”هاآرتس” الإسرائيلية: جيل أنتفاضة 2001 من الفلسطينين يعتقد أن عودة الأرض فى متناول اليد
تناولت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية "جيل ما بعد أوسلو من الفلسطينيين"، واعتبرته جيل ساخط على سياسات السلطة الفلسطينية الحالية، موضحة أنه جيل ولد بعد أوسلو، وكان صغير السن جدًا خلال الانتفاضة الثانية 2001، "انتفاضة الأقصى".
وأضافت: "هتف هذا الجيل لأبو مازن عندما طالب العالم من فوق منصة الأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو جيل اعتقد على غفلة منه، أن الدولة الفلسطينية في متناول اليد، ويشعر الآن أن كل شيء يتحطم، فلا دولة، ولا سيادة، ففي لحظة صدمة قوية مع الحقيقة، يجد نفسه واقع تحت نفس الاحتلال القاسي، ونفس الحاجز، ونفس المستوطنة التي تتسع أمام عينيه وعيون أصدقائه، ونفس الجيش، ونفس الاقتحامات القاسية في منتصف الليل وأعمال التفتيش بحجة الأمن".
وأوضحت أن كل من يتجول في الضفة الغربية يدرك غضب هؤلاء الشباب، وكأن هذا الغضب مزاج عام يشمل مدنا وقرى الضفة من الخليل في الجنوب إلى جنين في الشمال.
وتابعت: "استشعرنا بعد حادثة اختطاف الإسرائيليين الثلاثة بين أوساط الشباب الفلسطينيين بأنهم مصدومون صدمة ممزوجة بالتأييد، أعلن بعض الشباب عن رد فعله جهرًا بينما آثر العديد الصمت، ثم كان الرد الإسرائيلي بموجات الاعتقالات الواسعة، وأصبحنا مؤخرًا نشعر بالتصعيد الفلسطيني على الأرض، فعدد الشباب الذين يخرجون للشوارع لمواجهة القوات الإسرائيلية يزداد، وفي إحدى المواجهات مع قوات الجيش قال شاب في السابعة عشر من عمره: "لن تخرج أية سيارة جيب من هنا دون خدش"، قال ذلك مفتخرا وهو يشهد على نفسه بأنه يشارك في تلك المواجهات، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن ردة الفعل الفلسطينية على الاعتقالات الإسرائيلية في الأيام الأولى التي أعقبت عملية الاختطاف غير موجودة تقريبا وليست مؤثرة، ولكن مع التصعيد الإسرائيلي ارتفع مستوى التوتر، ويعتبر الفلسطينيين هذا التصعيد انعكاسًا لخيبة السلطات الإسرائيلية في حل مسألة الاختطاف ويصعدون من عملياتهم في إطار تصفية حساب من جميع الفلسطينيين من دون تمييز، فأصبح كل الفلسطينيين الآن يتذكرون مشاهد الانتفاضة الأولى، انتفاضة تكسير العظام، ولكن زد على معادلة تلك الانتفاضة قوات الأمن التابع للسلطة الفلسطينية، ففي الجمعة الماضية منعت قوات الشرطة الفلسطينية تقدم مسيرات نظمتها حماس في الخليل على أثر موجة الاعتقالات في المدينة، وأطلق عدد من رجال الشرطة الفلسطينية النار في الهواء لإبعاد المتظاهرين الذين هتفوا احتجاجا على التنسيق الأمني".
واستطردت "هاآرتس": "كما أن خطاب رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" في جدة حول أن المخطوفين "بشر يجب إطلاق سراحهم ليعودوا لأحضان آبائهم" أثار غضب الفلسطينيين لأنه لم يتناول في المقابل الاعتداءات الإسرائيلية اليومية في الضفة ولم يتفوه بكلمة عن معاناة السجناء، وكأن الفلسطينين ليسوا بشرًا من وجهة نظر عباس".
واختتمت: "في هذه الأجواء المشحونة على كافة الأصعدة، ترسل حماس أشارت إلى تعزز اشتعال انتفاضة ثالثة، في أجواء من السهل الانقياد فيها لدعوات الثورة على الممارسات الإسرائيلية والفلسطينية معًا، لتجد السلطة الفلسطينية نفسها في موقع بين المطرقة والسندان، فإسرائيل من جهة تضغط بلا هوادة، والسلطة الفلسطينية من الجهة الأخرى تزيد من خيبة أمل الشارع الفلسطيني".


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
