النهار
الأحد 9 نوفمبر 2025 02:50 مـ 18 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
«مجموعة عربية للتنمية» توقّع اتفاقية مع «السويدي للتنمية الصناعية» لتطوير وإدارة منطقة صناعية بمدينة السادس من أكتوبر الجديدة وزير المالية:استثمارات «رأس الحكمة» و«علم الروم» تؤكد أن الاقتصاد المصري أصبح أكثر تنافسية وجاذبية للاستثمار إعلام القليوبية يحتفي بعظمة مصر في ندوة ”المتحف المصري الكبير.. هدية مصر للعالم” خلال الدورة السادسة للمعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي : رئيس الوزراء يزور معرض الصناعة MEA Industry المهندس رامي غالي: مكافحة الفساد مسؤولية جماعية.. وتعزيز النزاهة يتطلب شراكة الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص تحرك جديد من الصحة بشأن توطين صناعة المستلزمات الطبية في مصر رئيس جامعة كفر الشيخ يستقبل فريق لجنة المراجعة الخارجية من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد من السنارة إلى الصاعق.. القبض على صياد استخدم مولداً كهربائياً لصيد الأسماك بالخانكة تدخل طبي دقيق بمعهد الكبد القومي بجامعة المنوفية يُنقذ حياة مريض من نزيف حاد دون جراحة وكيل أول وزارة البترول يتفقد مجمع موبكو بدمياط لمتابعة إجراءات السلامة واستعدادات الطوارئ مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يكرم الفنان سامي مغاوري حفل أسطوري بألمانيا.. أحمد سعد يتألق في ثاني حفلات جولته الأوروبية

مقالات

محمد حبيب يكتب: موجات الثورة

محمد حبيب
محمد حبيب

الثورة فعل تغييري لنظام قائم، واحلال اخر محله مختلفا عنه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا..ولا تتوقف الثورة حتي تحقق أهدافها..وتأخذ الثورة شكل موجات..تشتد حينا وتهدأ حينا آخر، الي ان تبلغ مراميها..من الإنصاف ان نقول ان الذين خططوا لتظاهرة 25 يناير كانوا شبابا..لم يكن في حسبانهم أو خيالهم ان الامر سوف يؤول الي ثورة..كانت جل أمانيهم وقف العمل بقانون الطوارئ، أو علي اقصي تقدير اقالة وزير الداخلية..وقد تصورت السلطة أنها سوف تكون تظاهرة عادية وتنفض..استخدمت قوات أمنها، وسائلها وأدواتها المعتادة في المواجهة، لكنها فوجئت بحالة غريبة لم تشهدها من قبل..ثبات وإصرار وصلابة وتحدي ومقاومة..وانضم الشعب بكل اطيافه الي الشباب..وكانت الموجة الاولي للثورة التي استمرت ثمانية عشر يوما، سقط خلالها مئات الشهداء واصيب آلاف الجرحي، وتمت تنحية رأس النظام..لكن بقي النظام كله علي حاله.


للاسف، وقع الثوار في خطا استراتيجي عندما تركوا القيادة للمجلس العسكري الذي تحالف مع القوي المحافظة، لاحتواء الثورة، والإبقاء علي النظام مع تغيير شكلي، لا جوهري..فالمجلس العسكري بطبيعة تركيبته وثقافته يتناقض مع الثورة، والقوي المحافظة من ناحيتها ليس من فكرها ولا منهجها الثورة، وانما الاصلاح السلمي من داخل النظام ، وبشكل مرحلي ومتدرج..لهذا، كان الصدام والعداء..كانت الفترة بين الموجة الاولي والثانية للثورة قصيرة، حيث لم تتوقف التظاهرات، وكانت القوي المحافظة منحازة انحيازا كاملا للمجلس العسكري..اشتدت الموجة الثانية للثورة، في الفترة من أكتوبر 2011 الي فبراير 2012، بعد ان ثبت للثوار ان المجلس العسكري يتحايل عليهم ويسعي لكسر إرادتهم..شهدت هذه الموجة ارتكاب مجموعة من المذابح في حق الثوار؛ مذبحة ماسبيرو، ومحمد محمود (1)، ومجلس الوزراء، واستاد بورسعيد، ومحمد محمود (2)، والعباسية، حيث سقط المئات من الشهداء وأصيب الآلاف من الجرحي..ناهينا عما حدث من اعتقالات ومحاكمات عسكرية للآلاف، فضلا عن التعذيب والقمع والتعرية والسحل..عمق من فقدان الثقة بين الثوار والقوي المحافظة صمت الأخيرة ازاء تلك الجرائم..وتحت ضغط ما حدث في محمد محمود (1)، اضطر المجلس العسكري للإعلان عن تسليم السلطة في 30 يونية 2012 .


الموجة الثالثة للثورة بدأت مع الاحتفال بالذكري الثانية لها، بالتأكيد علي شرعية الميدان، وليس شرعية البرلمان فقط، مرورا بما وقع من عنف في يوم كشف الحساب في 21 اكتوبر 2012، وإصدار الدكتور مرسي للإعلان الدستوري المعيب في 12 نوفمبر 2012 الذي كان بداية للانقسام الحاد في المجتمع، والاحتراب الأهلي والدخول في دائرة العنف والعنف المضاد حتي 22 مارس 2013من اهم سمات هذه الفترة: الاضطراب في القرارات والمواقف، الاعتداء علي السلطة القضائية، إهدار سيادة القانون، عدم الاستقرار السياسي، تفاقم الازمة الاقتصادية الحادة، فضلا عن سقوط أكثر من 70 شهيدا، وإصابة الآلاف من الجرحي، علاوة علي الانتهاكات البشعة لحقوق الانسان، من قمع وسحل وتعذيب حتي الموت واغتصاب لعشرات من الفتيان في معسكرات الأمن.


لازلنا في إطار الموجة الثالثة للثورة، وربما تكون هناك موجات اخري، طالما ظل من بيدهم السلطة غير قادرين علي استيعاب استحقاقات الحالة الثورية.