كارثة: اختفاء قضبان السكة الحديد بالإسكندرية!
وقعت خلال الفترة الماضية العديد من حوادث القطارات بالاسكندرية والتى راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء بسبب الاهمال الشديد الذى أصاب محطات السكة فتسببت فى العديد من المشكلات مثل اختفاء قطبان السكة الحديد تحت أكوام الزبالة، بالإضافة الى قدم وتهالك هذه القضبان وانتشار مياه الصرف الصحى وغيرها من المشاكل التى كان سببها الاهمال.
تقابلت «النهار» مع ثروت سلامة احد سائقى قطار خط ابو قير، الذى أكد ان خطوط السكة الحديد داخل المحافظة عبارة عن قنبلة موقوتة قد تنفجر فى اى وقت وتؤدى الى حدوث كارثة كبيرة، وذلك بسبب عدم اهتمام وزير النقل بخطوط السكة الحديد وعدم تطويرها، بل وضع كل اهتمامه بمشروع متروالأنفاق، مشيرا الى ان هناك العديد من المشاكل التى يواجهها عمال الهيئة وسائقو القطارات والمتعلقة بالقطارت أو بالمزلقانات والتى قد ينتج عنها كوارث حقيقية، منها انتهاء العمر الافتراضى للمعدات المستخدمة فى السكة الحديد فقد مر عليها اكثر من 30 عاماً دون صيانة او تغيير، حيث ان جميعها فى حاجة الى قطع جديدة، ولكن المسئولين فى غفلة من ذلك، بالإضافة إلى عدم وجود بوابات الكترونية على جانبى السكة الحديد تمنع مرور السيارات والافراد اثناء سير القطار بالمحطة، وان جميع الاشارات المتواجدة لا تعمل أيضاً غرق بعض محطات السكة الحديد بمياه الصرف الصحى مثل محطة الاصلاح، هذه المحطة معرضة لوقوع العديد من الحوادث بسبب وجود هبوط أرضى فى المنطقة يمر فى خلالها القطار، مما يدفعنا الى تهدئة سرعة القطار فى هذه المنطقة و السير بسرعة 8 كم فى الساعة، على الرغم من ان المسافة قصيرة لكننا نستغرق وقتاً طويلاً يصل الى ثلاث ساعات، مما يؤدى الى إثارة الركاب، وفى الغالب تنتهى بالتعدى على سائقى القطار وملاحظى البلوكات بالسب والشتم وتجميلهم مسئولية تأخر القطار.
مشيراً إلى عدم وجود فلنكات جديدة منذ اكثر من 5 اعوام لتثبيت قضبان القطار فيما يؤدى الى خروج القطار عن المسار قيام عدد من الباعة الجائلين بالتعدى على املاك السكة الحديد والاستيلاء على الارض المخصصة لذلك والبناء عليها.
وأشار إلى أن هناك مشكلة تتمثل فى عدم انتظام مواعيد القطارات وقال «قمنا باخطار المسئولين لتنظيم هذه المواعيد ولكن لم يتم الاستجابة».
مؤكدا ان هناك بعض المشاكل التى اصابت عمال السكة الحديد منها معاناتهم الشديدة أثناء العمل عدم الاهتمام بمسئولى السكة الحديد بالعاملين بالهيئة من حيث حمايتهم من البلطجة وعدم مراعات ظروفهم الصحية.
مشيرا الى ان بعض المسئولين لم يهتموا بمحطات السكة الحديد والمرور، مما جعلها ملجأ للبلطجية ومن يتعاطون المواد المخدرة.
فيما أوضح مسئول بالسكة الحديد، طلب عدم ذكر اسمه، أن مزلقانات القطارات بالاسكندرية تشكل خطورة حقيقية على أرواح المواطنين، حتى أصبحت تسمى بأكمنة الموت، حيث يوجد 44 مزلقانا، يخص خط أبوقير14 مزلقانا منها على طول 22 كيلو مترا بدءا من محطة مصر وحتى آخر المحطات أبوقير.
وعند النظر لدراسة تلك المزلقانات نجد أن بعضها متقارب للغاية، فعلى سبيل المثال توجد ثلاثة مزلقانات داخل مساحة أقل من كيلو متر مما يسبب العديد من المشاكل، أهمها تأخر الفترة بين القطارات، فمن المفترض أن يكون الزمن بين القطار والآخر عشر دقائق، ومع تقارب هذه المزلقانات وما يحدث بها يصبح زمن التقاطر أكثر من ثلث الساعة.
وأضاف أن أغلب ناظرى المحطة يعانون من مشكلة كبيرة، وهى الضغط عليهم اثناء وقوع أى حادثة، فهم من يقومون بالاتصال بالمسئولين وغيرهم على الرغم من أن هناك تقاعساً من قبل المسئولين فى تطوير محطات السكة الحديد وتوفير المعدات وقطع الغيار اللازمة للقطارات.
وأشار الى تواجد 12 قطاراً بخط أبو قير المحطة هو عدد كبير على الرغم من أن المسافة صغيرة، ومن منطقة ابو قير الى منطقة العامرية التقينا بأحد العاملين فى هيئة السكة الحديد، قال " ان هناك العديد من المشاكل التى توجد فى هذه المحطة، كمشكلة مياه الصرف الصحى التى اصبح لها تاثير واضح ومباشر على "فلنكات السكة الحديد" حيث إنها تؤدى الى تآكلها وهذا يؤدى الى هبوط الارض تحت القضبان، مما يؤدى الى وقوع كارثة حقيقية.
أما المهندس حامد زارع، رئيس الإدارة المركزية للبنية الأساسية بهيئة السكك الحديدية " قطاع غرب الدلتا"، فأكد أن منطقة غرب الدلتا والتى تضم محافظات الاسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح وجزءا من محافظة كفر الشيخ " يوجد بها حوالى 216 مزلقانا، معظمها تمثل خطورة على حياة المواطنين، مشيرا الى أن تهالك تلك المزلقانات وسلوكيات المواطنين الذين يصرون على مرور المزلقان قبل عبور القطارات بثوان قليلة يعرضان حياتهم للخطر، ويتسببان فى سقوط ضحايا على القضبان يوميا، وأشار الى أن هيئة انتهت من تطوير 12 مزلقانا ضمن خطة تستهدف تطوير 34 مزلقانا بقطاع غرب الدلتا، لافتاً الى أنه يوجد 8 مزلقانات يجرى العمل على تطويرها وهى مزلقانات سموحة - عرفى، والمطار، ومحرم بك، وجنينة القباري، ومرغم 1 و2 وكينج مريوط، وبرج العرب"، مؤكدا أن أكثر المزلقانات التى تشكل خطورة تقع على خط قطار أبوقير حول مواصفات عملية تطوير المزلقانات، وأوضح أن عملية تطوير المزلقان الواحد تتكلف 2 مليون جنيه، وتتم على مرحلتين، الأولى تشمل بناء غرفة لخفر المزلقان وأسوار حول المزلقان وبلدورات، ورصف مداخله ومخارجه تمهيداً للمواطنين وتيسيرا للعبور عليه، أما المرحلة الثانية: تأمين المزلقان بتركيب البوابات الإلكترونية، مرتبطة بالكمبيوتر لا يتدخل فيها أى بشر فى غلقها أو فتحها، بحيث لا تتحكم غرفة خفر المزلقان فى غلقه أو فتحه أثناء مرور القطار.
أيضا أشار المهندس نصر عبد العزيز خليل، مدير عام الصيانة بهيئة غرب الدلتا إلى ان مشكلة الصرف الصحى تعتبر من كبرى المشاكل التى تواجه السكة الحديد، لأن عدداً كبيراً من محطات القطار كمنطقة العامرية والمعمورة ومحرم بك تتعرض للغمر بمياه الصرف الصحى، مما يؤدى الى حدوث الكثير من الكوارث، وقد تم عمل دارسة على هذه المناطق للوقوف على أساس المشكلة.
تم إخطار هيئة الصرف الصحى لإيقاف ومنع تسرب هذه المياه والمتسببة فى اغراق محطات القطار بجميع انحاء المحافظة، وقد أوضحت انها ستقوم بايجاد حل لهذه المشكلة فى أسرع وقت ولكنها فى حاجة الى توفير الخدمات، مؤكداً ان هيئة الصرف الحى هى المسئول الاول عن هذه المشكلة وان هيئة السكة الحديد ليس لها دخل فى ذلك.


.jpg)



.jpg)


.jpg)

.jpg)
