النهار
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 09:44 صـ 20 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الشموع الليبي يدخل في مفاوضات مع الأهلي لضم حسين الشحات مبادرة ”يوم بلا شاشات” في ندوة بمكتبة الإسكندرية إصابة 12 عاملًا في انهيار سقف مصنع قيد الإنشاء بالمحلة الكبرى وزير التعليم العالي يعلن صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جديدة بجامعة الزقازيق قرار جمهوري بتعيين الدكتور عادل محمد محمود عميدًا لكلية الزراعة بجامعة أسيوط وزير البترول يصدر توجيهات عاجلة لضمان حقوق عمال المقاولين وتطبيق الحد الأدنى للأجور في القطاع ”تم إبلاغي بالطلاق على ستورى بعد 14 سنة زواج بدون ورقه أو إخطار مأذون” آن رفاعي تفجر مفاجأة بأنفصالها عن... المغامر الفرنسي ميكائيل سيركيرا دا سيلفا يبدأ رحلته من جدة إلى الرياض تحت شعار ”لا شيء مستحيل” الهضبة يضفي أجواء من البهجة بالعرض الخاص لفيلم السلم والثعبان ”لعب عيال ” نقيب موسيقيين المنيا يكشف اللحظات الأخيرة من حياة المطرب الراحل إسماعيل الليثي «تهتك في الرئة وكسر في الجمجمة».. تفاصيل التقرير الطبي للراحل إسماعيل الليثي السفير علي المالكي : نقدر جهود مصر وقطر في وقف نزيف الدم في غزة …ونتطلع لمواكبة التكنولوجيا الحديثة للنهوض بقطاع النقل العربي

حوادث

أسرة مصطفى تجسد الفقر والموت فى كوم الدكة

كوم الدكة هى اعرق  وأشهر أحياء الاسكندرية تقع على تل مرتفع، ويعتبر هذا الحى العتيق بؤرة المنطقة الأثرية فى الاسكندرية ولايزال إلى يومنا هذا مليئا بالحفريات والآثار وربما يكون من بينها قبر الاسكندر الأكبر نفسه كما استعملت المنطقة كمقبرة فى العصرين اليونانى والرومانى وعصر المماليك.

 هذا الحى به العديد من البيوت القديمة التى تحتاج إلى ترميم، وتجسدت به قصة مأساوية حيث يسكن عم مصطفى وزوجته واولاده الخمسة فى كشك داخل حارة كراكون التى هى خارج نطاق خدمة المسئولين وربما لم يعتبروها موجودة من الاساس على خريطة المناطق بالاسكندرية هى ليست منطقة عشوائية بل هى اكثر من ذلك فهى اشبه بالمقابر عندما تدخل حارة كراكون لن تجد سوى اكوام القمامة والكلاب والثعابين والفئران والذباب والوباء والتلوث فى انتظارك بل الموت ووسط ذلك تجد اسرة عم مصطفى تعيش داخل هذا المكان دون مياه... مواطن تحت خط الفقر بعد ان احترق منزله من سنتين واصبح الشارع مأوى له ولأولاده بعد ان خذله المحافظ والحى فى توفير ابسط حق له وهو مسكن شعبى لكى يعيش فيه.

«انجدونا .. ارحمونا .. من هذه العيشة.. انجدنى ياسيسى زى ما فرحنا لك فرحنى انا واولادى بسكن شعبى .. احمى اولادى من ان يصبحوا اولاد شوارع»..

بهذه الكلمات بدأ عم مصطفى أحمد محمد على 62 عاما على المعاش وكله امل فى الرئيس الذى نزل هو واسرته لانتخابه والذى يعلق صورته فى الكشك الذى يسكن فيه يجلس بجوار فرش فاكهة وخضار لكى يجد قوت يومه لكى يستطيع توفير الطعام لأسرته لم يتحصل سوى على 400 جنيه فى الشهر فقط، ترجع مأساة هذه الأسرة منذ عامين عندما قام اثنان من البلطجية احدهما يدعى على النص ، واخر يدعى أحمد بن لادن بحرق منزلهم بالكامل الذى كان يسكن فيه ثلاث اسر من بينهم عم مصطفى.

القصة

روى لنا عم مصطفى قصته قائلا بعد حرق منزلى توجهت الى النيابة لعمل بلاغ، وتم تحويلى لحى وسط، واستمررت فى اتباع الاجراءات القانونيه الى ان وصل بى المطاف وتم تحويلى الى وزارة الاسكان وبعد ذلك ظل يتأرجح ما بين وزارة الاسكان وحى وسط حتى الآن، الى ان جاء له مهندسون من اللجنة الثلاثية من حى وسط من بينهم دكتور بكلية هندسة جامعة الاسكندرية، عندما سقط منزل بجوارنا منذ عام واتى الينا رئيس حى وسط محمود ياسين يومها ومعه مدير الأمن وعندما شاهدوا هذا المنظر وتلك العيشة قالوا لنا «وصلتنا الرسالة» فرحت بهذه الكلمة واحسست انهم سوف يجدون لى حلا، فتوجهت ثانى يوم فى الصباح الباكر لمقابلة رئيس الحى وعندما تحدثت معه قام بالنداء على موظفة عنده وقال لها بالحرف «ضيفى الرجل ده لعمارة الست اللى ماتت امبارح تحت الانقاض» وبعد مرور اسبوعين جاءت الى مهندسة من الحى تسألنى من كان يسكن معاك فى هذا المنزل قلت لها سيدة وتوفت فى كوم القمامة الذى كانت تسكن فيه بجوار المنزل، ومعانا عم العربى موجود فى نفس المكان الذى توفت فيه السيدة، وقامت بمعاينة المكان ومنذ هذه اللحظة منذ سنتين ضائع بين الحى والاسكان والمسئولين، لم ييأس مصطفى وظل يتردد على مكتب محافظ الإسكندرية عشرات المرات، حتى حفظ الموظفون وجهه وأصبح علامة مسجلة كلما شاهدوه قالوا له ربنا يسهل، فوت علينا بكرة.

ضائع

واضاف عم مصطفى انا ضائع واعيش هذه العيشة دون مياه ولا اى شيء كما ترون امامكم ولدى خمسة اولاد من بينهم مجند بالجيش يخدم بلده على حدود السلوم ويكمل مسيرتي.. انا كنت بطل من ابطال حرب اكتوبر وربنا نجانى لكى اعيش هذه العيشة التى لا ترضى ربنا.

اطالب المسئولين فى هذه البلد مثل ما انا مواطن اقوم بتأدية واجبى فادوا انتم واجبكم تجاهى، لو انا صاحب حق اعطونى حقى، «لو مليش حق .. اتركونى انا واولادى .. واحكموا عليهم بأن يكونوا من اولاد الشوارع» يعنى بيتى يتحرق وولادى يتقال لهم يامتسولين هذا لا يرضى ربنا ليه ياحكومة تحكمى علينا نبقى كده اى حد بيته بيقع اوبيتحرق الحكومة بتعطيه تعويضا انا لم أر شيئا من المسئولين، اولادى ليس لهم ذنب فى هذه العيشة وما ذنبهم فى العيش وسط الثعابين والفئران والكلاب يدخلون علينا ونحن نائمون ليلا ارحمونا نحن نغرق فى الشتاء فى هذا الكشك منذ عامين ليس لدينا سوى ملابسنا التى علينا.