تشييع جنازة المرحوم الطاهر شريعة بتونس

شيعت الأسرة الثقافية الموسعة في موكب خاشع بعد ظهر يوم الجمعة الفقيد الطاهر شريعة الى مثواه الأخير بمقبرة صيادة (ولاية المنستير).وبتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تولى السيد عبدالرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث تأبين الفقيد قائلا انه كان علما لامعا من اعلام المشهد الثقافي التونسي وقد تم منذ ايام قليلة تكريمه ضمن الدورة الثالثة والعشرين من ايام قرطاج السينمائية.واضاف ان الطاهر شريعة كان من البناة الرواد الذين أسهموا في وضع الأسس المتينة للتنمية الثقافية في تونس الاستقلال. وأكد ان الطاهر شريعة كان من أولئك البناة الذين أخذوا المسؤولية الإدارية صلب الادارة الثقافية مأخذ النضال الذي يغلب عليه البذل والعطاء وروح التطوع والايمان باهمية الفعل الثقافي زمن التاسيس.وذكر الوزير بأن الطاهر شريعة ولد بصيادة في 5 جانفي 1927 ودرس بالصادقية ثم بمعهد الدراسات العليا وبدا حياته المهنية أستاذا وانخرط في نوادي السينما ثم ترأس الجامعة التونسية لنوادي السينما عندما تمت تونستها وعمل على جعل هذا الهيكل بخلاياه المنتشرة في كل تراب الجمهورية محضنة لاشاعة الثقافة السينمائية ومدرسة تخرج من صفوفها شباب اختار التخصص في إحدى المهن السينمائية من مخرجين ومنتجين وفنيين ومصورين.وعندما دعي سنة 1960 لتأسيس مصلحة السينما في ما كان يسمى بكتابة الدولة للشؤون الثقافية وجد في شبكة نوادي السينما الذي ظل يرعاها خير قاعدة يستند اليها ويستعين بخريجيها في اعداد النصوص المنظمة لقطاع السينما.وفي سنة 1966 أسس الطاهر شريعة ايام قرطاج السينمائية وأدار دورتها الأولى وحدد هويتها وملامحها وجعلها اول مهرجان عربي افريقي يعنى بالابداع السينمائي العربي الافريقي الجاد ويعرف بمخرجين افذاذ من أمثال يوسف شاهين وعثمان صنبان وصلاح ابو سيف كما جعل من هذا المهرجان اداة نضال وتعريف بافريقيا وآمالها وآلامها وموئل لقاء وحوار بين شمال القارة وجنوبها وبين القارة الافريقية وسائر بلاد الدنيا.وعندما أدار الطاهر شريعة قسم السينما في وكالة التعاون الفني والتقني التي ستصبح فيما بعد المنظمة الدولية للفرنكوفونية ساعد من موقعه ذاك السينما الافريقية التي ظلت تربطه بها وشائج متينة واسهم في بعث مهرجان السينما الافريقية بواغادوغو سنة 1971وألف الطاهر شريعة كتبا حول السينما كما ساهم في تأسيس مجلة المسرح والسينما التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة وكانت له مساهمات في الإبداع السينمائي ككاتب سيناريووترجم الشعر عن العربية واليها ومارس النقد السينمائي في مجلات تونسية وأجنبية وعمل خبيرا لدى منظمة اليونسكو وشارك في لجان تحكيم العديد من المهرجانات الدولية.وخلص الوزير الى القول /كان الطاهر شريعة وطنيا صادقا أحب تونس وأخلص في خدمتها وأحب مسقط رأسه صيادة وظل متعلقا بها إلى آخر رمق في حياته وأهداها أثمن ما يكسب مكتبته./ولقد حظي الفقيد بعناية موصولة من قبل الرئيس زين العابدين بن علي الذي منحه سنة 2007 الصنف الأكبر من الوسام الوطني للاستحقاق بعنوان القطاع الثقافي كما أحاطه برعايته أثناء محنته الصحية.وإثر موكب التأبين تحول السيد عبدالرؤوف الباسطي صحبة والي الجهة الى منزل الفقيد لتقديم تعازي الرئيس زين العابدين بن علي إلى عائلة المرحوم.