ماذا قالت الجارديان البريطانية عن حرب السودان: الأيدي ملطخة بالدماء
سلطت صحيفة The Guardian البريطانية الضوء على ما يدور في السودان، مؤكدة أنه لم يعد بإمكان أحد الإدعاء بأنه لم يكن يعلم ما الذي سيحدث في مدينة الفاشر، فالحصار الذي استمر 18 شهرًا كان كفيلًا بفضح كل شيء، حيث ارتكبت قوات الدعم السريع جرائم حرب موثقة، شملت إعدامات ميدانية للمدنيين، واعتداءات جنسية ممنهجة، وكانت التحذيرات من مجازر محتملة واسعة الانتشار قبل سقوط المدينة في دارفور وهو ما حدث فعلاً يوم الأحد الماضي، بحسب ترجمة الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرئيلية والدراسات الاستراتيجية.
وذكرت الصحيفة بحسب ترجمة «وازن»: «لكن الواقع، كما وصفه مسؤولو الأمم المتحدة، كان جحيمًا أعمق من كل التوقعات، فبحسب منظمة الصحة العالمية، قتلت قوات الدعم السريع 460 شخصًا داخل مستشفى واحد، موضحة أن صور الأقمار الصناعية أظهرت بقع دماء واضحة على الأرض، ومقاطع مصورة أظهرت مقاتلين وهم يعدمون رجالًا عزّل، وآخرون جرى اختطافهم واحتجازهم مقابل فدية، أما الأمم المتحدة، فأكدت أن مئات المدنيين والمقاتلين غير المسلحين تعرضوا للاغتصاب أو القتل أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، وسط أدلة دامغة على عنف ذي طابع عرقي. والمأساة ما زالت مستمرة.
وجاء في تقريرها أيضاً أن قوات الدعم السريع هي الامتداد المباشر لميليشيات الجنجويد، التي أطلقها النظام العسكري السوداني قبل عقدين، وارتكبت إبادة جماعية ضد سكان دارفور من غير العرب، حينها قال العالم: «لن يتكرر ذلك أبدًا»، لكنه تكرر، ولا أحد يصدق اليوم وعود قوات الدعم السريع بمحاسبة عناصرها، فكلها وعود تجميلية لا أكثر، وفي المقابل، لم يُموّل سوى ربع خطة الأمم المتحدة لمواجهة ما يُعدّ أكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب ترجمة الدكتور محمد وازن.
وقال توم فليتشر، رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: «أدعو زملائي لدراسة فشل العالم المتواصل في إيقاف هذه الكارثة الأيدي ملطخة بالدماء»، وذكرت الصحية أن الأمر لا يقتصر على تقاعس العالم، بل يتعداه إلى تورط أطراف خارجية ساهمت في تمويل وت legitimizing قوات الدعم السريع حتى تحوّلت إلى قوة موازية، انقلبت لاحقًا على الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان في أبريل 2023، تلك الأطراف أشعلت نيران الحرب الأهلية خدمةً لمصالحها الخاصة.
وأشارت في تقريرها إلى أن الاتحاد الأوروبي موّل السودان بملايين اليوروهات للحد من الهجرة، وأسند مسؤولية مراقبة الحدود إلى قوات الدعم السريع نفسها، واليوم تُطرح تساؤلات حادة حول كيفية وصول معدات عسكرية من بريطانيا وكندا ودول أخرى إلى ميادين القتال في السودان، لكن أكثر ما يثير الغضب هو الدور الإماراتي، فالإمارات تنفي بشدة دعمها لقوات الدعم السريع، غير أن الدبلوماسيين والمحللين وصور الأقمار الصناعية يقولون العكس، أجهزة الاستخبارات الأمريكية تؤكد أن أبوظبي زادت من شحنات السلاح إلى السودان هذا العام، فيما تتدفق كميات من الذهب في الاتجاه المعاكس.
ووأوضحت الصحيفة أنه بعد أن أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على المدن الرئيسية في دارفور، يُرجَّح أن تواصل محاولاتها لزعزعة استقرار المناطق التي يسيطر عليها الجيش في شرق البلاد، ومع ذلك، يبدو أن السودان يتجه نحو تقسيم فعلي، إذ لا يملك أي طرف القدرة على الحسم العسكري، ولا استعدادًا للاعتراف بذلك. ونتيجة لذلك، ستستمر الحرب طالما ظلت الأسلحة تتدفق.


.jpg)



.jpg)


.jpg)

.jpg)
