«صقر قريش» مساكن تأوى البلطجية والإرهابيين والهاربين من الأحكام

تحولت مساكن الجمعيات بمنطقة صقر قريش بالمعادى الى قنابل موقوتة انفجر بعضها ومازال البعض الآخر قيد الانتظار، فهى أصبحت مأوى للبلطجية وتجار ومتعاطى المخدرات، بالإضافة الى الارهابيين والهاربين من تنفيذ الاحكام والسجون.
هناك"36" عمارة بها اكثر من "2000" شقة و"325" محلاً تجارياً مهجورة وخالية من السكان، انشئت منذ عام 1991م بقرار من وزير الاسكان فى ذلك الوقت، فهى مأساة يعيشها سكان وحاجزو وحدات هذا المشروع الإسكانى المتعثر الذى ارتبط اسمه لسنوات طويلة بأكبر مشروعات الإسكان الاقتصادى فى وقت من الاوقات المهمة التى كانت تمر بها البلاد فى ذلك الوقت.. فالبلطجية والمسجلون خطر يهاجمون باستمرار منازل الاهالى القريبة من تلك المساكن ويهربون الى ملاذهم، وكان ذلك السبب الاساسى الذى جعل كثيراً من المواطنين يفرون الى الهجرة وترك هذا المكان الذى تسكنه الذئاب البشرية المفترسة.
صقر قريش تنتظر الفرج
كانت "النهار " قد قامت بجولة فى منطقة صقر قريش بالمعادى كشفت خلالها العديد من المفاجآت ورفعت الستار عن أحد الاماكن التى يختبئ بها المجرمون، وذلك بعد ان تعددت شكاوى وبلاغات المواطنين من تجمعات عناصرإرهابية شديدة الخطورة وعدد من البلطجية داخل تلك المساكن التى تحولت الى أوكار.. ورصدت عدم وجود أى ابواب او نوافذ داخل تلك الوحدات، بالاضافة الى وجود كمية كبيرة من الزجاجات الفارغة التى يرجح استعمالها كقنابل مولوتوف خلال المواجهات او الاحداث الساخنة.
لاحظنا وجود عدد كبير من سيارات النقل الثقيل التى تحولت الى خردة نتيجة لسرقتها من قبل هؤلاء البلطجية، لا تواجد لقوات الشرطة، كذلك وجدنا ان جميع المنازل المحيطة بتلك المساكن مغلقة وبإحكام شديد خوفاً من اى اعتداءات من قبل الخارجين.
الحياة وردية
المنطقة هادئة نهاراً بسبب الحركة المرورية المزدحمة، اما ليلا فلا تشاهد سوى البلطجية والمسجلين ينقلهم بـ"التوك توك" والدراجات البخارية التى لا تحمل لوحات معدنية، بين تلك العمارات، والحياة بالنسبة لهم وردية فلا يوجد بها ماء ولا كهرباء، يرتكبون بها العديد من الجرائم فى اماكن مختلفة من القاهرة الكبرى ثم يعودون الى المأوى الاخير ويقتسمون حصيلة جرائمهم، فلا تجد سوى الادخنة تتصاعد ويظهر لهيبها من النافذات بسبب قيام تلك الفئات بإشعال النيران للاضاءة لهم حتى يتمكنوا من الجلوس فى حالة مرور، وأى مواطن أسفل تلك العمارات خلال ساعات الليل يتم استيقافه من قبل هؤلاء الاشخاص، ويتم الاستيلاء على متعلقاته الشخصية تحت تهديد السلاح.
اغتصاب وسرقة
"النهار" تقابلت مع عدد من سكان المنطقة الذين روى بعضهم قصصاً غريبة على هذا المجتمع، قال المهندس محمد عبد الفتاح "33 سنة " إنه تقدم بالعديد من البلاغات للجهات الأمنية، حيث قام بتصوير عدة مقاطع فيديو لعدد من البلطجية اثناء قيامه بسرقة سيارة كانت متوقفة بجوار تلك العمارات، وأوضح أن معظم الاهالى تركوا المنطقة بسبب تلك الاعتداءات المتكررة، وأضاف أن هناك العديد من جرائم الاغتصاب والسرقات بالإكراه، بالاضافة الى وجود كمية كبيرة من الاسلحة والمخدرات داخل تلك المساكن، وقال اكتشفت وجودها اثناء المواجهات التى وقعت بين انصار الارهابية وقوات الامن بالمنطقة.
الأمن فين
بينما اشارت هوايد نصر الدين "موظفة" إلى أنها لا تستطيع الخروج من مسكنها بعد صلاة المغرب، فمعظم هؤلاء البلطجية يبدأون فى الانتشار بعد الساعة الثالثة عصرا.. واستطردت قائلة: بحثت عن مكان اخر، ولكن وبسبب الجرائم التى تقع داخل تلك المساكن اصبح ثمن مسكنى رخيصاً جدا مقارنة بالشقق الاخرى المتواجدة داخل القاهرة، واضافت أن لديها بنتاً وولداً، وزوجها يعمل بإحدى دول الخليج وهى تقيم بمفردها وقالت "الامن فين" وناشدت الجهات الامنية سرعة التحرك لمواجهة تلك الظاهرة التى اصبحت تضاهى مثيلاتها من الاماكن التى احتوت المسجلين والمجموعات الخطرة على المجتمع .
الإرهابية فى حماية البلطجية
أما العامل محمد السمان "28 سنة" فذكر أن هؤلاء البلطجية معروفون لدى الشرطة وسبق ان القى القبض عليهم وبعد ثورة "25" يناير وانتشار حالة الانفلات الامنى الفج والاحداث التى شهدتها البلاد جعلت تلك الاماكن مأوى لهؤلاء الاشخاص فمعظم المتواجدين هاربون من سجون واحكام وقضايا، وأوضح أنه سبق ان قامت الاجهزة الامنية بالقاهرة بمداهمة تلك الاوكار، ولكن دون جدوى، فهناك عدد كبير من "الندورجية" الذين يقفون اعلى تلك العمارات وأمام الشواع المؤدية اليها، وقال يجب أن يكون هناك تنسيق بين المباحث والقوات المسلحة " وأضاف أن هناك أشخاصاً وسيارات فارهة تأتى الى هذا المكان فى ساعات متأخرة من الليل، وكشف السمان عن وجود مجموعات كبيرة من الجماعات الارهابية المتطرفة لجأت الى هذا المكان هرباً من قوات الشرطة وفى حماية وحراسة البلطجية .
مشاكل الإسكان
بينما طالب محسن الهوارى "48 سنة" المسئولين بوزارة الاسكان والتنمية العمرانية، بسرعة حل مشكلة تلك العمارات لانها تعتبر حلاً من ضمن حلول مشاكل الاسكان بالوطن، وأضاف أنه بدلا من بناء وحدات جديدة واعتماد ميزانيات اخرى تكلف الدولة الكثير من الاموال، علينا النظر الى هذه المساكن وسرعة ايجاد حل جذرى لها.. كما رصدنا وجود اعداد كبيرة من السيارات والدراجات البخارية المتهالكة بدون لوحات معدنية بالاضافة الى تواجد العديد من الكلاب الضالة ، كما ظهرت اثار تهشم على واجهات تلك العقارات، بالاضافة الى وجود شروخ وعلامات تشير الى احتمالية انهيار تلك المبانى بسبب النيران وتآكل الاسقف الخرسانية.