الصحف الغربية تتذرع بـ باسم يوسف لشن حملة ضد الجيش

اهتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم بقرار وقف برنامج “البرنامج” لـ”باسم يوسف”، فقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن البرنامج توقف نتيجة الانتقادات اللاذعة التي وجهها “باسم” لقيادات الجيش المصري الأسبوع الماضي، وتحججت القناة بأن المذيع الساخر ومنتج برنامجه انتهكوا السياسة التحريرية للقناة.
وأضافت الصحيفة أن “باسم” قدم نقدا هزليا لما حدث في مصر، منذ إطاحة وزير الدفاع “عبد الفتاح السيسي” بـ”محمد مرسي”، ولكن قناة “سي بي سي” نأت بنفسها عن البرنامج، مؤكدة أنها تحترم الثوابت الوطنية، ولكن المذيع الساخر سجل حلقته يوم الأربعاء الماضي دون ظهور أي بوادر من القناة بإلغاء البرنامج.
وذكرت أن إلغاء البرنامج يظهر علامات قلق بشأن الحريات، ونذير شؤم لمستقبل البلاد، خاصة أن “السيسي” يلعب دورا كبيرا في السياسة الوطنية، ومن المتوقع ترشحه للرئاسة.
ومن جانبها، قالت صحيفة “جارديان” البريطانية، إن قناة “سي بي سي” رفضت عرض برنامج “البرنامج”؛ لأنه يسخر من قيادات الجيش الحالية، ولكنها ذكرت أن هناك خلافات بين إدارة القناة وفريق الإنتاج حول القضايا التعاقدية والمحتوى.
وذكرت أن “باسم يوسف” المعروف بـ”جون ستيوارت” برز على الساحة خلال العام الماضي؛ لانتقاده الرئيس المعزول “محمد مرسي”، الذي أطيح به في يوليو الماضي، ولكن سخريته الآن حولته إلى التحقيق، موضحة أن “سي بي سي” وقفت بجانب نجمها عندما تعرض لانتقادات من جانب إدارة “مرسي”، أما الآن فهي تتراجع عن انتقاد خلفاء الرئيس الإخواني.
وترى الصحيفة البريطانية أن إلغاء البرنامج يثير القلق بشأن الحريات، فبرنامج “يوسف” كان رمزا لحرية التعبير في مصر بعد سقوط “مبارك”.
أما صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، قالت إن المحطة التليفزيونية الخاصة ألغت فجأة برنامج الساخر المصري “باسم يوسف”، ولم يكن هناك أي علامات واضحة بأن السلطات المصرية أمرت بإلغاء البرنامج.
وتعتقد الصحيفة أن الإلغاء المفاجئ لواحد من البرامج الأكثر شعبية في مصر، يغذي الشعور بتقيد الحريات الإعلامية التي كثفت منذ يوليو الماضي، بعد إطاحة الجيش بالرئيس “محمد مرسي” نتيجة احتجاجات واسعة النطاق ضد حكمه.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن عودة “باسم يوسف” الأسبوع الماضي كانت بمثابة عملية رقابية لرؤية كيف سينتقد الصراع المدني في مصر، ومدى الانتقادات التي سيسمح بها الجيش المصري.
ومن ناحية أخرى، قالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن برنامج “باسم يوسف” عاد مرة أخرى الأسبوع الماضي، بعد توقف دام أربعة أشهر، منذ الإطاحة بالرئيس المعزول “محمد مرسي” نتيجة الاحتجاجات الحاشدة ضد حكومته، موضحة أن “يوسف” من أشد منتقدي المعزول، وساهم في رفع الغضب الشعبي ضده.
وأشارت الوكالة إلى أن إلغاء البرنامج، أثار ردود أفعال غاضبة ضد قناة “سي بي سي”، وسط دعوات لمقاطعتها، معتبرة أن “باسم” رمز لحلم الحرية الذي يضع الابتسامة على وجوه المصريين، بينما ترتفع المخاوف والانتقادات بشأن حرية التعبير عن الرأي وحال تعارضه مع الجيش.