الجمعة 29 مارس 2024 05:16 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب عن قمة الشعوب

هناك حالة‮ ‬غليان ورفض في‮ ‬الشارع العربي‮ ‬بعد قرار حكومة‮ ‬النتن‮ ‬ياهو‮ ‬كالعادة نسف عملية التفاوض‮ ‬غير المباشر مع الفلسطينيين بقرار فيه نوع من الاستعلاء وهو بناء ‮٠٠٦١ ‬مستوطنة اسرائيلية في‮ ‬الأراضي‮ ‬المحتلة فهذا ليس اهانة لأمريكا كما تردد آلة الاعلام الغربية لكنه احتقار للعرب الذين أباحوا لهم كل شيء وهي‮ ‬رسالة قوية ومباشرة للقمة العربية القادمة في‮ ‬ليبيا‮ ‬فهل‮ ‬يتفق النظام‮ ‬الرسمي‮ ‬العربي‮ ‬ولو مرة واحدة في‮ ‬تاريخ الصراع العربي‮ ‬الاسرائيلي‮ ‬وتصدر قمة سرت قراراً‮ ‬بإلغاء مبادرة السلام العربية وطرد السفير الاسرائيلي‮ ‬من القاهرة وعمان ووقف أي‮ ‬شكل من أشكال التعاون الاقتصادي‮ ‬بين العواصم العربية واسرائيل‮. ‬اعتقد بعد أحداث الاقصي‮ ‬والحرم الخليلي‮ ‬وتهويد التراث الاسلامي‮ ‬والمسيحي،‮ ‬الكرة السياسية في‮ ‬ملعب الرؤساء العرب؛ ليكون توقفهم هو ترجمة فورية لموقف شعوبهم العربية من النيل للفرات ومن الخليج الي‮ ‬المحيط فهم اخطأوا في‮ ‬حق شعوبهم كثيرا وآن الأوان لأن‮ ‬يعودوا لشعوبهم بعد فقدان الثقة بين الحكام والشعوب لانه في‮ ‬الحقيقة كان‮ ‬يصب في‮ ‬مصلحة مجرمي‮ ‬الحرب الصهاينة ولكي‮ ‬يفيق الحكام من هوس التبعية والخضوع للبيت الابيض والادارة الأمريكية وليعلموا أن أوراق حل القضايا العربية في‮ ‬يد الشعوب العربية وليس أمريكا وأن مبدأ المقاومة هو الخيار الاستراتيجي‮ ‬والطبيعي‮ ‬لتحرير مقدساتنا وكرامتنا التي‮ ‬دنست‮ ‬تحت أقدام الأمريكان واليهود وان الشعوب هي‮ ‬الحل،‮ ‬ولن‮ ‬يحترمونا إلا اذا كنا‮ ‬اقوياء ومتحدين وهناك أوراق ضغط عربية قوية ليست اقتصادية او بترولية فقط ولكن ورقة الضغط القوية هي‮ ‬الطوفان الشعبي‮ ‬الجاهز للتضحية والشهادة والمقاومة،‮ ‬أعتقد أنه لا‮ ‬يمكن ان‮ ‬يطالب احد الآن بمبدأ ان السلام‮ ‬والمفاوضات خيار استراتيجي‮ ‬وان لغة الحروب انتهت وأن‮ ‬99‭.‬9٪‮ ‬من اوراق حل القضية الفلسطينية‮ ‬في‮ ‬يد أمريكا‮ ‬قالها السادات وهذا اعطي‮ ‬انطباعا للأمريكان ان‮ ‬يفعلوا لاسرائيل ما تريد ومالاتريد وكأن قدر الشعوب العربية ان تعيش ابد الدهر منتظرة عطف ورعاية أي‮ ‬ادارة امريكية لا تسمح ببدء المفاوضات وليس استعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني‮ ‬والسوري‮ ‬واللبناني‮.‬فقمة سرت إما ان تكون قمة تاريخية تتخذ فيها قرارات وليس توصيات أو ان تكون هناك مصالحة حقيقية بين البلدان العربية بداية بمصر وسوريا اللتين تمثلان الجناح العسكري‮ ‬القوي‮ ‬للنظام العربي‮ ‬الذي‮ ‬ضحي‮ ‬بآلاف الشهداء من أبنائه سواء علي‮ ‬ارض سيناء والجولان واعتقد ان السعودية تلعب دورا محوريا في‮ ‬اعادة المثلث المحوري‮ ‬بين مصر وسوريا والسعودية بالإضافة للموقف الليبي‮ ‬القومي‮ ‬والمكوكي‮ ‬الذي‮ ‬يدعم هذه المصالحة ويلعب أيضا دورا مهما وخاصة لطبيعة العلاقة الحميمية التي‮ ‬تربط العقيد القذافي‮ ‬بمبارك والأسد خاصة بعد المواقف العلنية الليبية من الموقف الامريكي‮ ‬الذي‮ ‬قدم اعتذارا للحكومة الليبية بعد دعوة القذافي‮ ‬للجهاد بالاضافة لتصفية الاجواء بين مصر وقطر واعادة تقييم الرؤية والمواقف بالنسبة للمشكلة السودانية واليمنية لأن العالم العربي‮ ‬معرض لهجمات مخططة ومنظمة لتجزئته وتفتيته وتحويله الي‮ ‬دويلات حتي‮ ‬يسهل اختراقه وتحقيق الهدف والحلم الصهيوني‮ ‬دولة اسرائيل من النيل للفرات تدعمه فيه أمريكا وأوربا فهم وجهان لعملة واحدة فإسرائيل أولا واخيرا بالنسبة للامريكان والاوروبيين،‮ ‬وليذهب العرب وشعوبهم الي‮ ‬الجحيم،‮ ‬وقالها كيسنجر اثناء مفاوضات الكيلو ‮١٠١ ‬في‮ ‬الاسماعيلية،‮ ‬ان العرب لهم الرمال والتراب ولنا ولاسرائيل البترول وكل الأرض‮.. ‬هذا هو الفكر الصهيوني‮ ‬لأي‮ ‬ادارة امريكية سواء كانت ديمقراطية او جمهورية‮.‬قمة سرت أعتقد هي‮ ‬قمة الفرصة الأخيرة للحكام العرب فإما أن نكون اولا نكون فهل ستنجح ليبيا بالعبور بالقمة لصالح الشعوب العربية أم ستكون امتدادا للقمة السابقة وقد تنتهي‮ ‬قبل ان تبدأ فهل تكون الحوارات والتوصيات هي‮ ‬اجندة كل القمم العربية ويظل الانسان العربي‮ ‬والوطن اسيرا داخل‮ ‬غرفات الحكام العرب؟‮! ‬وهل ستظل الشعوب حائزة ومعلقة أم سيكون الخلاص ولكن كيف الخلاص؟‮!‬