الأربعاء 1 مايو 2024 10:42 صـ 22 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
سوسن بدر ولبلبة ضيوف شرفيين بمهرجان سينما بردية بالروسي غدًا..تفاصيل اشتعال النيران في 3 منازل وإصابة شاب بسبب اشتباكات مسلحة بين عائلتين بقنا زيارة رئيس وزراء بيلاروسيا للمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط ومنطقة أهرامات الجيزة أدهم هيثم يتصدر تريند اكس بعد أغنية «مليونير» ويستعد لاستكمال نور الريس مع مصطفي كامل الهلال السعودى يطيح بـ إتحاد جده من نصف نهائى كأس خادم الحرمين الشريفين وزارة السياحة والآثار تواصل استعداداتها لموسم حج 1445 هــ ميونخ يقلب الطاولة على ريال مدريد ويسجل الهدف الثانى من ركلة جزاء 32 مؤسسة سياحية وتوظيف تشارك بملتقى التوظيف الثالث لكلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة وفقًا لتقرير وزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري افتتاح المعرض السنوي الثالث للوسائل التعليمية بكلية التربية جامعة مدينة السادات جناح مصر في معرض أبو ظبي للكتاب يستعرض كواليس حياة نجيب محفوظ وأهمية مكتبة الإسكندرية ”حرب أكتوبر والأدب العبري”.. ضمن احتفاء هيئة الكتاب بعيد تحرير سيناء.. غدًا

مقالات

احمد كريمة كتب : الجندية في الميزان الشرعي

تضافرت نصوص شرعية محكمة، وقواعد فقهية راسخة، وإجماع أئمة العلم الذين يعتد بعلمهم، علي شرف الجندية للدفاع عن الأرض والعرض و المال وأناط بهم واجبات من الرباط والجهاد معا، فأما " الرباط" معناه المعاصر ملازمة الحدود الدولية لحمايتها وصيانتها، قال الله -عز و جل-"اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ " - جزء أية 200 آل عمران- وأطبق أئمة العلم على المراد بالرباط في الآية القرآنية المحكمة : الملازمة في سبيل الله - تبارك وتعالي -وأنه أصل الجهاد و فرعه؛ (تفسير القرطبي 4/323 ، المغني 8/354,فتح القدير4/278) وقال سيدنا محمد -ص- " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها.." - أخرجه البخاري: فتح الباري 6/58-، و أفضل الرباط: أشد الثغور خوفا، ولأن مقامه به أنفع، و أهله أحوج: مطالب أولي الفهى 2/509, المغني 8/355.

و مما يلحق بالرباط الحراسة، و كلاهما يتحققان في الجيش و الشرطة . و "أما الجهاد" و مفهومه فيما نحن بصدده : مجاهدة العدو الظاهر بالقتال و الدفاع للذود عن البلاد و العباد، وفضله عظيم، وحاصله بذل الإنسان نفسه ابتغاء مرضاة الله-عزوجل- و تقربا بذلك إليه و يتحقق في الجهاد المشروع، أما جرائم «البغي»، «الحرابة»، «الصيال»، فليست جهاداً ولا رباطاً، بل هي جرائم مخلة بالأمن العام والدماء والأعراض والأموال ولها عقوباتها الدنيوية المفصلَة في "التشريع الجنائي الإسلامي" بصفة عامة، و أبواب الحدود و الجنايات على النفوس، و الدفاع الشرعي الخاص.

والجيش و الجندية جهاد مشروع في الدين الحق، قال أئمة العلم: الذين يقاتلون - و يدافعون-الأعداء، قد بذلوا مهج أنفسهم و النصوص الشرعية في فضل الجندية (القوات المسلحة) كثيرة منها:-

أولا من القرآن الكريم                               

- "وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً" الآية 95 من سورة النساء.

- " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ.." الآية 111من سورة التوبة.

-"وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" الآية 169 من سورة آل عمران.

ثانيا من السنة النبوية

-قول الرسول--" مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ، وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ ، بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ ، أَوْ غَنِيمَة- "أخرجه البخاري:فتح الباري 6/6-.

- وروى أن رجلا جاء إلى النبي -ص- فقال :"دلني على عمل يعدل لجهاد؟قال لا أجده، ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم و لا تفطر؟قال ومن يستطيع ذلك؟" -فتح الباري 6/4-.

إذا علم هذا:-فإن من أبشع و أفظع الجرائم الاعتداء على الجند بتنوع رتبهم و مهامهم لما في ذلك مما قرره الفقهاء من "إرجاف" و" تخذيل" مما يسبب مفاسد عظمى على سلامة البلاد و أمن العباد.

التوضيح

*الإرجاف:- مفهومه الشرعي الاصطلاحي هو التماس الفتنة، و إشاعة الكذب و الباطل للاغتمام به (تفسير القرطبي للآية 60 من سورة الأحزاب و حاشية الجمل على شرح المنهاج4/95 ,المغني8/351)

و حكمه الشرعي:حرام شرعا، و تركه واجب لما فيه من الإضرار بالمسلمين و فاعله آثم، قال الله - سبحانه - في الآيتين 60 و ما بعدها " لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ( 60 ) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ( 61 )"

وروى أن رسول الله - عزوجل- بلغه أن ناسا يثبطون الناس عن الجهاد في سبيل الله، فبعث نفر من أصحابه، وأمرهم أن يحرقوا عليه البيت,ففعل ذلك طلحة بن عبيدالله -- ذلك(أخرجه ابن هشام في السيرة 2/517,معين الحطام ص210)

ومضار الإرجاف":نشر الاضطراب بين الناس، لصدهم عن الرباط والجهاد، و ترك البلاد عرضة لاحتلا الأعداء.

*التخذيل :-تزهيد الناس في حراسة البلاد و أن العباد، وترك الجندية و التخذيل كالإرجاف في العدوان الأثيم على الجيش و مضاره منع الناس من النهوض للقتال ، و ترك الحراسة و الجهاد (أحكام القرآن للجصاص 3/485 ،عدة أرباب الفتوى ص82).

ويجب صد و منع المرجفين و المخذلين، وقد ذمهم الشرع المحكم، قال الله--في الآية 46و47 من سورة التوبة "... وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ..." .

و على ضوء ما سلف:- يحرم الاعتداء على الجند بالإرجاف و التخذيل و الإشاعات و الأباطيل لأثاره الخطيرة في أمن البلاد والعباد.

و يحرم الاعتداء بالجناية على النفس و مادون النفس، لما هو معصوم من عصمة الدماء و الأموال و الأعراض، الثابتة بالنصوص الشرعية المحكمة العامة و المطلقة.و لا تخفى إلا على متعامي أو متغابي!