النهار
الجمعة 22 أغسطس 2025 04:35 صـ 27 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الغادر على مسجد بشمال نيجيريا مفتي الجمهورية ينعى ضحايا الفيضانات الكارثية في باكستان مدير المركز الفرنسي: علاقات القاهرة وباريس قادر ة على إعادة رسم خرائط التوازن في الشرق الأوسط صندوق النقد الدولي يشيد بالنمو الكبير لقطاع السياحة ودوره الاقتصادي في السعودية تعيين الدكتورة هالة السعيد، المستشار الاقتصادي لرئيس جمهورية مصر العربية مستشارًا للجامعة الأمريكية بالقاهرة رحيل الشاعر الكبير مصطفى السعدني عن عمر يناهز 74 عاما محافظ أسيوط يشارك الأقباط ختام احتفالات صوم السيدة العذراء بدير درنكة وسط ملايين الزوار وكيل صحة الدقهلية يفتتح المؤتمر الأول لنقابة العلاج الطبيعي حول الأمراض التنفسية في زيارة مفاجئة لـ” حميات المنصورة” ..وكيل صحة الدقهلية يستمع لآراء المرضى بين الدراسة والإجازة.. مصرع طالب فيومي يدرس بالخارج غرقًا بشواطئ مطروح مرور إدارة التغذية على مستشفى الغردقة العام ومستشفى الحميات إطلاق أسماء ٤ نقاد كبار علي جوائز أفضل مقال ودراسة حول الأفلام القصيرة جدا

صحافة عالمية

لماذا امتنع صدام عن استخدام النووي ضد أمريكا ؟!

إذا كانت الحرب الأهلية السورية، وبالتحديد هجوم الغوطة المروع، قد ذكرت العالم بالخطر المستمر للأسلحة الكيماوية، فالأهم أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تواجه الولايات المتحدة حاكما في الشرق الأوسط مسلحا بأسلحة الدمار الشامل. 

فصدام حسين امتلك مخزونات كبيرة من الأسلحة الكيماوية خلال حرب الخليج عام 1991، ، والتي استخدمها في حربه ذات الثماني سنوات مع إيران خلال الثمانينيات. ولم يستخدم العراق هذه الأسلحة ضد قوات التحالف التي قادتها الولايات المتحدة، على الرغم من هزيمة الجيش العراقي، وإخراجه من الكويت.


والآن وبعد عقدين من الزمن، يتساءل تحليل في مجلة فورين بوليسي : لماذا؟ يقول بعض المسئولين الأميركيين أن صدام امتنع عن استخدام الأسلحة الكيماوية بسبب التهديدات الأمريكية غير المباشرة باستخدام النووي، والتهديدات الصريحة بتغيير النظام، لكن المعلومات التي قدمها صدام للمحققين بعد اعتقاله جنبا إلى جنب مع تسجيلات صدرت حديثا لاجتماعات صدام مع مستشاريه، توحي بغير ذلك. فصدام اعتبر الأسلحة الكيماوية ورقة نهائية رابحة، يمكن استخدامها لردع الاستخدام الأمريكي أو الإسرائيلي للأسلحة البيولوجية، النووية، أو الكيماوية، ومنع قوات التحالف من دخول بغداد. 


واختتم صدام في وقت لاحق أن إستراتيجيته نجحت، وقال لمستشاريه إن العراق “فاز” في الحرب لأن الولايات المتحدة أوقفت العمليات القتالية بعد خروج الجيش العراقي من الكويت. 


وبينما يواجه القادة الأمريكيون ديكتاتورا آخرا في الشرق الأوسط مسلحا بأسلحة كيميائية، هناك أربع دروس ينبغي استخلاصها من القضية العراقية. 


أولا: قد لا ينجح التهديد العسكري في التعامل مع الحكومات الاستبدادية،. وغالبا ما يكون المرؤوسون مترددين في التعامل مع التهديدات، وربما يكون لدى الحكام تقديرات مبالغ فيها للغاية حول قدراتهم العسكرية من قبل قادتهم الذين يقولون ما يعتقدون أن الزعيم يريد سماعه. 


الأنظمة الاستبدادية أيضا غالبا ما تعتمد على تحليل ضعيف للمعلومات الاستخبارية عن أهداف الولايات المتحدة وعملية صنع القرار. نزع سلاح الطغاة، إن أمكن، أفضل من محاولة ردعهم. 


ثانيا: على الرغم من أن الحكومة السورية تحاول بشكل واضح كسب ود المجتمع الدولي من خلال التعاون مع خطة الأمم المتحدة لنزع السلاح، عرض بشار الأسد الأسلحة الكيماوية كرادع استراتيجي بنفس طريقة صدام. وهذا هو المرجح بصفة خاصة لأن أحد دروس حرب العراق (وأخيرا، ليبيا) هو أن الولايات المتحدة قد تسعى بنجاح لتغيير النظام حتى بعد تخليه عن أسلحة الدمار الشامل. 


وبالتالي قد يكون الأسد مترددا في التخلي عن مخبأه الأخير للأسلحة الكيماوية، والاحتفاظ بالبعض منها بمثابة بوليصة تأمين ضد أي هجوم في المستقبل. في الواقع، تشير تقارير صحفية حديثة أن وكالات الاستخبارات الأميركية قلقة من أن الأسد قد خبأ بعض أسلحته. 


ثالثا: هناك تعارض بين رغبة الولايات المتحدة في رؤية سوريا بدون سلاح كيماوي تماما، وهدف إدارة أوباما المعلن أن نظام الأسد يجب أن يرحل. هل أولوية الولايات المتحدة هي الإطاحة بالنظام السوري أو الحد من مخاطر استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل؟ إذا كانت الأخيرة ، فإن الولايات المتحدة قد تحتاج إلى إصدار ضمانات أمنية أكثر وضوحا، أو على الأقل تشير إلى أن نزع السلاح السوري بالكامل سوف يحقق للحكومة مكاسب إضافية. 


واضاف التقرير، أخيرا: إذا كان هناك انتكاسات في عملية نزع السلاح، يجب أن تستخدم الإدارة إجراءات تفتيش الأمم المتحدة المتفق عليها، وأن تكون حذرة للغاية في إصدار تهديدات لا تنوي تنفيذها. هذه التهديدات تضعف من جدية التهديدات مستقبلا، وتزيد من احتمال تحدي الولايات المتحدة في المستقبل.