سقوط تاريخي لإنجلترا بعد هدية جيرارد لأورجواي

أطاح هداف البريميرليج «لويس سواريز» بالمنتخب الإنجليزي خارج مونديال البرازيل 2014 بعد تسجيله لهدفين في مرمى جو هارت في ثاني مباريات الفريقين بدور المجموعات مقابل أول هدف في حياة روني ببطولات المونديال كان تعادل به لبلاده قبل 15 دقيقة من نهاية المقابلة.

تقدم أورجواي بهدف لويس سواريز لا يُعبر عن مجريات وأحداث الشوط الأول الذي كان مكتظًا بالفرص والجمل التكتيكية من كلا الفريقين دون أفضلية لأحدهما على الأخر، فكما ضاعت فرص مؤكدة للتسجيل على المنتخب السماوي عن طريق سواريز وكريستيان رودريجيز، صد المقص الأيسر لمرمى موسليرا هدف محقق برأسية واين روني.

البداية جاءت صعبة ومحتدمة على إنجلترا حيث تعرضوا لضغط متواصل من لاعبي وسط وهجوم أورجواي منتصف ملعبهم، ليحصل لويس سواريز على ركلة ركنية في الدقيقة الخامسة نفذها بشكل جميل في الزاوية السفلية للمرمى مستغلاً خروج هارت الذي توقعها عرضية على رأس أحد المدافعين المتقدمين لأداء الدور الهجومي، لكن هداف ليفربول خدعه بتسديدها «مقوسة»، لكنه تدارك الأمر في اللحظة الأخيرة ليخرجها إلى ركنية جديدة.

وعمل المنتخب الإنجليزي على مُبادلة رفاق سواريز الهجمات بتبادل كروي مميز بين عناصر الوسط «جيرارد، ويلبيك، سترلينج وهندرسون» ليحصلوا في الدقيقة العاشرة على ركلة حرة مباشرة نفذها «واين روني» مقوسة رائعة من فوق الحائط البشري من مسافة 22 ياردة تقريبًا، لكنها مرت من جوار القائم الأيمن بياردة واحدة.

واستغل لاعب وسط أتلتيكو مدريد «كريستيان رودريجيز» هفوة من الدفاع الإنجليزي في تشتيت إحدى الكرات الطولية ليصوب بكل ما لديه من قوة من على الرواق الأيسر كرة سريعة ذهبت فوق المقص الأيسر لجو هارت في الدقيقة 15.

وكاد قائد أورجواي «جودين» يتعرض للطرد بالبطاقة الصفراء الثانية عندما استخدم يده لحجز دانيال ستوريدج من العبور في لعبة مشتركة على الرواق الأيمن عند الدقيقة 29، لكن الحكم اكتفى بتحذيره ما أثار حفيظة عشاق إنجلترا في مدرجات ملعب «آرينا دي ساوباولو».

وواصل المنتخب الإنجليزي سيطرته الميدانية الكبيرة على وسط الملعب الأمر الذي قربه كثيرًا من تسجيل هدف التقدم إلا أن سوء طالع غريب واجه مهاجم مانشستر يونايتد «واين روني» بتصدي مكان إلتقاء «العارضة والقائم» لرأسيته لحظة تحويل كرة جاءته من عرضية لستيفن جيرارد من ركلة حرة مباشرة نفذت من على الجهة اليسرى في الدقيقة 31.

وعلى عكس سير اللعبة، تمكن المنتخب الأورجوياني من افتتاح التسجيل في الدقيقة 39 بهدف جميل حمل إمضاء «لويس سواريز» برأسية نموذجية على أقصى يمين جو هارت بعد أن تلقى عرضية بالمسطرة من «إديسون كافاني» المطلوب في مان يونايتد هذا الصيف بمبلغ 56 مليون إسترليني.

وفي الدقيقة 41 منع الحارس «موسليرا» هدف مؤكد للمنتخب الإنجليزي بعد تصديه لتسديدة رحيم سترلينج في الزاوية الضيقة حصل عليها من تمريرة لواين روني.

مع انطلاقة الشوط الثاني، كثف السيليستي محاولاته على مرمى الأسود الثلاثة لحسم نتيجة اللقاء لصالحهم، لكن تألق «جو هارت» في تصديه لركنية من لويس سواريز في الدقيقة 48 ثم غلقه جميع زوايا التصويب على إديسون كافاني في انفراد صريح عند الدقيقة 54 حال دون ذلك.

انتفض الإنجليز بقيادة رحيم سترلينج وواين روني بعد مرور أول 10 دقائق من الشوط الثاني باختراقهم المتواصل لدفاعات أورجواي من العمق ومن على الأطراف. وسدد واين روني من حوالي 10 ياردات فقط بعد تلقيه كرة عرضية من داني ويلبيك في الدقيقة 55 تصدى لها موسليرا ببراعة.

ولم يجد موسليرا أدنى صعوبة في الامساك بتصويبة سهلة وضعيفة من خارج صندوق العمليات سددها مهاجم ليفربول «دانيال ستوريدج» في الدقيقة 73 بعد أن تخلص من رقابة اثنين من مدافعي أورجواي بمهارة عالية.

وما هي إلا دقيقة واحدة من محاولة ستوريدج، واحتفل واين روني بأول هدف في حياته ببطولات كأس العالم بعد تلقيه عرضية جميلة من الظهير الأيمن «جلين جونسون» على خط الستة ياردات وضعها بباطن القدم مباشرة في مرمى موسليرا الذي لم يستطع اللحاق بها.

وطالب الجمهور الإنجليزي باحتساب ركلة جزاء لصالح رحيم سترلينج لتعرضه لعرقلة داخل منطقة الجزاء لكن الحكم رفض الانصياع لاحتجاجاتهم، وبعد ثوان معدودة مرر ظهير إيفرتون «لايتون بينز» عرضية رائعة داخل المنطقة وجدت ستوريدج الذي تسلم بهدوء أعصاب قبل أن يصوب من تحت القدم على يسار موسليرا الذي تفطن لها بتصد ممتاز في الدقيقة 77.

وعادته، مرر ستيفن جيرارد كرة خاطئة بالرأس نحو لويس سواريز في الدقيقة 85 انفرد على إثرها هداف البريميرليج ليطلق تصويبة صاروخية لا تصد ولا ترد أحرز منها هدف الفوز الثاني لينغمس في احتفال طال لأكثر من دقيقة مع جميع أعضاء دكة البدلاء.

وكان ستيفن جيرارد قد أضاع لقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2014/2013 على ليفربول عندما مرر كرة إلى ديمبا با في مباراة ملعب آنفيلد روود سجل منها السنغالي هدف تقدم تشيلسي قبل أن يسجل ويليان الهدف الثاني في الدقيقة 90.

ولم تكن هذه أول التمريرات الخاطئة لستيفن جيرارد في حياته، فقد مرر كرة مذهلة نحو تيري هنري حصل بفضلها على ركلة جزاء فاز بفضلها الديوك في افتتاح مباريات أمم أوروبا 2004.

كما مرر جيرارد كرة مذهلة أخرى نحو ديديه دروجبا في موسم 2010/2009 بمباراة ليفربول وتشيلسي على ملعب آنفيلد روود سجل منها الإفواري هدف قاتل أبعد ليفربول عن التأهل لدوري الأبطال في الموسم التالي وتسبب في تتويج تشيلسي بالبريميرليج على حساب مان يونايتد.