الإخوان : قاطعنا الانتخابات لأن النظام يصر على اغتصاب السلطة

أصبح مما لا يخفى على أحدٍ أن الإخوان المسلمين يتخذون الإسلام منهجًا في الحياة، وهو يفرض عليهم العمل للصالح العام لمصلحة الشعب والوطن والأمة، والتضحية بمصالحهم الشخصية، ومن ثَمَّ فقد انتهجوا منهج الإصلاح الشعبي السلمي المتدرج الشامل طريقًا لهم؛ ولذلك فقد اختاروا المشاركة السياسية في ظلِّ الدستور والقانون ، فراحوا يحضون على إعلاء قيم الإيجابية ورفع الوعي السياسي والحقوقي للناس. وبدءوا بأنفسهم فقرروا أن الأصل عندهم المشاركة في كل الانتخابات، وواجهوا من النظام عنتًا وإرهابًا وصل إلى حدِّ تزوير هذه الانتخابات كلها لإقصائهم ، ومع ذلك فقد تحمَّلوا ما لم يتحمله غيرهم على مدار التاريخ وصبروا وصابروا حتى كانت انتخابات مجلس الشعب الأخيرة ، واختارت الجماعة أن تشارك بعددٍ مناسبٍ إعمالاً لمبدأ المشاركة لا المغالبة، ولتحقيق الإصلاح التدريجي بالتصدي للانحراف والفساد الحكومي ومحاولة إصلاح التشريعات لتتماشى مع مصالح الشعب وليس مصلحة فئة أو طبقة أو حزب، ولإنقاذ سفينة الوطن المهددة بالغرق، ولحماية حقوق الإنسان التي يوجبها الإسلام .هكذا بدأت جماعة الإخوان بيانها الذى أعلنت فيه إنسحابها من الانتخابات ، اليوم ، وأكدت أن ما حدث في يوم الانتخاب وما سبقه من أيامٍ من تزويرٍ وإرهابٍ وعنفٍ على أيدي رجال الأمن وبلطجية الحزب الوطني، حتى وصل الأمر إلى التعدي على بعض القضاة والمستشارين، وقد جرت محاولات كثيرة لاستفزاز الإخوان وجرهم إلى ممارسة عنفٍ مضاد، وهو ما لم يستجب له الإخوان، وأعلنوا- ولا يزالون يعلنون باستمرار- رفضهم الواضح وإدانتهم لأية ممارسات عنيفة، وقد رأى الشعب كل الجرائم التي رصدتها منظمات المجتمع المدني ونُشرت في معظم وسائل الإعلام، والصور الحقيقية التي هي أبلغ من كل كلام، وكذلك النتائج المُزوَّرة التي تم إعلانها ، على حد قولها .وقالت بأن كل ذلك جعلهم يعيدوا النظر في المشاركة في جولة الإعادة رغم أن لهم سبعةً وعشرين مرشحًا ومرشحةً، وبالرجوع إلى مجلس شورى الجماعة قرر بأغلبية أعضائه عدم المشاركة (بنسبة 72%)؛ حيث إن المشاركةَ في الانتخابات الأولى حققت أهدافها بإيجابية الشعب المصري والتفافه حول شعار الإسلام هو الحل ونزع الشرعية عن نظام الحكم المُستبِّد الذي انتشرت فضائحه في أرجاء العالم، وما حدث أثبت أن النظام مغتصب للسلطة ، كما أن عدم المشاركة في جولة الإعادة هو إعلان لاحتجاجنا على هذا الاغتصاب والفساد، ويزيد من عزلة النظام عن الشعب، ويثبت أنه يهدد مبدأ المواطنة ويُكرِّس رفض الآخر، كما يُكرِّس الفساد والديكتاتورية والاستبداد.وأضافت أن عدم مشاركتها في هذه الجولة الانتخابية لا يعني تغييرًا في إستراتيجيتها الثابتة بالمشاركة في جميع الانتخابات، ولكنه موقف فرضته الظروف الحالية، وكل حالةٍ تُقدَّر بقدرها، وسوف تستمر في كل الإجراءات القانونية التي تلاحق المزورين والمفسدين لإبطال هذا المجلس المُزوَّر ولإحقاق الحقِّ وإعادته إلى صاحبه الحقيقي وهو الشعب.وفي الختام ذكرت الإخوان أنها تشكر الشعب الذي ساندها وتحمل التعب والأذى والظلم من أجل إمضاءِ إرادته وتحسين أحواله وتأمين مستقبله .