الجمعة 26 أبريل 2024 06:02 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الزراعة: نتوسع في زيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية لتقليل فاتورة الاستيراد (خاص) زيادات مبالغ فيها والمواطن الضحية.. تحركات عاجلة بسبب ارتفاع أسعار البنج في مصر توريد ٢١ ألف طن قمح إلى شون وصوامع البحيرة بسبب تطبيق إلكتروني.. الاقتصاد الإسرائيلي على حافة الهاوية وزير الرى يجعل هدفه جولات وزيارات ميدانية اسبوعيه ولا مانع من تغيير قيادات الوزارة كل فترة وزير الرى يكلف بضرورة تطوير كفاءة العاملين والموارد البشرية بالوزارة ”محافظ القاهرة ونائبه ” يرسخان مبدأ الإزالة من المهد والقضاء على الاشغالات والتعديات بالمنطقة الشرقية مناقشة أحدث الاتجاهات في الاستزراع السمكي ضمن فعاليات مؤتمر الطب البيطري بجامعة كفر الشيخ التربية للطفولة المبكرة بأسيوط تنظم مؤتمرها الدولي عن ”الموهبة والإبداع والذكاء الاصطناعي وزارة التنمية المحلية: تنشر مواعيد العمل بالمحليات وما يتبعها بعد تعديل التوقيت الصيفي بياض البطيخ يثير الجدل.. الزراعة ترد.. ونقيب الفلاحين: «بلاش تشتروا دلوقتي» وفاة إيهاب الحداد أمين مساعد «الشعب الجمهوري» بكفر الشيخ

تقارير ومتابعات

مجزرة أسوان.. إرهاب بإسم القبيلة

ما الذى يجرى فى أسوان...؟ كيف سقط عشرات القتلى باستخدام الأسلحة الثقيلة وكيف فرضت العائلات سطوتها وكلمتها على الدولة؟ وهل ستعود مصر لعصر القبيلة بعد كل هذا التاريخ الطويل الذى سارت خلاله نحو الدولة العصرية... دولة المؤسسات؟ علامات استفهام عديدة فرضت نفسها وتحتاج إلى إجابات عاجلة تسبقها عودة هيبة الدولة التى تعانى ما بين إرهاب الإخوان وإرهاب القبيلة فى جريمة لا تنفصل خيوطها عن بعضها بل تتداخل وتتشابك لتكشف المأساة التى يعيشها الوطن بين ارهابيين كلاهما يتجاهل حرمة الدماء ... لقد كان المنظر مروعاً حتى فى التعامل اللإنسانى  مع الضحايا من قتلى ومصابين حيث شاهدهم العالم يوضعون على عربة " كارو"  فى مشهد بالغ البشاعة  ..مشهد لم تره مصر فى اشد عصور الظلام  التى مرت عليها فكيف تعيشه الآن ؟ لنعرف أكثر عن المجزرة الكارثة التى جرت فى أسوان من الضرورى أن نقترب أكثر من الحدث فإلى التفاصيل :-

لتكن البداية من محطة النهاية فى المجزرة ..من يوم الاثنين الماضى حيث تكللت جهود القيادات بهدنة بعد مفاوضات مضنية بين قبيلتين. تتعاملان كما لو كانتا دولتين ، هدنة بين قبيلتى الدابودية وبنى هلال بأسوان ، تم التوصل اليها  بعدما نجحت جهود اللواء مصطفى يسري، محافظ أسوان بعد اجتماعات مطولة حضرتها قيادات القبيلتين، والدكتور منصور كباش، رئيس جامعة أسوان، بجانب قيادات القبائل العربية والنوبية المختلفة والقيادات الأمنية بالمحافظة، لتسفر الجهود المضنية عن التوصل لاتفاق بين قيادات القبيلتين على هدنة مفتوحة لمدة ثلاثة أيام بحيث لا تقوم أى من القبيلتين  بالاعتداء على الأخرى خلال فترة الهدنة، و يتم وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بينهما ، و إطلاق سراح كل من تم القبض عليهم من شباب القبيلتين باستثناء المتهمين فى قضايا جنائية، إضافة إلى حصر المشكلة فى مجال التنازع بين القبيلتين دون امتدادها إلى بقية المناطق أو الأطراف الأخرى، مع عدم قيام أى طرف بقطع الطرق أو عمل أكمنة للتفتيش وتجنب الاحتكاك من خلال ابتعاد كل طرف عن مناطق تجمع الآخر.

البند الأهم

لكن أهم بند تضمنه الاتفاق يتمثل فى التزام كل طرف بتقديم أى متهم فى عمليات القتل أو الاعتداء التى جرت للأمن لتفعيل سيادة القانون دون تفرقة بين طرف وآخر وهو بند سيكشف إلى أى مدى تبدو الرغبة صادقة لدى طرفى المجزرة فى احتوائها وفى كل الحالات فإن الاتفاق الذى تضمن سرعة دفن الجثامين من الجانبين بعد تصريح النيابة العامة، وبدء لجنة تقصى الحقائق أعمالها للوقوف على أسباب الأحداث، مع الحصر الفورى لكل التلفيات والخسائر سواء كانت فى المنازل أو المحال أو العربات أو المواشى سيكون محل اختبار خلال الايام القادمة ولا نعلم هل سيتم الالتزام به أم لا؟

الفتنة

لم يخل الحديث خلال المفاوضات وقبلها وبعدها من الحديث عن فتنة لابد من وأدها والتى جرى خلالها اتهام أطراف خارجية متمثلة فى جماعة الإخوان التى اشعلت الحدث لضرب استقرار المجتمع وتهديد السلام الاجتماعى وهو أمر لا يزال محل بحث وتحر وحتى تتكشف الحقيقة كاملة فيجب أن يجرى تسيير دوريات مشتركة من قوات الشرطة والجيش لفرض السيطرة الأمنية فى منطقة السيل الريفى «التى وقعت فيها المجزرة»  والمناطق المجاورة لها، وفتح الشوارع والمحاور الرئيسية أمام الحركة المرورية، والهدف منع تجدد الاشتباكات بين القبيلتين ، وايصال الخبز والطعام للمحاصرين خاصة من قبيلة الدابودية وقد تعهد وزير التموين بتوفير 7 آلاف رغيف يوميا لأهالى القبيلة.

اتهام الإخوان

بحسب اللواء حسن السوهاجى، مدير أمن أسوان فإن أجهزة الأمن تسعى لإجراء مصالحة بين الطرفين.

وإن تنظيم جماعة الإخوان هو المتسبب فى إشعال الفتنة بين قبيلتى "الهلايل" و"الدابودية" عبر تهييج الطرفين بالعبارات المكتوبة على الأسوار وتواجدهم فى أماكن المنازعات.

لكن بعض خبراء الأمن يقولون إن وزارة الداخلية تعاملت باستخفاف تجاه الأزمة بين  قبيلتى الدابودية والهلايل، رغم أنها كانت لديها فرصة لاحتواء الأزمة وتحجيم الاشتباكات فور موت أول ثلاثة أفراد وما كان يجب أن تترك الأحداث تتصاعد ليصل عدد الضحايا إلى 24 قتيلاً .

كما أن السؤال الأبرز فيما يتعلق بالأمن يدور حول ترك الأسلحة الثقيلة والكثيفة موجودة بحوزة المواطنين وهى غير مرخصة والتى ساهمت فى زيادة عدد ضحايا الاشتباكات هذا فضلاً عن تجاهل اشارات الانذار المبكر التى مهدت للكارثة والتى تتضح لنا من رصد بداية تفجر الحدث الكارثى.

بداية المشكلة

بدأ الحدث الكارثى كمشكلة بين طلاب من قرية دابود النوبية ومجموعة من الهلايلة هم  ليسوا من اهل اسوان ولكنهم من النازحين إليها من الاقصر وقنا ..بدأ الأمر كمناوشات بين مجموعات شباب الهلايل والدابودية  بضرب نار عشوائى أدى لمصرع ثلاثة منهم سيدة نوبية ... حتى هذه اللحظة كان التدخل الأمنى ضعيفاً معتبراً ما جرى مشاجرة بين الطلاب والأهالى غير مدرك للطبيعة القبلية للمشكلة التى سرعان ما تحولت لـ «أزمة»  ثم لكارثة عقب كتابة عبارات مسيئة على جدران المنازل عن طريق الإخوان أو شباب من بنى هلال .

ففى صباح يوم الجمعة بدأت كتابة العبارات المسيئة لـ  "الدابوديين" على الجدران ما دفع ببعض شباب " الدابودية "  لمطالبة من يكتبون هذه العبارات بالتوقف عنها فبدأ الاشتباك الذى تطور بعد ذلك لمجزرة دموية باسلحة النارية والمولوتوف.

معلومات

بحسب مصادر أمنية فإن أجهزة الأمن حددت هوية المتهمين فى مجزرة أسوان التى راح ضحيتها 24 قتيلا و32 مصابا وبدت الأمور الآن أكثر وضوحاً خاصة بعد تدخل الأمن الوطنى فى التحرى والبحث حيث تشير التحريات لوجود شخصية إخوانية وراء الأزمة بكتاباته المسيئة للعائلتين والتى ساهمت فى تفاقم الكارثة.

آثار مزعجة

لا تتوقف آثار المجرزة الكارثية على أهالى العائلتين رغم أنهما الأكثر تضرراً  مما جرى ولكنها تمتد إلى كل محافظات الصعيد حيث تجددت المخاوف من اشتعال الصراعات العائلية على وقع الأزمة خاصة فى ظل هذه الكميات الضخمة من السلاح فى أيدى المواطنين ما بين قادم من ليبيا وما بين قادم من السودان وهو ما دفع بوزارة الداخلية لمراجعة خططها الأمنية فى الصعيد سواء من حيث ضرورة القيام بحملات مكبرة بدأت بالفعل لجمع الأسلحة خاصة الآلية، أو من احتمالات اجراء حركة تغيرات أمنية إذا استلزم الأمر ذلك مع ضرورة التحرك السريع لمواجهة أى توتر أو اضطراب فى أى منطقة من الصعيد.

«زعزوع» قلق

ولم يتوقف القلق عند وزارة الداخلية بل تجاوزها إلى وزارة السياحة التى تعانى بشدة منذ ثورة 25 يناير وصولاً إلى 30 يونيو، حيث أعرب هشام زعزوع وزير السياحة، عن أمله فى تجاوز العنف بين قبيلتى الهلايلة والدابودية بأسوان، والذى أسفر حتى الآن عن مقتل 24 شخصا على الأقل واصابة أكثر من 30 شخصاً  بالإضافة إلى  إحراق العديد من المنازل، كما أكد  أن المجزرة  لها تأثير سلبى  على الحركة السياحية الوافدة إلى مدينتى الأقصر وأسوان.

ولهذا فإن زعزوع -  بحسبما أعلن-  كلف مديرى المكاتب الخارجية لهيئة التنشيط بقياس رد فعل منظمى الرحلات على الأحداث، خاصة بعد تناول وسائل الإعلام الغربى لصور القتلة  المسيئة واستخدام الرصاص والعنف المفرط الذى شهدته أسوان حاليا، وإنه يأمل أن يتفهم العالم أن ما يحدث هو شأن داخلى ليست له علاقة بالسائحين.

وأبدى زعزوع تخوفه من تصدر مشهد عدم الاستقرار الأمنى بمحافظات مصر، بعد أن كانت محافظات الصعيد تشهد استقرارا أمنيا الفترة الماضية، ما يؤثر على سمعة السياحة ، معلنا عن اتخاذ إجراءات احتياطية لتأمين السياح بكافة المدن السياحية خاصة أسوان فى الوقت الحالى.

الجيش فى الحدث

وبحسب المعلومات التى حصلنا عليها فإن التحرك الرسمى تجاه اسوان والذى بلغ قمته بزيارة ابراهيم محلب رئيس الوزراء سوف يزداد ليشمل شخصيات دينية وسياسية بارزة لاحتواء آثار المجزرة الكارثية فى أسوان ومن جانبه صدق الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى على علاج المصابين من قبيلتى الهلالية والدابودية بأسوان بمستشفيات القوات المسلحة .

فيما أكد المتحدث العسكرى الرسمى دور الجيش فى احتواء الأزمة بين قبيلتى الهلالية والدابودية بأسوان بعد تدخل عناصر القوات المسلحة بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لاحتواء الكارثة وضمان عدم تفجرها مجددا.