السياسة الكويتية : ميلاد جديد لوحدة المصريين

قالت صحيفة السياسة الكويتية أن عيد ميلادالسيد المسيح (عليه السلام) الذي احتفل به المصريون جميعا امس الاول كان بمثابةقيامة جديدة لمصر الواحدة المتوحدة، بمسيحييها ومسلميها، والتي نفضت غبار العدوانالارهابي الاخير على احدى كنائسها بذلك الالتفاف الاسلامي الشعبي المنقطع النظيرحول العديد من الكنائس لحمايتها من غدر المخربين المحتملين، وللتأكيد أن المصريينلا يمكن التفريق بينهم ابدا، وهو ما أكد عليه الرئيس مبارك قبل ذلك بكثير حيناعلن بعد العدوان الارهابي على كنيسة القديسين ان دماء اولادنا ليست رخيصة ولنتكون وقودا لنار المخربين.واضافت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم السبت لرئيس تحريرها أحمد الجارالله أنحكماء مصر، وفي مقدمهم الرئيس حسني مبارك والبابا شنودة ، اثبتوا أن أرض الكنانةرقم صعب جدا لا يمكن قسمته على اثنين مهما كانت الاثمان عالية ، بل إن ما شهدناهفي قداس الميلاد في كاتدرائية العباسية في قاهرة المعز دق المسمار الاخير في نعشالفتنة التي تحيكها ايدي الغدر الكافرة في الغرف السوداء لضرب اكبر دولة عربية ،وترويع كبرى الطوائف المسيحية العربية ، خدمة لمخطط قذر هدفه افراغ العالم العربيمن المسيحيين ، وتدمير جسر التواصل الحضاري بين الاسلام والمسيحية في ابهى صورهوالذي لم تستطع كل المؤامرات والازمات منذ 1400 عام أن تضعفه او تصيبه في مقتل ،بل إن النموذج المصري في التعايش بين الدينين كان طوال التاريخ المنهل الذي تستقيمنه الامم الاخرى ابجدية الحوار الديني العقلاني المتسامح ، وهذا ما جعل احدالمساجد يقام ، ومنذ مئات السنين، في اقدم الاديرة المصرية في الوادي المقدس حيثتتجلى فعلا مقولة الدين لله والوطن للجميع.وتابعت صحيفة السياسة الكويتية فى افتتاحيتها تقول إن مصر التي قال اللهتعالى فيها ادخلوها امنين ، تعرف تماما أن الارهاب لا دين له ، ومن اقدم على تلكالجريمة النكراء لا يحمل من الاسلام شيئا، وهي حقيقة اكد عليها الاقباط قبلالمسلمين عشرات المرات في الايام الاخيرة ، لأن الجهلاء الذين باعوا انفسهمللشيطان بأبخس ثمن لا يمكن أن يكونوا مسلمين لله، ولا يمكن أن ينزعوا بين ليلةوضحاها ثوب التآخي الحقيقي بين المصريين ، بل إن تلك الشرذمة الفاجرة خارجة علىكل ملة ودين ، يحركها ابليس الكفر المتزين بشعارات دينية براقة ، لكن الدينالحنيف براء منه ومنها الى يوم الدين.وقالت الصحيفة إن مصر تعرف ايضا أن من يريد الفتنة والانتحار لن يردعه ذاكالعابد في محراب الايمان او الساجد امام مذبح السيد المسيح (عليه السلام) فقاتلنفسه اعمى البصيرة مثواه النار الى ابد الابدين ، ولهذا لم يؤخذ الشعب بمسلميهومسيحييه بجريرة الجهلاء الذين اغواهم شياطين الانس فدنسوا حرمة بيوت الله في بلدلم يميز يوما بين مسيحي ومسلم حتى تكاد لا تفرق بينهم ابدا.ووصفت الصحيفة ما اعلنه البابا شنودة في عظة الميلاد بانه كان مثال الوطنيةوالالتزام بالمصير الوطني الواحد وتهدئة روع المتحمسين من الشباب الذين فجعواعزيز او حبيب ، وقالت إن هذا الموقف المتميز هو ما يجب أن يقتدي به كثيرون منرجال الدين في عالمنا العربي ، ويبدلوا لغتهم رأفة بأوطانهم وشعوبهم ، لأن نارالفتنة العمياء الصماء لا يمكن اخمادها الا بالعقل ، والاديان كلها حضت علىاستعمال العقل من اجل اكتمال الايمان.