وفاء شهاب الدين : الرواية حياة نعيشها على الورق لفشلنا فى أن نعيشها فى الواقع

«وفاء شهاب الدين» روائية وقاصة مصرية مميزة .. حملت على عاتقها مسئولية أن تكون مبدعة دائما ولهذا فهى لا تكتب سوى ما تقتنع بأنه مميز وجديد، تكتب الشعر والقصة والرواية وقد صدر لها العديد من الأعمال الأدبية التى لاقت استحسانا كبيراً منها رواية «مهرة بلا فارس » بطبعتيها الأولى والثانية ورواية «نصف خائنة» وسيدة القمر «وتاج الجنيات» والمجموعة القصصية الجريئة «رجال للحب فقط» وأخيراً صدر لها لؤلؤة التاج و رواية «طوفان اللوتس» عن «مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة فى هذا الحوار تفجر العديد من المفآجات فإلى التفاصيل :-
ـ «طوفان اللوتس» اسم يثير الفضول ويدفع القاريء للتساؤل ماذا تقصد وفاء بهذا الاسم..هل هو اسماً سياسياً ؟
لا أعتقد أن شيئاً ما فى حياتنا الآن يخلو من سياسة ، فقد احتلت الأزمات السياسية المتتالية جل تفكيرنا ،حتى حوارات الأصدقاء الآن ما هى إلا نزاعات سياسية حتى أن العقلاء قرروا الكف عن الحديث فى السياسة وطوفان اللوتس ككل شيء ينتج عن تلك الثقافة يوحى الاسم بالثورات لكن فى الحقيقة أنا لم أستخدم ذلك الزخم السياسى فى الرواية فقد أنهيتها فى شهر مارس 2011 عقب ثورة يناير مباشرة لكننى لم أنشرها سوى الآن حينما تيقنت أن القاريء يحتاج إلى واحة يستظل بها بعد كل تلك الأحداث المنهكة ولن يجد أفضل من واحة الأحاسيس والمشاعر ليستعيد نشاطه مرة ثانية فطوفان اللوتس دعوة للحب وليس للفرقة .
- فى كتاباتك نجد للمرأة شخصية واضحة وظاهرة لكنها شخصية متناقضة قليلاً..تكون فى مواقف الحب شديدة الرقة والنعومة وفى أوقات الغضب إعصاراً من نار..ما مدى قرب تلك الشخصية من شخصيتك الحقيقية ؟
- فى الواقع أنا لا أجد ذلك تناقضاً على طول الخط فالمرأة مخلوق ناعم رقيق خلقه الله سبحانه وتعالى مكافأة للبشر ، وهو كائن مليء بالعواطف التى تظهر دوما فى صورة انفعال سواء عاطفة أو غضب أو حنان، القلب هنا هو ما يتحكم والقلب سلطان لا يعترف بالوسطية ولا يستطيع إرضاء كل الأطراف ..وأنا امرأة ككل النساء لكننى شديدة التأثر والحساسية ، أغضب، أحزن وأفرح لكن فى الواقع لا أستطيع التعبير عن انفعالاتى كما تعبر بطلات رواياتى فأنا أتحرر على الورق وأفعل ما أريد بلا رقيب، أقول ما لا أستطيع قوله فى الواقع فالرواية حياة نعيشها على الورق لفشلنا فى أن نعيشها فى الواقع ..
- بمناسبة الحياة على الورق..لم لا تعيش الروائية الحياة التى تريدها فى الواقع؟ ــ
فى الحقيقة لا أحد يعيش الحياة التى يستحقها ..من يبحث عن النجاح قد يحصل على ما يريد، من يبحث عن المال قد يصل إليه إنما من يجنح إلى الحب نادراً ما يجده فنحن نعيش عالماً مادياً فقد من قيمه الروحية ما قد يجعله جنة ..وأنا أريد الحياة فى تلك الجنة المفقودة، لا أستطيع تكوين تلك الحياة بمفردى لذا ألجأ إلى الورق فلربما كانت مخلوقات الورق أكثر تفهماً للمشاعر وأكثر تقديراً.
ــ هل تقرأين لغيرك من الكاتبات وما هى روايتك المفضلة من أديبات جيلك؟
طبعا ..أنا أعشق القلم النسائي، أحب رؤية المشاعر الأنثوية من الداخل والتى غالباً ما تكتب بصدق وعفوية وكأنها صرخات فى وجه مجتمع ظالم عادة ما يتجسد فى صورة رجل..أعشق السيدة التى علمتنى كيف أكتب درة الأدب الأستاذة/ أحلام مستغانمى وفضيلة الفاروق، ميرال الطحاوي، والرائعة أثير عبد الله والتى أشعر أنها استعارت جزءاً من روحى لتكتب بها ..روايتى المفضلة «قواعد العشق الأربعون» لإليف شافاق وهى رواية عن مولانا جلال الدين الرومي، أعتقد أن الطاقة الروحية الإيجابية فى تلك الرواية قد تمتد معى لسنوات ..
ــ من اختيارك دعينى أسألك ..هل لديك اهتماماً خاصاً بالتصوف؟
التصوف شيئاً راقياً رائعاً أتمنى أن أمر بتجربته يوماً ما ، فقد منح لى القدر أباً يعشق الروحانيات وآل البيت والأولياء لذا ورثت حبهم بالفطرة لكننى إلى الآن لم أنخرط فى ذلك الاتجاه وأتمنى أن أخوض تلك التجربة عن اقتناع وليس باتباع .
ــ بمن تأثرت كتاباتك الأولى ومن من الكتاب أو الشعراء أثر بك تأثيراً مباشراً؟
تأثرت كتاباتى الأولى بأشعار والدى رحمه الله والعديد من المبدعين مثل الشاعر إبراهيم ناجى والشاعرة نازك الملائكة أما من أثر فى تأثيراً مباشراً فهو الشاعر نزار قبانى والرائع إحسان عبد القدوس.
ــ ما رأيك فى الأعداد المتزايدة من الإصدارات لكتاب لم تنضج لديهم بعد مسؤلية الحرف؟ وهنا أتساءل الخطأ هنا خطأ دار النشر أم خطأ الكاتب نفسه؟
لا يجب أن نلوم كاتباً فى بداياته يتمنى أن يجد كتابه بين يدى قاريء فكل التجارب رغما عن سطحيتها أحياناً إلا أنها يجب أن تحترم لأنها تجربة إنسانية أراد كاتبها أن نشاركه بها ، المسئولية دوما مشتركة بين الكاتب ودار النشر والقاريء عموما هو ما يحدد بعد ذلك من من الكتاب يجب أن يكمل الدرب ومن الذى يتوقف لكننا لا يمكن أن نحجر على تجربة إنسان ونصمها بالتعجل أو عدم الرقي.
ــ قرأت لك من قبل عدد من قصائد الشعر المميزة لم لم تجمعى ما كتبت فى ديوان؟
أخجل كثيراً حينما أسمع إطراءاً من هذا النوع ..أنا أعترف دوما أننى كاتبة قصة ورواية ولست شاعرة ..ولكننى ككل مبدع يكتب اللغة الشعرية قد تخرج عنه فى بعض المواقف مقطوعات شبيهة بالشعر ..أنا لا أدعى أننى شاعرة ولن أجمع ما كتبت فى ديوان فأنا أنشر تلك المقاطع فى الجرائد والمجلات وحين تنشر تكون ملكاً خالصاً للقراء فلا داعى لدواوين
ـ ما هى أمنياتك فى 2014؟
فى الحقيقة لدى العديد من الأمنيات ..أمنية كبيرة لمصر وأهلها ودعوات كثيرة يلهج بها لسانى لكى يحفظ وطنى من كل سوء ومن كل عدو غادر وأمنية صغيرة خاصة بى ..محلها قلبى والله سبحانه وتعالى قدير أتمنى أن تحقق لى ..
كلمة أخيرة لمن توجهينها؟ــ
أوجهها لمحمد الجابرى ..شكرا سيدى لإيمانك العميق بموهبتى وثقتك بي.