بوتين : يلوّح بتكرار سيناريو كوبيانسك ويكشف خطة واشنطن
في مؤشر جديد على تعقيدات مسار التسوية في الحرب الأوكرانية، فتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نافذة حذرة تجاه خطة السلام الأمريكية، مؤكداً خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي في 21 نوفمبر أن المقترح الأمريكي "يمكن أن يشكّل أساساً للتسوية السلمية النهائية". غير أن بوتين شدد على أن الخطة لا تُناقَش مع موسكو بشكل موضوعي حتى الآن، بسبب عجز الإدارة الأمريكية عن ضمان موافقة كييف عليها.
وبحسب تحليل خبير العلاقات الدولية د. نبيل نجم الدين، فإن تصريحات بوتين تعكس تحولاً في خطاب موسكو من الرفض القاطع لأي مبادرة غربية إلى محاولة استثمار التناقضات داخل المعسكر الغربي. ويشير إلى أن روسيا تقرأ جيداً حالة الإنهاك السياسي والعسكري في أوروبا، ومع ذلك ترى أن كييف ما تزال أسيرة أوهام الدعم المفتوح.
بوتين وجّه انتقاداً مباشراً لأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، قائلاً إنهم ما زالوا يعيشون في أوهام تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا، مضيفاً أن هذا الموقف ناتج عن غياب المعلومات الموضوعية حول الوضع الفعلي على الجبهات.
ويرى د. نجم الدين أن هذه الرسالة تستهدف إرسال إنذار مبطن للغرب بأن الوقت يعمل لصالح موسكو، وأن الحقائق الميدانية لا تدعم رواية الانتصار الأوكراني.
وفي نبرة أكثر تحذيراً، اعتبر الرئيس الروسي أن رفض كييف لمقترحات الولايات المتحدة سيقود إلى تكرار سيناريو كوببانسك في إشارة إلى خسائر أوكرانية مؤلمة تعرضت لها في تلك المنطقة. وقال بوتين إن الأحداث التي وقعت في كوبيانسك ستتكرر حتماً في قطاعات رئيسية أخرى من الجبهة إذا استمرت كييف فيما وصفه بـ الرهانات الخاطئة.
ويرى د. نبيل نجم الدين أن هذا التحذير "يحمل رسالة مزدوجة": فمن جهة، هو ضغط مباشر على كييف للتعاطي مع الخطة الأمريكية بجدية، ومن جهة أخرى هو تلميح لواشنطن بأن استمرار الرهان على الحسم العسكري "سيؤدي لانهيارات إضافية لا تستطيع أوروبا تحمل تبعاتها".
ويخلص نجم الدين إلى أن تصريحات بوتين تكشف عن مرحلة جديدة في الصراع، حيث تتداخل فيها الحسابات الميدانية مع ضغوط التفاوض، بينما تبدو العواصم الغربية عاجزة عن توحيد موقفها تجاه المبادرة الأمريكية، في وقت تسعى فيه موسكو لتعزيز مكاسبها على الأرض قبل أي تسوية محتملة.


.jpg)

.png)














.jpg)


.jpg)
.jpg)
