النهار
الخميس 31 يوليو 2025 10:28 مـ 5 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

مؤتمر المانحين بالكويت يخصص 2.4 مليار دولار لدعم السوريين

مركز إنسانى عالمى  بهذه الكلمات وصف السكرتير العام للأمم المتحدة بان كى مون دولة الكويت، إثر النجاح منقطع النظير الذى حققته خلال المؤتمر الدولى الثانى للمانحين الذى عقد مؤخرا  لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا وتبرعها بمبلغ 500 مليون دولار أمريكى مع بلوغ اجمالى قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة فى المؤتمر 2.4 مليار دولار.

وقال بان كى مون فى كلمة ختامية للمؤتمر الذى كان يهدف إلى جمع 6.5 مليارات دولار أنه "تم تقديم تعهدات بأكثر من 2.4 مليار دولار خلال المؤتمر".. واعرب بان كى مون فى المؤتمر الذى شاركت به 69 دولة عن الشكر لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتقديره لمساهمة الكويت التى شكلت مصدر وحى لكل المشاركين وكان سببا فى  استجابة الاسرة الدولية بسخاء وكرم فى المؤتمر.. كما وصف السكرتير العام للأمم المتحدة سمو أمير الكويت بأنه زعيم للانسانية قائلا إن الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لعب دورا مهما على الصعيد الانسانى ما جعل من الكويت مركزا إنسانيا عالميا.

مشيدا بحكومة وشعب الكويت وكل الدول المشاركة فى المؤتمر على التزامها ودعمها لتصل قيمة المبالغ التى تعهدت بها الى 2.4 مليار دولار.

ولفت الى ان المبلغ الذى جمع فى مؤتمر الكويت سيخصص لتمويل الأولويات الطارئة وتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية جراء الازمة السورية وفى مقدمتها الغذاء والدواء ومعالجة الصدمات النفسية التى تعرض لها السوريون اضافة الى تنظيم حملات التعليم والتلقيح للاطفال وتوفير الملاجئ الطارئة للاجئين والمياه الصالحة للشرب.. وأعرب بان كى مون عن الامل فى الوفاء بهذه التعهدات عام 2014 من اجل ضمان المتابعة الصحيحة وانشاء مجموعة من اكبر الجهات المانحة كما تناول الحل السياسى للصراع فى سوريا حيث ستعمل محادثات مؤتمر (جنيف 2) المزمع فى 22 يناير الجارى على تنفيذ نتائج مؤتمر (جنيف 1) داعيا الى انشاء هيئة حكم انتقالى تتمتع بسلطة شرعية كاملة بموافقة طرفى النزاع.. وأوضح أن الامم المتحدة سوف تستخدم الموارد التى خرج بها المؤتمر بأفضل طريقة من أجل تأمين الغذاء والطعام والمياه والملاذ والملاجئ وكل الخدمات الاساسية الاخرى لملايين الاشخاص الذين يحتاجون اليها.. وذكر أن اهتمام الامم المتحدة ووكالاتها المختصة سيركز على النساء والاطفال ومساعدة على تعزيز مبادرة (لا لجيل ضائع) ودعم الاولاد لاستعادة تفوقهم وتعزيز سبل المعيشة للاجئين ليتمكنوا من العيش بشكل طبيعي.

 

أمير الكويت : على الفرقاء فى سوريا أن يضعوا نصب أعينهم مصير وطنهم

وكان سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد استهل المؤتمر الدولى الثانى للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سورية بالاعلان عن تبرع دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار من القطاعين الحكومى والاهلى وذلك لدعم الوضع الإنسانى للشعب السورى الشقيق.. وأشاد الامير فى كلمة له  بموقف أبناء الكويت الاوفياء الذين جبلوا على حب الخير والعطاء لاغاثة المنكوب ونجدة المحتاج ماضيا وحاضرا وتفاعلهم مع النداءات الإنسانية لاعانة المتضررين والمعوزين فى أنحاء العالم كافة.. كما أشاد سموه بالمقيمين على ارض الكويت الطيبة وبكافة جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدنى وبالقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية وبتجاوبهم مع نداء الاستغاثة الذى اطلقه سموه من اجل اغاثة الاشقاء فى سورية، داعيا اياهم الى مواصلة مد يد العون لهم والمساعدة.. واكد ان  استضافة الكويت للمؤتمر الاول والذى حقق الاهداف المرجوة منه عكس الدلالة الواضحة على المسؤولية التاريخية التى تشعر بها دولة الكويت تجاه اشقائها فى سوريا وادراكها لحجم الكارثة التى يعانى منها الاشقاء وضرورة حشد الجهود الدولية لمواجهتها والتخفيف من آثارها.. وقال ان مؤتمر المانحين الثانى ينعقد ولهيب الكارثة الانسانية فى سوريا لازال مستعرا حاصدا عشرات الآلاف من الابرياء ومدمرا كافة مظاهر الحياة ومهجرا للملايين نتيجة لنزاع جائر ومستمر استخدمت فيه كافة انواع الاسلحة بما فيها المحرمة دوليا ضد شعب اعزل.. واضاف ان متابعتنا للارقام المخيفة لاعداد القتلى والمفزعة لاعداد اللاجئين فى الداخل والخارج التى تعلنها الوكالات الدولية المتخصصة ومنها المفوضية السامية لحقوق الانسان والتى تؤكد مقتل ما يقارب عن المائة والاربعين ألف قتيل وهو ضعف عدد القتلى منذ انعقاد مؤتمرنا الاول وتشريد ملايين اللاجئين والنازحين فى الداخل والخارج فى ظروف معيشية ضاعف من قسوتها دخول موسم الشتاء.. ودعا امير الكويت الاطراف الاخرى والفرقاء فى سوريا الى ان يضعوا نصب اعينهم مصير وطنهم وسلامة شعبهم فوق اية اعتبارات اخرى متمنيا لهذا المؤتمر كل التوفيق والسداد ليعود الامن والاستقرار لربوع سوريا الشقيقة.

 

العربى : تنسيق دولى لتلبية احتياجات النازحين

كشف الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى فى كلمته أمام المؤتمر ان الامانة العامة للجامعة سوف تدرج وثيقة خطة الاستجابة لسوريا لعام 2014 التى صاغتها المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع 100 منظمة وطنية ودولية غير حكومية من أجل تسهيل دمج استراتيجيات تنفيذ خطة الاستجابة الاقليمية فى اولويات العمل العربى المشترك.. واكد العربى دعم الجامعة العربية لاستراتيجية (جيل لن يضيع) التى صاغتها منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لحماية جيل من الاطفال السوريين من حياة يائسة ذات فرص متضائلة ومستقبل مظلم. وأشار الى استعداد الجامعة العربية المشاركة فى انشاء فريق تنسيق مصغر برئاسة الامم المتحدة ودولة الكويت ومشاركة ممثلين عن النازحين واللاجئين والمنظمات ذات العلاقة والدول المضيفة والمانحين يجتمع بصفة دورية لمتابعة وتقييم مستوى تنفيذ التعهدات واقتراح سبل تطوير التنفيذ.

 

أرقام وحجم التبرعات

من جهته أوضح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ان اجمالى تبرعات دولة الكويت بلغت 500 مليون دولار للشعب السورى منها 300 مليون دولار تبرع من حكومة الكويت و 200 مليون هى حصيلة تبرعات المنظمات الخيرية غير الحكومية.. وقال الشيخ محمد العبدالله فى تصريح للصحافيين على هامش المؤتمر ردا على سؤال حول تشكيك البعض بمدى إيصال هذه المبالغ لمستحقيها من الشعب السورى الشقيق ان دور دولة الكويت ينحصر فى تنظيم هذا المؤتمر وجمع أكبر عدد ممكن من المشاركين تلبية لنداء صاحب السمو امير البلاد الداعى الى تقديم المساعدات الى اللاجئين السوريين.. وذكر أن جهود سمو أمير الكويت  فى هذا المجال معروفة للجميع وحظيت بإشادتهم ونحن فخورون بالوصف الذى أطلقه السكرتير العام للأمم المتحدة على صاحب السمو الأمير حين قال ان سموه بطل من أبطال العمل الإنسانى الدولى وهى بلا شك شهادة يعتز بها كل مواطن كويتي.. وعن أرقام وحجم التبرعات فقد أعلنت الولايات المتحدة عن التبرع بمبلغ 380 مليون دولار والمفوضية الاوروبية بمبلغ 165 مليون يورو وبريطانيا بمبلغ 100 مليون جنيه استرلينى واليابان ب 120 مليون دولار والنرويج ب 75 مليون دولار امريكى والمملكة العربية السعودية وكذلك قطر بمبلغ 60 مليون دولار لكل منهما والسويد بمبلغ 35 مليون دولار.. فى المقابل أعلنت المانيا عن التبرع ب 30 مليون يورو وجمهورية ايرلندا ب 61.3 مليون دولار والعراق يتبرع ب 13 مليون دولار وسلطنة عمان بمبلغ عشرة ملايين دولار وفنلندا ب 7 ملايين يورو ولوكسمبورغ بخمسة ملايين يورو وكوريا الجنوبية بخمسة ملايين دولار.

 

الزيانى: تعاون خليجى لتخفيف معاناة السوريين

من جهته قال الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزيانى ان المؤتمر يؤكد اهتمام دولة الكويت الكبير بما آلت اليه المأساة المؤلمة التى يعانى منها الشعب السورى الشقيق.. واكد الزيانى مواصلة المجلس جهوده للتخفيف من المعاناة التى يعيشها الشعب السورى وتوفير الاحتياجات الانسانية العاجلة لهم داخل سوريا وخارجها.. واشاد بالمساهمة المالية السخية التى قدمتها الكويت سابقا وتلك التى أعلن عنها اليوم والمساهمات التى قدمتها دول مجلس التعاون فى مؤتمر المانحين الاول وذلك استشعارا منها لمسؤولياتها تجاه الشعب السورى الشقيق واستمرارا لمواقفها الداعمة لهم.

 

وزير المالية السعودي

بدوره أشاد وزير المالية السعودى الدكتور ابراهيم العساف فى كلمته بدور الكويت المهم فى رعاية هذا المؤتمر ودعمها المتواصل لسوريا مع زيادة تدفق اللاجئين والتحديات الانسانية الكبيرة التى تواجه المجتمع الدولى ما يتطلب تضافر الجميع من اجل ايجاد حلول لهذه الازمة.

 

وزير الاعلام الكويتى

وكان  وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح قد اعرب عن الامل فى أن يحقق المؤتمر الدولى الثانى للمانحين لدعم الوضع الانسانى فى سوريا ثماره ونتائجه فى تخفيف معاناة الشعب السورى وايصال رسالة واضحة له بأن العالم كله يقف معه.. وقال الشيخ سلمان الحمود فى تصريح للصحافيين فى قصر بيان ان اعلان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمام المؤتمر تبرع دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار من القطاع الحكومى والاهلى يعتبر مساهمة فى تخفيف معاناة الشعب السورى الشقيق ودعما لجهود الامم المتحدة وأمينها العام بان كى مون فى تنظيم هذا المؤتمر الدولى للمرة الثانية فى دولة الكويت.