النهار
الجمعة 30 مايو 2025 10:13 مـ 2 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
صدام قوي بين إسرائيل وإيران.. تهديد ووعيد في ظل أزمات طاحنة من مرحلة التدريب إلى سوق العمل.. كيف تهيئ مبادرة ”حياة كريمة” شباب القرى لمواجهة تحديات المستقبل؟ توريد 100 ألف قمح في شون وصوامع المنوفية منذ بدء الموسم وحتى الآن باحث في المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية يكشف تطورات أوضاع الساحة الدولية سياسياً وعسكرياً «حوار» وكيل ”حقوق الإنسان بالنواب”: مصر تساند الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وترفض ممارسات الاستيطان الإسرائيلي (1,330,845) حاجًّا قدموا من خارج السعودية عبر المنافذ الدولية حتى نهاية يوم أمس رئيس حزب الإصلاح والنهضة يعقد اجتماعًا مع لجنة إدارة الانتخابات لبحث الاستعدادات المقبلة عبد الله صالح كامل: العالم الإسلامي مؤهل لقيادة نموذج اقتصادي متوازن ومؤثر عالميًا البرلمان العربي يدين قرار كيان الاحتلال المصادقة على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية في الذكرى الثانية لتأسيسه مجلس إدارة متحف الزعفران يبحث خطة التطوير للعام الأكاديمي الجديد وزير التعليم يبحث مع ”جوجل” و”يونيسف” تعزيز دمج التكنولوجيا في تطوير التعليم بعد ندب الطبيب الشرعي.. التصريح بدفن جثمان سيدة حامل أمها ضربتها حتى الموت في قنا

عربي ودولي

نميرة نجم: اتفاق تشاجوس اعتراف دولي بحقوق الشعوب في إنهاء الاستعمار

أكدت السفيرة د. نميرة نجم خبير القانون الدولي أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حكومة موريشيوس والمملكة المتحدة الاسبوع الماضي بشأن أرخبيل تشاجوس يُعد إنجازًا تاريخيًا يتجاوز التوقعات، خاصة في ظل الأوضاع العالمية الراهنة ،
وأوضحت أن موريشيوس تمكنت من تحقيق مكاسب سيادية واقتصادية هامة، حيث تم الاعتراف الكامل بسيادتها على كامل أرخبيل تشاجوس، بما في ذلك جزيرة دييجو جارسيا، مع التوصل إلى تفاهمات واضحة بشأن إدارة القاعدة العسكرية القائمة هناك بالتعاون مع الولايات المتحدة ، جاء ذلك في تصريح لنشرة أخبار قناة موريشيوس (MBC) مساء أمس عبر برنامج زووم .
وأشارت السفيرة إلى أن هذا الاتفاق يُمكّن موريشيوس من ممارسة ولايتها القضائية الكاملة على الأرخبيل، مع احتفاظ المملكة المتحدة والولايات المتحدة بحق استخدام جزء منه لتشغيل القاعدة العسكرية، ولكن ضمن ضوابط تتطلب موافقة مسبقة من الحكومة الموريشية، مما يرسخ ممارسة فعلية للسيادة المشتركة ،كما يتضمن الاتفاق بندًا ماليًا يتمثل في تعويض سنوي كبير يُدفع لحكومة موريشيوس كإيجار لاستخدام دييجو جارسيا، على أن يُخصص هذا المبلغ لتنمية الجزر، إلى جانب الاعتراف الرسمي بحق العودة للمهجّرين من الأرخبيل.
وفي ردها على الانتقادات التي ترى أن الاتفاق يُعد تنازلًا جديدًا من حكومة موريشيوس ، أوضحت السفيرة نجم أن الوضع تغيّر جذريًا مقارنة بما كان عليه قبل سنوات، حيث لم يكن لموريشيوس سوى قرارات أممية دون تنفيذ، في ظل تعنّت بريطاني شديد، ما وضع موريشيوس وإفريقيا كلها في موقف حرج. وأضافت أن محكمة العدل الدولية كانت قد أصدرت رأيًا استشاريًا واضحًا يؤكد عدم شرعية الإدارة البريطانية للجزر، ويدعو إلى استكمال عملية إنهاء الاستعمار، إلا أن تنفيذ هذا الرأي ظل معلقًا بسبب رفض بريطانيا الامتثال له، ما جعل التقدم نحو تنفيذ هذه القرارات أمرًا بالغ الصعوبة.
وأكدت السفيرة أن التوصل إلى هذا الاتفاق يُعد نجاحًا كبيرًا ليس فقط لموريشيوس، بل للقارة الإفريقية بأكملها، لأنه يمثل اعترافًا من القوى الكبرى بحقوق الدول النامية في السيادة، وإنهاء الاستعمار، وتحقيق العدالة التاريخية.
واعتبرت أن ما تحقق يُظهر أن قرارات الأمم المتحدة وآراء محكمة العدل الدولية، رغم ما قد يعتري تنفيذها من صعوبات، يمكن أن تؤتي ثمارها في نهاية المطاف إذا ما توفرت الإرادة والتمسك بالحق.
وشددت على أن هذا الاتفاق يشكل نموذجًا يجب على الدول الإفريقية دراسته والاستفادة من دروسه، خاصة في ما يتعلق بكيفية استرداد الحقوق ومواجهة التمييز والاستغلال الناتج عن الاستعمار.
وأكدت أن ملايين الأفارقة، سواء في القارة أو في الشتات، عانوا من تبعات العبودية والاستعمار والتمييز الاقتصادي، وأن هذا الاتفاق يمثل خطوة نحو معالجة هذا الإرث المؤلم، ويبعث برسالة أمل مفادها أن العدالة ممكنة حتى في مواجهة القوى المهيمنة.
وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد أكدت أن السفيرة د. نميرة نجم ، المستشارة القانونية السابقة للاتحاد الأفريقي، لعبت دورا هاما في الإجراءات (significant role) كرئيس وفد فريق دفاع الاتحاد الافريقي امام محكمة العدل الدولية في قضية تشاجوس و نقلت عن مرافعتها امام المحكمة في القضية قولها : "من غير المعقول أن يكون هناك اليوم، في القرن الحادي والعشرين، جزء من أفريقيا لا يزال خاضعا للحكم الاستعماري الأوروبي.

وكانت مبادرة السفيرة نميرة في مشاركة الاتحاد الافريقي في الرأي الاستشاري في قضية تشاجوس داعما لدولة موريشيوس هي الأولى من نوعها في تاريخ المنظمة وبداية تأسيس وتدشين لعصر وميلاد مرحلة جديدة لمدرسة قانون أفريقية خالصة ليست فقط في القارة ولكن في تغيير قواعد ممارسة العمل القانوني الدولي بالعالم، فقد مهدت الطريق لترسيخ وفتح الباب لمشاركة الاتحاد الأفريقي كتقليد وعرف وطقس متبع بعد ذلك في الإجراءات الاستشارية والإلزامية أمام المحاكم الدولية في قضايا أخرى تهم دول القارة ، علاوة علي انها كانت حجر زواية في فقه اللجوء الي المحاكم الدولية .
وفي تطورً تاريخي في ملف تصفية الاستعمار أعلنت الولايات المتحدة، في الأول من أبريل 2025، موافقتها الرسمية على الاتفاق المبدئي بين المملكة المتحدة وموريشيوس بشأن نقل السيادة على أرخبيل تشاغوس،، بحسب ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،
وقد مهدت هذه الموافقة الطريق لتوقيع الاتفاق النهائي بين لندن وبورت لويس في 22 مايو 2025.
وكانت الحكومة البريطانية قد صرّحت في وقت سابق بأنها بانتظار الضوء الأخضر من واشنطن، نظرًا للأهمية الاستراتيجية البالغة لقاعدة دييجو جارسيا العسكرية، التي تُعدّ ركيزة أساسية في التعاون الأمني والعسكري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في المحيط الهندي.
وينص الاتفاق الأخير على نقل السيادة على أرخبيل تشاجوس إلى موريشيوس، مع احتفاظ بريطانيا والولايات المتحدة بالحق في استخدام قاعدة دييجو غارسيا لمدة 99 عامًا بموجب عقد إيجار طويل الأمد ، و ستدفع المملكة المتحدة في السنوات الثلاث الأولى 165 مليون جنيه إسترليني سنويًا ،من السنة الرابعة إلى الثالثة عشرة سيكون المبلغ 120 مليون جنيه إسترليني سنويًا ، بعد السنة الثالثة عشرة سيتم تعديل المبلغ سنويًا وفقًا لمعدلات التضخم.
ويُقدّر إجمالي المدفوعات على مدى 99 عامًا بحوالي 3.4 مليار جنيه إسترليني، مما يُعدّ أحد أكبر الاتفاقيات المالية المتعلقة بالسيادة في التاريخ الحديث.

ويُعد هذا الاتفاق بمثابة انتصار كبير لموريشيوس في نضالها الطويل لاستعادة السيادة الكاملة على الأرخبيل، ويعكس خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة التاريخية لسكان الجزر الأصليين.

وقد رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاتفاقية الاخيرة ، مؤكدًا أنها تُعزز من استقرار العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
و أشار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى أن الاتفاقية تضمن التشغيل المستقر والفعال للمنشأة العسكرية المشتركة في دييجو جارسيا.