هل تتأثر العلاقات «الهندية – الأمريكية» بما يدور بين «ترامب» والصين؟
قدّمت هاجر أيمن، باحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحليلاً دقيقاً لتطور العلاقات «الهندية – الأمريكية»، موضحة أن العلاقات تشهد واحدة من أكثر مراحلها حساسية وتعقيداً منذ بداية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فعلى الرغم من أن واشنطن ترى في نيودلهي حليفاً محورياً في استراتيجيتها لموازنة النفوذ الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إلا أن العلاقات الثنائية دخلت في مرحلة من التوتر بعد فرض الولايات المتحدة في أغسطس 2025 رسوماً جمركية إضافية وصلت إلى 50% على السلع الهندية، بسبب الاستمرار في استيراد النفط من روسيا، وهو ما تراه واشنطن دعم غير مباشر لموسكو في حربها مع أوكرانيا.
وقالت «هاجر» في تصريحات خاصة لـ «النهار»، إن هذه الاتهامات رفضتها الهند، وأكدت أن قراراتها تستند إلى مصالحها القومية لا إلى اعتبارات التحالفات الدولية، أما عن التأثير والنفوذ الأمريكي داخل الهند «اليد الأمريكية»، ذكرت هاجر أمين، أنه لا يمكن إنكار أن الولايات المتحدة تمتلك حضوراً متنامياً في الساحة الهندية، يعتمد بالأساس على أدوات نفوذ غير مباشرة، من أبرزها الاستثمارات الضخمة في قطاعات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا.
وأضافت: «مع ذلك، يظل القرار السياسي الهندي يتمتع بدرجة عالية من الاستقلالية؛ إذ تميل نيودلهي، في عهد ناريندرا مودي، إلى تأكيد نزعتها القومية واستقلالها الاستراتيجي، رافضةً أي مظهر من مظاهر التبعية أو الاصطفاف الأحادي»، أما فيما يتعلق بموقف الهند من التنافس «الصيني – الأمريكي»، فتتبنى الهند سياسة براجماتية تقوم على توظيف التنافس بين الولايات المتحدة والصين لتعظيم مكاسبها الاستراتيجية والتنموية. فمن جهة، تستفيد من الدعم الأمريكي في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية لتعزيز قدراتها الاقتصادية والعسكرية في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في آسيا. ومن جهة أخرى، تحرص على عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع بكين، حفاظاً على مصالحها التجارية والإقليمية، خاصة في ظل ترابط الأسواق الآسيوية.
وأوضحت الباحثة المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه بهذا النهج، تسعى الهند إلى تحويل التنافس بين القوتين إلى فرصة لتحقيق توازن يخدم مشروعها القومي الهادف إلى ترسيخ مكانتها كقوة عظمى مستقلة في النظام الدولي. وبالتالي، يمكن القول إن الهند ستواصل انتهاج سياسة الاستقلال الاستراتيجي وعدم الانحياز مع تقارب أكبر مع الصين تحت تأثير الضغوط الاقتصادية الأمريكية.


.jpg)



.jpg)


.jpg)

.jpg)
