بعد غياب إيران عن قمة شرم الشيخ للسلام.. هل تتجدد الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟

كشفت ماري ماهر، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن وجود احتمالات اندلاع جولة جديدة من الحرب الإيرانية الإسرائيلية، فبينما يُرجح تسكين الجبهتين اللبنانية والسورية وبقاء وضعهما الأمني الحالي، فإن الجبهة الإيرانية تبقى الأكثر احتمالًا للاشتعال مجددًا، لا سيَّما أن مصوغات إسرائيل لشن عملية عسكرية ضد إيران تتجاوز علاقتها بدعم طوفان الأقصى، إلى التهديد الاستراتيجي الذي يُمثله برنامجاها النووي والصاروخي للأمن الإسرائيلي، وهو تهديد لم يتلاشَ بالنظر لفشل حرب الـ 12 يومًا في تدمير البرنامجين بشكل كلي.
وقالت «ماري» في تحليل لها، إنه إضافة إلى استمرار المؤشرات التصعيدية بما في ذلك بقاء المفاوضات النووية مجمدة، وإعادة فرض العقوبات الدولية بموجب آلية سناب باك، وانسحاب طهران من الاتفاق المبرم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال سبتمبر 2025 في القاهرة، واستمرار الخطاب العدائي المؤكد على مواصلة تعزيز القدرات الدفاعية.
وأضافت ماري ماهر، أنه بالنسبة لنتنياهو فإن حرب جديدة ضد إيران يُمكن أن تكون أداة جيدة لإدارة السياسة الداخلية في إطار استراتيجية الهروب إلى الأمام من جهة، لتفادي لحظة الحساب السياسي، لا سيَّما مع تزايد نقاشات الصحافة الإسرائيلية بشأن الخسائر الكبيرة الناجمة عن الحرب، سواء على الصعيد الاقتصادي أو في أعداد القتلى والجرحى ضمن صفوف الجيش، أو على صعيد تضرر صورة إسرائيل الذهنية دوليًا وتآكل الدعم الخارجي لها والخشية من انتقال الموقف الإسباني إلى أطراف أوروبية أخرى. ومن جهة ثانية، فإن احتمالية نجاح نتنياهو في تحقيق إنجاز عسكري على الجبهة الإيرانية، يُضاف إلى إتمام استعادة الأسرى المحتجزين لدى حماس، يُمكن أن يُعزز فرصه خلال الانتخابات المقبلة.