أسامة شرشر يكتب عن قمة الشعوب
هناك حالة غليان ورفض في الشارع العربي بعد قرار حكومة النتن ياهو كالعادة نسف عملية التفاوض غير المباشر مع الفلسطينيين بقرار فيه نوع من الاستعلاء وهو بناء ٠٠٦١ مستوطنة اسرائيلية في الأراضي المحتلة فهذا ليس اهانة لأمريكا كما تردد آلة الاعلام الغربية لكنه احتقار للعرب الذين أباحوا لهم كل شيء وهي رسالة قوية ومباشرة للقمة العربية القادمة في ليبيا فهل يتفق النظام الرسمي العربي ولو مرة واحدة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وتصدر قمة سرت قراراً بإلغاء مبادرة السلام العربية وطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة وعمان ووقف أي شكل من أشكال التعاون الاقتصادي بين العواصم العربية واسرائيل. اعتقد بعد أحداث الاقصي والحرم الخليلي وتهويد التراث الاسلامي والمسيحي، الكرة السياسية في ملعب الرؤساء العرب؛ ليكون توقفهم هو ترجمة فورية لموقف شعوبهم العربية من النيل للفرات ومن الخليج الي المحيط فهم اخطأوا في حق شعوبهم كثيرا وآن الأوان لأن يعودوا لشعوبهم بعد فقدان الثقة بين الحكام والشعوب لانه في الحقيقة كان يصب في مصلحة مجرمي الحرب الصهاينة ولكي يفيق الحكام من هوس التبعية والخضوع للبيت الابيض والادارة الأمريكية وليعلموا أن أوراق حل القضايا العربية في يد الشعوب العربية وليس أمريكا وأن مبدأ المقاومة هو الخيار الاستراتيجي والطبيعي لتحرير مقدساتنا وكرامتنا التي دنست تحت أقدام الأمريكان واليهود وان الشعوب هي الحل، ولن يحترمونا إلا اذا كنا اقوياء ومتحدين وهناك أوراق ضغط عربية قوية ليست اقتصادية او بترولية فقط ولكن ورقة الضغط القوية هي الطوفان الشعبي الجاهز للتضحية والشهادة والمقاومة، أعتقد أنه لا يمكن ان يطالب احد الآن بمبدأ ان السلام والمفاوضات خيار استراتيجي وان لغة الحروب انتهت وأن 99.9٪ من اوراق حل القضية الفلسطينية في يد أمريكا قالها السادات وهذا اعطي انطباعا للأمريكان ان يفعلوا لاسرائيل ما تريد ومالاتريد وكأن قدر الشعوب العربية ان تعيش ابد الدهر منتظرة عطف ورعاية أي ادارة امريكية لا تسمح ببدء المفاوضات وليس استعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني والسوري واللبناني.فقمة سرت إما ان تكون قمة تاريخية تتخذ فيها قرارات وليس توصيات أو ان تكون هناك مصالحة حقيقية بين البلدان العربية بداية بمصر وسوريا اللتين تمثلان الجناح العسكري القوي للنظام العربي الذي ضحي بآلاف الشهداء من أبنائه سواء علي ارض سيناء والجولان واعتقد ان السعودية تلعب دورا محوريا في اعادة المثلث المحوري بين مصر وسوريا والسعودية بالإضافة للموقف الليبي القومي والمكوكي الذي يدعم هذه المصالحة ويلعب أيضا دورا مهما وخاصة لطبيعة العلاقة الحميمية التي تربط العقيد القذافي بمبارك والأسد خاصة بعد المواقف العلنية الليبية من الموقف الامريكي الذي قدم اعتذارا للحكومة الليبية بعد دعوة القذافي للجهاد بالاضافة لتصفية الاجواء بين مصر وقطر واعادة تقييم الرؤية والمواقف بالنسبة للمشكلة السودانية واليمنية لأن العالم العربي معرض لهجمات مخططة ومنظمة لتجزئته وتفتيته وتحويله الي دويلات حتي يسهل اختراقه وتحقيق الهدف والحلم الصهيوني دولة اسرائيل من النيل للفرات تدعمه فيه أمريكا وأوربا فهم وجهان لعملة واحدة فإسرائيل أولا واخيرا بالنسبة للامريكان والاوروبيين، وليذهب العرب وشعوبهم الي الجحيم، وقالها كيسنجر اثناء مفاوضات الكيلو ١٠١ في الاسماعيلية، ان العرب لهم الرمال والتراب ولنا ولاسرائيل البترول وكل الأرض.. هذا هو الفكر الصهيوني لأي ادارة امريكية سواء كانت ديمقراطية او جمهورية.قمة سرت أعتقد هي قمة الفرصة الأخيرة للحكام العرب فإما أن نكون اولا نكون فهل ستنجح ليبيا بالعبور بالقمة لصالح الشعوب العربية أم ستكون امتدادا للقمة السابقة وقد تنتهي قبل ان تبدأ فهل تكون الحوارات والتوصيات هي اجندة كل القمم العربية ويظل الانسان العربي والوطن اسيرا داخل غرفات الحكام العرب؟! وهل ستظل الشعوب حائزة ومعلقة أم سيكون الخلاص ولكن كيف الخلاص؟!