النهار
السبت 12 يوليو 2025 07:31 صـ 16 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الوطنية للإنتخابات يقرر استبعاد نائب رئيس حزب النور من السباق الانتخابي المحلل السياسي الروسي اصف ملحم يجيب للنهار : هل اقتربت ساعة فتح جبهة جديدة بين بولندا وروسيا ؟ المحلل السياسي الدكتور جمال زهران يحلل للنهار : محللة اسرائيلية توقعت انهيار اسرائيل خلال عامين والاسرائيليين سيفرون كالفئران خبير العلاقات الدولية الفلسطيني اشرف عكة يحلل للنهار .. سيناريو غزة بعد الستين يوما للهدنة في ظل التحولات الاقليمية هل يعيد ترامب رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد بين سوريا ولبنان واسرائيل بسايكس بيكو جديد ؟ لماذا تؤكد الصين علي حتمية انتصار روسيا في اوكرانيا ولماذا تصر روسيا علي عزل اوكرانيا عن العالم من بوابة اوديسا ؟ خبراء : نجل نيتنياهو يواجه عقوبة السجن بعد حصوله علي جواز دبلوماسي بدون حق وصفها بالكلبة وطردها من البيت الابيض..ناتاشا بيرتراند الصحفية الامريكية بالسي ان ان والتي هزت عرش ترامب مرتين ”القاتل شيطان وحشى بثوب إنسان”.. مرافعة قوية للنيابة العامة بإزهاق حياة شخص برئ علي يد مجرم بين الأمل والتطوير.. إنقاذ مريضة بمستشفى 30 يونيو وتوسعات كبرى في العناية والتشخيص بمستشفى الزهور صعقة الموت.. تفاصيل مصرع كهربائي بشبرا الخيمة إصابة طفلين في اندلاع حريق شقة سكنية ببنها.. والحماية المدنية تسيطر

مقالات

احمد كريمة كتب : الجندية في الميزان الشرعي

تضافرت نصوص شرعية محكمة، وقواعد فقهية راسخة، وإجماع أئمة العلم الذين يعتد بعلمهم، علي شرف الجندية للدفاع عن الأرض والعرض و المال وأناط بهم واجبات من الرباط والجهاد معا، فأما " الرباط" معناه المعاصر ملازمة الحدود الدولية لحمايتها وصيانتها، قال الله -عز و جل-"اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ " - جزء أية 200 آل عمران- وأطبق أئمة العلم على المراد بالرباط في الآية القرآنية المحكمة : الملازمة في سبيل الله - تبارك وتعالي -وأنه أصل الجهاد و فرعه؛ (تفسير القرطبي 4/323 ، المغني 8/354,فتح القدير4/278) وقال سيدنا محمد -ص- " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها.." - أخرجه البخاري: فتح الباري 6/58-، و أفضل الرباط: أشد الثغور خوفا، ولأن مقامه به أنفع، و أهله أحوج: مطالب أولي الفهى 2/509, المغني 8/355.

و مما يلحق بالرباط الحراسة، و كلاهما يتحققان في الجيش و الشرطة . و "أما الجهاد" و مفهومه فيما نحن بصدده : مجاهدة العدو الظاهر بالقتال و الدفاع للذود عن البلاد و العباد، وفضله عظيم، وحاصله بذل الإنسان نفسه ابتغاء مرضاة الله-عزوجل- و تقربا بذلك إليه و يتحقق في الجهاد المشروع، أما جرائم «البغي»، «الحرابة»، «الصيال»، فليست جهاداً ولا رباطاً، بل هي جرائم مخلة بالأمن العام والدماء والأعراض والأموال ولها عقوباتها الدنيوية المفصلَة في "التشريع الجنائي الإسلامي" بصفة عامة، و أبواب الحدود و الجنايات على النفوس، و الدفاع الشرعي الخاص.

والجيش و الجندية جهاد مشروع في الدين الحق، قال أئمة العلم: الذين يقاتلون - و يدافعون-الأعداء، قد بذلوا مهج أنفسهم و النصوص الشرعية في فضل الجندية (القوات المسلحة) كثيرة منها:-

أولا من القرآن الكريم                               

- "وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً" الآية 95 من سورة النساء.

- " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ.." الآية 111من سورة التوبة.

-"وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" الآية 169 من سورة آل عمران.

ثانيا من السنة النبوية

-قول الرسول--" مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ، وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ ، بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ ، أَوْ غَنِيمَة- "أخرجه البخاري:فتح الباري 6/6-.

- وروى أن رجلا جاء إلى النبي -ص- فقال :"دلني على عمل يعدل لجهاد؟قال لا أجده، ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم و لا تفطر؟قال ومن يستطيع ذلك؟" -فتح الباري 6/4-.

إذا علم هذا:-فإن من أبشع و أفظع الجرائم الاعتداء على الجند بتنوع رتبهم و مهامهم لما في ذلك مما قرره الفقهاء من "إرجاف" و" تخذيل" مما يسبب مفاسد عظمى على سلامة البلاد و أمن العباد.

التوضيح

*الإرجاف:- مفهومه الشرعي الاصطلاحي هو التماس الفتنة، و إشاعة الكذب و الباطل للاغتمام به (تفسير القرطبي للآية 60 من سورة الأحزاب و حاشية الجمل على شرح المنهاج4/95 ,المغني8/351)

و حكمه الشرعي:حرام شرعا، و تركه واجب لما فيه من الإضرار بالمسلمين و فاعله آثم، قال الله - سبحانه - في الآيتين 60 و ما بعدها " لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ( 60 ) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ( 61 )"

وروى أن رسول الله - عزوجل- بلغه أن ناسا يثبطون الناس عن الجهاد في سبيل الله، فبعث نفر من أصحابه، وأمرهم أن يحرقوا عليه البيت,ففعل ذلك طلحة بن عبيدالله -- ذلك(أخرجه ابن هشام في السيرة 2/517,معين الحطام ص210)

ومضار الإرجاف":نشر الاضطراب بين الناس، لصدهم عن الرباط والجهاد، و ترك البلاد عرضة لاحتلا الأعداء.

*التخذيل :-تزهيد الناس في حراسة البلاد و أن العباد، وترك الجندية و التخذيل كالإرجاف في العدوان الأثيم على الجيش و مضاره منع الناس من النهوض للقتال ، و ترك الحراسة و الجهاد (أحكام القرآن للجصاص 3/485 ،عدة أرباب الفتوى ص82).

ويجب صد و منع المرجفين و المخذلين، وقد ذمهم الشرع المحكم، قال الله--في الآية 46و47 من سورة التوبة "... وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ..." .

و على ضوء ما سلف:- يحرم الاعتداء على الجند بالإرجاف و التخذيل و الإشاعات و الأباطيل لأثاره الخطيرة في أمن البلاد والعباد.

و يحرم الاعتداء بالجناية على النفس و مادون النفس، لما هو معصوم من عصمة الدماء و الأموال و الأعراض، الثابتة بالنصوص الشرعية المحكمة العامة و المطلقة.و لا تخفى إلا على متعامي أو متغابي!