الولايات المتحدة وفنزويلا: من مكافحة المخدرات إلى حرب نفط مفتوحة
عاد الصراع بين واشنطن وكاراكاس إلى نقطة الانفجار بعد إعلان الولايات المتحدة مصادرة ناقلة نفط فنزويلية عملاقة قبالة السواحل، في ما وصفته بـ"أكبر عملية استحواذ من نوعها" على شحنة نفط خاضعة للعقوبات. هذه الخطوة نقلت الأزمة من مجرد خلاف دبلوماسي إلى مواجهة جيوسياسية مفتوحة حول السيطرة على موارد الطاقة وطرق تصديرها.
وأكد البيت الأبيض أن وزارة العدل وافقت على مصادرة الناقلة بزعم تورطها في تهريب النفط ونقل شحنات إلى الحرس الثوري الإيراني، في تصعيد يعكس تشدد واشنطن في تطبيق العقوبات على فنزويلا منذ 2019. من جانبه، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الناقلة كانت في طريقها إلى كوبا وتحمل ملايين البراميل من النفط، مشيرًا إلى نية واشنطن الاحتفاظ بالنفط المصادر، ما يعكس انتقال السياسة الأميركية من منطق العقوبات إلى الاستحواذ المباشر على الموارد. وأضاف ترامب أن "الضربات البرية في أمريكا اللاتينية ضد المخدرات ستبدأ قريبًا"، ما اعتبرته كاراكاس تهديدًا بتوسيع المواجهة من البحر إلى البر تحت غطاء "مكافحة المخدرات".
من جهتها، وصفت حكومة فنزويلا الخطوة بأنها "سرقة وقرصنة دولية وانتهاك صارخ للقانون الدولي"، مؤكدة أنها سترفع دعوى أمام الهيئات الدولية لحماية سيادتها ومواردها الطبيعية، مشيرة إلى أن الاحتجاز يفضح حقيقة العدوان الأمريكي الدائم،ومؤكدة في بيان رسمي: "الهدف الأميركي هو النفط والطاقة وليس المخدرات أو الديمقراطية كما تروج واشنطن".
وتأتي المصادرة في سياق تصعيد عسكري واقتصادي واسع بالمنطقة الكاريبية، حيث نشرت الولايات المتحدة أسطولًا بحريًا قويًا يضم حاملة طائرات وقوات خفر السواحل، بينما تركز الضربات على ما تصفه واشنطن بـ"سفن تهريب المخدرات"، إلا أن النفط يبقى الهدف الرئيسي نظرًا لامتلاك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية في العالم. و يشير محللون أن هناك تناقض واضح في خطاب ترامب حيث كان في السابق يؤكد أن النفط ليس هدفًا، لكنه اليوم يتحدث عن احتفاظ بلاده بالنفط.
وأكد خبير النفط محمد الشطي أن :"استهداف الولايات المتحدة للنفط الفنزويلي سينعكس مباشرة على ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، مشيراً إلي أن سياسة الضغط الاقتصادي على كاراكاس قد تؤثر على استقرار الإمدادات النفطية عالميًا في ظل مخاوف من تعطيل صادرات فنزويلية".
مع استمرار التصعيد الأميركي، قد تتحول الأزمة إلى مواجهة جيوسياسية مفتوحة تشمل تدخلات إقليمية أوسع، ما يهدد بإعادة رسم موازين النفوذ والطاقة في أمريكا اللاتينية وخارجها.


.jpg)

.png)













.jpeg)

.jpg)



