشخاص بحالات نفسية جراء احساسهم بانهم فئة مهمشة قد يصابوا باكتئاب او نشاط زائد يمكن ان يؤذى من حولهم ويمكن ان يصابوا باكتئاب شديد جراء رؤيتهم اطفال فى مثل اعمارهم يعيشون فى نظافة وقد تصل الامراض النفسية الى اكثر من 40 مرض نفسى تضرهم تضر بمن حولهم لانها تهمل من قلب الجهات لمسئولة.ويقول دكتور عبدالمنعم صلاح استاذ الشئون القانونية- : لابد من ان يكون هناك قانون يحمى هؤلاء الاطفال فنجد مثلا ان المادة 55 من قانون التأمينات الاجتماعية رقم 79 و 75 ينص على ان يكون هناك معاش للعجز الكامل او الوفاة حوالى عشرة جنيهات شهريا اى لابد ان يصاب الطفل بعجز كامل حتى يحصل على عشر جنيهات لكن لابد ان تتكاتف جمعيات حقوق الانسان للقضاء على عمالة الاطفال فى سن مبكر ونعلم انه من الغريب انه برغم من الشعارات التى تطلقها الحكومة ليلا ونهارا من انها تحارب ظاهرة عمالة الاطفال وتجريم مرتكبيها تجدها تغمض العين على اشد الاماكن قوة واستغلال للاطفال وتقصر بالطبع المحارق ولابد ان تقوم الحكومة دائما بتفتيش على هذا الاماكن وان يقوموا اصحاب العمل بالتأمين عليها..