بعد أن أغلقت الجامعة أبواب الأمل في وجوههم...أوائل الأزهر يناشدون الرئيس السيسي لتعيينهم...7 آلاف خريج: ”10 سنوات من الانتظار...تعبنا”
بنبرة يملؤها الأمل، حكى أوائل الخريجين بجامعة الأزهر لـ«النهار» عن معاناتهم التي بدأت في 2016 حتى كتابة هذه السطور، بعد أن أغلقت الجامعة «أبواب الأمل» في وجوههم، رافضةً تعيينهم معيدين رغم سنوات الاجتهاد والمثابرة دون أسباب مقنعة، أكثر من 7 آلاف خريج وخريجة من أوائل الأزهر «الأول والثاني»، بقلوبٍ مليئة بالإيمان والإصرار والطموح الذي لا ينطفئ، طرقوا ويطرقون جميع الأبواب للحصول على حقهم في التعيين بالجامعة أسوة بزملائهم في مختلف الجامعات المصرية.
أوائل الخريجين لـ الرئيس السيسي: نستنجد بكم أن تشملونا بتوجيهاتكم وإنصاف أوائل جامعة الأزهر أسوة بباقي الجامعات المصرية.
وجه أوائل خريجي جامعة الأزهر، دفعات 2016 وحتى 2025 استغاثة عاجلة إلى كبير العائلة المصرية، الرئيس عبدالفتاح السيسي، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ليفتحوا أبواب الأمل أمام أبناء مصر المجتهدين الأوائل، النماذج المشرقة والمشرفة.
في هذا الصدد، ناشدت سهام السيد، الرئيس السيسي، أن ينظر لها ولزملائها بعين الرحمة والعدل إلى قضيتهم، قائلة: "نحن أبناء الأزهر ونستحق أن نُحتضن لا أن نُهمّش، وأنتم الأمل بعد الله في أن يتحقق".
أضافت «سهام» في تصريح لـ النهار: "أنا الأولى على كلية أصول الدين بأقسامها، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف بنسبة ٩٥.٤٥%، دفعة ٢٠٢١، وأشارت: "من أول يوم دخلت فيه الكلية، كان حلمي أن أكون معيدة، أخدم جامعتي وأكمل مشواري العلمي وسط طلابي، لكن رغم تفوقي لم يتم تعييني، وبقي الحلم بعيدًا والسنين تمر، لم يتم تعيين ثمة معيدين من ٢٠١٦ إلى ٢٠٢٤، زيي زي زميلاتي، واصلنا دراساتنا العليا وما زلنا نتمسك بحقنا المشروع".
فيما وجهه عمرو رمضان، الأول على كلية التربية بتفهنا الأشرف، قسم الدراسات الإسلامية، دفعة 2022 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، استغاثة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأضاف: "أنا وزملائي منذ عام 2016 وحتى اليوم رغم استيفاء جميع الشروط، لقد بذلنا سنوات من التفوق لخدمة بلدنا، ونثق في حرصكم على دعم العلم وأبنائه، نناشدكم التدخل العاجل لإعادة حقنا في التعيين وتمكيننا من أداء رسالتنا التعليمية، حفظكم الله وسدد خطاكم لما فيه خير مصر".
وقالت آية مجدي السيد: سيادة الرئيس، فقد طال انتظارنا وضاقت بنا السُّبل، وتعرّضنا لهضم حقوقنا رغم ما بذلناه من تعبٍ وسهرٍ واجتهادٍ وتفوّق، وتابعت، إنها خريجة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدمنهور، الثانية على قسم الحديث وعلومه، دفعة 2018، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، مشيرة إلى أنها وزملائها عملوا بضمير، وتفوقوا في دراستهم، وواصلوا طريقهم رغم كل الظروف الصعبة، موضحةً أنهم لم ينالوا حقوقهم حتى الآن، والعمر يمضي، والفرص تضيع، والظلم يثقل القلوب".
واختتمت آية مجدي استغاثتها، قائلة: "سيادة الرئيس، نلتمس من سيادتكم النظر في أوضاعنا، وإنقاذنا من هذا الظلم، وإعادة حقوقنا التي كفلها لنا القانون، فأنتم بعد الله الملاذ الأخير لأبناء الوطن، وفقكم الله لما فيه الخير للبلاد والعباد".
من قلب الصعيد، دعا أحمد عبدالعزيز، الرئيس السيسي وشيخ الأزهر، لإنهاء مشكلة أوائل الأزهر من 2016 حتى الآن، وأوضح أنه خريج كلية الشريعة والقانون بأسيوط، قسم الشريعة الإسلامية، الثاني على دفعة 2022، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وبيّن أنه اجتهد وزملاؤه الأوائل طوال سنوات الدراسة، وبذلوا كل جهد ليكونوا نماذج مشرفة لمصر وجامعة الأزهر.
وأشار إلى أنهم بعد التخرج فوجئوا بعدم توفر تعيينات للمعيدين داخل الكليات، إلى جانب أن فرص العمل المتاحة في المدارس أصبحت بنظام الحصة فقط، مؤكدًا أنه نظام لا يوفر أدنى استقرار وظيفي رغم تفوقه وزملائه واستحقاقهم لفرص عادلة.
أوائل الخريجين: لدينا ثقة أن الدولة لا تترك أبناءها المتميزين دون دعم أو فرصة حقيقية للمستقبل.
وناشد الرئيس والإمام الأكبر، التفضل بالنظر في تعيين أبناءكم أوائل الكليات، وهم الأول والثاني على كل قسم، أسوة بما هو معمولًا به في جامعة الأزهر بتعيين الأول والثاني، ودعمًا للشباب المتفوق الذي يريد أن يخدم وطنه بصدق، وأتم "عبدالعزيز" رسالته قائلًا: إن دعم سيادتكم لنا هو أمل كبير نتمسك به، وثقة نابعة من إيماننا بأن الدولة لا تترك أبناءها المتميزين دون دعم أو فرصة حقيقية للمستقبل".
ومن جانبه، طالب عبدالمجيد محمد، شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، التدخل لحل أزمة أوائل الأزهر التي طال مداها وزمانها، موضحًا أنه الثاني على قسم الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية بنين بدمياط، قسم الشريعة الإسلامية، دفعة 2021، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
وأوضح «محمد» في تصريح خاص لـ النهار، أنه عانى كثيرًا في فترة دراسته، مؤكدًا أنه كان من السابقين على أقرانه، وبنفسٍ تطمح للمعالي ومجتهدة، وبفضل الله ودعم أسرته حصل على المركز السابع على الجمهورية للمكفوفين في الشهادة الابتدائية 2011.
وتابع: "مما دفعني للمزيد من الجد والاجتهاد، حصلت على المركز الرابع على الجمهورية في الشهادة الثانوية الأزهري للمكفوفين 2017، وتم تكريمي من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، مضيفًا: وفي الكلية، حصلت على المركز الثاني في شعبة يقارب عدد طلابها 400، رغم اعتمادي على مرافق يكتب لي، وليس من يخط بيده كمن يكتب له غيره، مشيرًا إلى أن كل هذه المسيرة لا تُنال بالراحة، بل بمكابدة الصعاب؛ فالطريق كان طويلًا ومليئًا بالصعوبات، ولم يكن مفروشًا بالزهور والياسمين، بل بسهر وجهد مستمر، ومع هذه الرحلة المليئة بالإنجازات، نكتشف أن جامعة الأزهر توقفت عن التعيين منذ سنوات.
كما وجه أحمد عزت، استغاثة إلى فضيلة الإمام الأكبر، رئاسة جامعة الأزهر، وكل مسؤول معني بقضية أوائل خريجي الأزهر من الجهات المختصة، وأوضح أنه خريج كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق، الثاني على قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، دفعة 2018 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف.
10 سنوات في انتظار التعيين
وأضاف "عزت" لـ النهار: "نحن أوائل خريجي جامعة الأزهر من دفعات 2016 وحتى دفعة 2025، حيث مرت علينا سنوات طويلة من الانتظار بلا تعيين، رغم أننا اجتهدنا وتحملنا مشاق الحياة ومتطلباتها، وحققنا التفوق العلمي الذي يؤهلنا لخدمة الجامعة والوطن".
وأكمل أنه منذ ثماني سنوات، ينتظر كأحد أوائل دفعة 2018 وتتباع معي العشرات من أوائل الدفعات، لافتًا إلى أن الملف تحول إلى أزمة إنسانية وعلمية حيث تكدست الكوادر المؤهلة بلا فرصة، مؤكدًا أن أحلام الكثيرين انهارت ممن وضعوا مستقبلهم رهن هذا الحق المشروع في التعيين وفق لوائح وقوانين الجامعة منذ عقود"، مضيفًا:"ظلمًا غير مبرر في حق تعييننا رغم استيفائنا كل الشروط، في وقت تواصل فيه الجامعات الأخرى تكليف أوائل خريجيها باستمرار، بينما يمنعنا التعنت الإداري من أداء واجبنا في نشر العلم وخدمة رسالتنا داخل الأزهر الشريف".
نناشد الإمام الأكبرإنصافنا وإعادة الاعتبار لنا
وأتم "عزت" حديثه قائلًا: "نناشد الإمام الأكبر وكل من يهمه الأمر أن يتدخلوا لفتح هذا الملف المنسي، وإنصافنا وإعادة الاعتبار لمن أفنوا أعمارهم في محراب الأزهر، من أجل إحياء سنة تكليف الأوائل دون تمييز بين دفعة وأخرى، وتفعيل حقنا وفق القانون والعدل، خدمة للعلم والمجتمع والوطن".
ومن جهته، ناشد أحمد محمود، الرئيس السيسي: "أتقدم إلى سيادتكم بهذه المناشدة بعد أن ضاقت بنا كل السبل الممكنة؛ إذ إنه حتى هذه اللحظة لم أحصل على حقي في التعيين معيدًا بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر، رغم تفوقي الدراسي وحصولي على المركز الثاني بقسم العقيدة بالقاهرة، دفعة 2024، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وهذا الوضع لا يخصني وحدي، بل يطال جميع أوائل جامعة الأزهر من دفعات ٢٠١٦ وحتى ٢٠٢٥.
أوائل الخريجين يتساءلون: هل تتوافر الدرجات المالية في كل جامعات مصر إلا جامعة الأزهر فقط؟
سيادة الرئيس: لقد طالب الأوائل مرارًا وتكرارًا بحقهم المشروع في التعيين، أسوة بالجامعات الحكومية التي تُعيّن أوائلها سنويًا دون انقطاع، إلا أننا كنا نتلقى جوابًا واحدًا لا يتغير: "عدم وجود درجات مالية"، وهو أمر يدعو للاستغراب؛ فهل تتوافر الدرجات المالية في كل جامعات مصر إلا جامعة الأزهر فقط؟ وكيف يُترك أوائل تسع دفعات كاملة بلا تعيين، رغم حاجة الكليات الماسة لهيئة تدريس معاونة في مختلف الأقسام والتخصصات؟
وتابع: يعلم الجميع أن الدراسة في الأزهر الشريف تتطلب جهدًا مضاعفًا حتى لتحقيق النجاح فقط، فكيف بمن يسعى للتفوق والتميز! اجتهدنا وثابرنا حتى تخرجنا ضمن أوائل كلياتنا، على أمل الالتحاق بالمسار الأكاديمي الطبيعي، ولكننا فوجئنا بعدم اتخاذ أي خطوة نحو التعيين أو حتى إصدار بيان رسمي يوضح أسباب وقف تعيين الأوائل منذ عام 2016 وحتى اليوم.
واختتم أحمد محمود رسالته قائلًا: "نتوجه إليكم يا فخامة الرئيس، بعد الله، مستنجدين برعايتكم الكريمة أن تشملونا بتوجيهاتكم، لإنصاف أوائل جامعة الأزهر والتوجيه بتعيين الأول والثاني معيدين في كل قسم وشعبة كما هو المعمول به في باقي الجامعات المصرية.
قال إسلام عبد السلام عبد ربه، إنه أحد أوائل كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، فرع المنصورة، وقد تخرّج في قسم التاريخ دفعة 2024 وكان ترتيبه الثاني على الدفعة، ومبينًا أنه برغم ذلك، لم حصل حتى الآن على حقي في التعيين معيدًا، وهو الحق الذي ينتظره أيضًا جميع أوائل جامعة الأزهر من دفعات 2016 وحتى 2025 في مختلف الأقسام والشعب.
جامعة الأزهر: لا توجد درجات مالية
وأوضح لـ النهار: لقد توجه الأوائل أكثر من مرة للمطالبة بحقهم الطبيعي في التعيين، تمامًا كما يحدث في سائر الجامعات الحكومية التي تلتزم سنويًا بتعيين أوائلها، إلا أننا لم نتلقَّ سوى إجابة واحدة متكررة مفادها: "عدم توفر درجات مالية".
هل تتوافر الدرجات المالية في كل جامعات مصر إلا جامعة الأزهر فقط؟
وبيّن أنه أمر يثير علامات استفهام عديدة: كيف تتوفر الدرجات المالية في باقي الجامعات بينما تتوقف فقط داخل جامعة الأزهر؟ وكيف تُترك دفعات متتالية من المتفوقين دون أي إجراء، رغم حاجة أغلب الأقسام إلى أعضاء هيئة معاونة؟
وأكمل «عبدالسلام» أن الدراسة بالأزهر الشريف معروفة بثقل مناهجها وشدة متطلباتها، وقد بذلنا جهدًا مضاعفًا لنيل التفوق والوصول إلى المراكز الأولى، على أمل استكمال المسار الأكاديمي، لكن توقف التعيينات وعدم صدور أي بيان رسمي يوضّح الأسباب منذ عام 2016 وحتى يومنا هذا، جعلنا في حالة من القلق وعدم وضوح المصير.
أتم إسلام عبدالسلام حديته قائلًا: "أخيرًا، نتوجه إلى الرئيس السيسي، طالبين منكم النظر في أوضاع أوائل جامعة الأزهر، والتوجيه الكريم بإنصافنا واعتماد تعيين الأول والثاني معيدين بكل قسم وشعبة، شأننا شأن زملائنا في بقية الجامعات المصرية".


.jpg)

.png)















.jpg)



