هل ينجح الاتفاق الأمني السوري الإسرائيلي؟.. باحثة توضح التفاصيل

أجابت ماري ماهر، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على التساؤل الخاص بـ «هل ينتجح الاتفاق الأمني السوري الإسرائيلي؟»، موضحة أنه رغم التصريحات العديدة من قبل مسئولين أمريكيين بشأن اكتمال مفاوضات الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل بنسبة كبيرة وقرب التوقيع الرسمي عليه، فإن عقبات عديدة لا تزال تعتري مسار إنجازه، بما في ذلك خشية الرئيس الانتقالي أحمد الشرع التوقيع على اتفاق يُضفي الشرعية على السيادة الإسرائيلية على الأراضي السورية ما قد يُسبب تعقيدات سياسية داخلية، وعدم حسم جوانب فنية مثل جداول الانسحاب وهياكل حفظ السلام. كما تضيف التأثيرات الخارجية تعقيدات إضافية؛ حيث تعارض تركيا إنشاء ممر إنساني إلى السويداء وتضغط على الحكومة السورية لوقف مفاوضاتها الأمنية مع إسرائيل، وترفض إيران كذلك الاتفاق التي وإن تراجع نفوذها داخل الساحة السورية، فإنها لا تزال تحتفظ بقدرة على دعم العناصر المخربة.
وقالت في تحليل لها، إنه رغم وضع إدارة ترامب المفاوضات السورية الإسرائيلية في صميم أجندتها إزاء الشرق الأوسط، وتوجيه مبعوثها الخاص إلى سوريا ولبنان، توم باراك، لتسهيل التوصل إلى اتفاق، واتباع استراتيجية المزج بين الضغط على البلدين وتقديم حوافز لتسريع إنجازه، فإن إسرائيل ليست في عجلة من أمرها لتوقيع الاتفاق كونها تستمر في جني مكاسب دون تحمل التزامات مقابلة؛ إذ وسعت سيطرتها العسكرية في الجنوب السوري وأقامت ثمانية مواقع عسكرية على شريط بعرض 10 كيلومترات على طول مرتفعات الجولان، وتتمتع بحرية عملياتية لمقاتلاتها وقواتها داخل الأجواء والأراضي السورية؛ الأمر الذي قد يُبقي المحادثات بين الجانبين مُجمدة ويُبطئ مسار إنجاز الاتفاق.