النهار
الأربعاء 16 يوليو 2025 09:17 مـ 20 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

عزت شعبان يكتب : اتحدوا.. يرحمكم الله.. فعدو مصر خسيس

عزت شعبان
عزت شعبان

لا شك أن تطورات الأحداث منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن جعلت أبناء الشعب المصرى لديه قناعات وتوجهات  وآراء ومآسى بل وأحلام مختلفة ومتشابكة وأحيانا مرتبكة مما جعل الجميع حتى داخل العائلة الواحدة لا يتفقون على رأى واحد تجاه حدث ما أو خطوة ما  والشعب فى هذا الأمر لديه عذره.. نظرا لتعدد الأحداث وتلاحقها وخطورتها وعليه فاننى أدعو الجميع بلا استثناء إلى التوحد من أجل مصر ومستقبلها فى ظل التحديات الجسام التى نراها والأعداء الذين نراهم متربصين لهذا البلد حتى ينالوا منه باعتباره من محركات الأحداث فى المنطقة والعالم بل والنموذج والقدوة لشعوب كثيرة فى العالم.

أقول ذلك وأنا أرى تفكك وتشعب  فى الأراء رغم أن الروح الواحدة تميل إلى الاستقرار والسير بقوة خلف خارطة الطريق التى يريد غالبية أبناء الشعب المصرى الالتزام بها والسير فيها وانجازها حتى يشعر العالم بعظممة الشعب المصرى وريادته فى كل شىء حتى فى شكل وطرق ونهج الثورات فى العصر الحديث معتقدا أنه لم يحدث فى تاريخ العالم أن قام أحد الشعوب بثورتين فى عامين وفى نفس الوقت ثورات مختلفة فى زخمها ووقودها الذى وصل إلى نزول مما يذيد عن 30 مليون مواطن إلى الشوارع والميادين فى أمواج بشرية ستدرس فى تاريخ الثورات فى المستقبل .

لماذا هذا الانقسام فى الأراء؟ حيث نجد حركات متعددة وتوجهات متعددة صحيح أن أعداد المنتمين إليها ليست بالكثيفة والتى نستطيع أن نقول ان غالبية الشعب تنطوى تحت جناحها ولكننا نحتاج إلى الإندماج بين الحركات المختلفة حتى نرى عددا محدودا منها يمكن للسعى أن ينضم إليها وفقا لتوجهات محددة.. ورغم ذلك القول إلا أننى أستطيع أن أقول إن غالبية الشعب المصرى تنضم بالفعل وبالعقل والعاطفة إلى التيار الوطنى الذى لا يقوده شخص بعينه وإنما شعب  إلا قليلا ومجتمع  حريص على بلاده وقواته المسلحة خلفه تاريخ طويل فى الوطنيةوالانتماء قبل حتى أن تولد بعض الدول التى لم يكن احدا يسمع عنها عبر التاريخ الذى كانت فيه مصر حاضرة فى كافة مراحلة حتى من قديم الزمان.

تمر بنا حاليا أحداث يراها البعض جسام ولكنها أحداثا عادية فى تاريخ الشعوب المتفاعلة ولكن يتم تصويرها إعلاميا على أنها أحداثا جسام وهنا أقول إن الحياة فى مصر بدأت تأخذ منحى متجها إلى الاستقرار بشكل أو بآخر على المستوى السياسى فأغلب الشعب فى جانب وقلة قليلة منه فى جانب آخر وهناك إصرارا على الاستقرار والتقدم السياسى وعلى المستوى الأمنى ايضا هناك ارتياحا إلى التقدم حتى وان كان بطيئا نشعر به جميعا رغم بعض الاختراقات والعمليات الإرهابية التى تقوم بها جماعات لا تريد خيرا لمصر ثم الوضع الاقتصادى الذى اصبح غير ضاغطا على مصر بعد وقوف الأشقاء العرب إلى جانبنا حتى أننا أصبحنا فى غنى فى الوقت الحالى عن قرض صندوق النقد الدولى وبدأت المؤسسات الاقتصادية الدولية ترفع من مستوانا الائتمانى بعد أن رأت أن مصر قوية وأن اقتصادها قادر على الصمود وفى نفس الوقت عودة السياحة شيئا فشيئا إلى معدلاتها وأخيرا الوضع الاجتماعى الذى بدأ يتحسن ببطء وإقرار الحدين الأدنى والأقصى ورأينا بعض التيسيرات على فئات محددة فى المجتمع.

وفى النهاية أتمنى أن يرى الجميع حجم التحديات التى تواجهنا وتحتاج تكاتفنا جميعا لتخطيها ووضع مصر على طريق التنمية والتقدم وفى نفس الوقت اتمنى من الجميع أن يرصد حجم المؤآمرات التى تحاك ضد مصر حتى يقف بها التاريخ الى ما هى عليه الآن ولا تسطر حروفا أخرى فى تاريخ الانسانية التى لا يخلوا كتابا من أسطر منه.. رب احمى بلادى وأبناء بلادى وهيىء لهم الخير والصواب وأبعد عنا المتآمرين والحاقدين واحفظ بلدى أم الدنيا مصر.